صقر الصنيدي –
تحدث النواب بحضور وزير الاشغال العامة والطرق عن تفاصيل القرض الممنوح لبلادنا من الكويت لغرض مساعدة الطرق الريفية على السير إلى حيث يسكن الناس قالوا أن القرض مفيد ومهم وربط البعض منهم هذه الأهمية بما إذا كانت دائرته الانتخابية ستستفيد قال أحدهم عندنا الطريق تسير على أفضل ما يرام أنا إذا◌ٍ موافق على القرض وأدعوكم للتصويت لصالحه.
في حياتنا اليومية تفتننا القروض وتحل لنا بعض الصعوبات وننظر اليها كنافذة أمل لكنها تفقد رونقها عندما تلوح لنا صورة المقرض أو تصلنا رسائله المتعلقة بالسداد¡ والامر يغدو كابوسا عندما يكون القرض مشروطا بأرباح كما تفعل بنوكنا والتى تعامل اليمني كما لو كان آلة إنتاج تدر الملايين شهريا النصف منها صافي أرباح فتبادر إلى مطالبتك بربح يصل إلى 15% وتطلب منك السداد من الشهر الثاني للإقراض – هل بدء المشروع ¿ هل أوقفه موظف في البلدية بكر الصبح مزاجه مخبوط ¿ واسئلة أخرى لا يفترضها المقرضون.
بينما تداركها الصندوق الكويتي الذي أقرضنا 54 مليون دولار لإيصال الطريق الريفية إلى اقصى مدى في عدد من المناطق النائية فقد نص القرض أن تبدأ اليمن السداد على مراحل أقساط بعد مرور خمس سنوات من العمل وان الربح من القرض هو واحد ونصف بالمائة فقط وهو مبلغ لو ذكرته في بنك أو صندوق داخلي للحصول على قرض لصرخ في وجهك مقدم القهوة للزبائن وليس موظف البنك من انك تطاولت على سياسة البنك وانك انتهازي وياريت ماترجعش مرة ثانية وطبعا لا تشرب القهوة التى وضعت لك على الطاولة.
وصفت اللجنة التي أعدت دراسة القرض أن الربح صئيل جيدا ويسير السداد لكنها لم تتجرأ وتذيل بعبارة شكرا لمن قدم القرض وكانت كريمة في الاشادة بالوزارة والوزير ذلك لأنها الكويت البلد العربي الذي يعمل لأجلنا الكثير ويلقي الكثير من الحب الصامت في قلوبنا فلو ذكرت لطالب تخرج من مدرسة الكويت والتحق بكلية الطب التى بنتها الكويت ويعمل بمستشفى الكويت أن تلك البلاد صاحبة فضل لقلب عليك ألف صورة وقال لك انك لم تعد وطنيا◌ٍ وأنك مرتهن للخارج ويبدو أن أعضاء اللجنة خافوا من هذا الهاجس والا ما منعهم من قول شكرا لشقيقتنا البعيدة ولجهودها وقروضها التى تنتهي غالبا بالسماح – تلك الدولة لم ترسل الينا سفنها محملة بأدوات الموت ولم تساهم بقتلنا بصمت ولم تبعث لنا إلا رسائل حب وعتاب أحيانا ومع ذلك نحن ندافع ونتكتل لصالح دول يقلقها أمننا واستقرارنا .
ولنتجاوز التقرير الخاص بالقرض في القاعة ايضا وقف عشرات النواب مشيدين بالقرض وبالأشغال والمسئولين ولم يذهب لسان احد إلى قول تحية للكويت التى لا يخلو قرض ميسر أو منحة تنموية من مساهمتها بالنصيب الأكبر ولم تسع يوما للوقوف خلف عصابات مسلحة لتدمير ما لدينا ولا تمتلك أجندة لتنفيذها في أرضنا .
Next Post
قد يعجبك ايضا