“تعز”.. في ظل استمرار دمار العدوان وهمجية العُملاء:
جهود إعادة الروح الى الجسد .. التربية أنموذجاً !
المحافظ الجندي:
– تمكنا من تفعيل الأجهزة الحكومية تدريجياً ولست “عنترة بن شداد”.
– نواجه قوتين من “الأرض والسماء” وعازمون على تصحيح وضع تعز.
– تنقلت تحت الأشجار متحملاً المخاطر لإعادة الروح في مكاتب الدولة.
مدير التربية الصراري:
– 350 منشأة تعليمية تضررت و981 ألف طالب وطالبة يدرسون حاليا في مدارس المحافظةـ
– استطعنا توحيد صف العمل في مكتب التربية تحت مظلة واحدةـ
– هناك ميثاق شرف للتربويين لتجنيب القطاع التربوي الصراع
الثورة /سلطان مغلس
“تعز” واحدة من أكثر المحافظات اليمنية تعرضت لعدوان همجي بربري غاشم استهدف كل مقدرات المحافظة ومقوماتها وبناها التحتية في حقد أعمى ودفين للانتقام من العاصمة الثقافية للجمهورية اليمنية.
حيث عمد العدوان بوحشية مفرطة الى تدمير كافة البنى التحتية للمحافظة وفي كافة المجالات وشتى الأصعدة بلا استثناء، دُمرت فيها الممتلكات العامة والخاصة ونزحت منها مئات الآلاف من العائلات الى المحافظات الأخرى.
وفي ظل كل هذا الدمار الجنوني وأعمال القصف العدواني على كافة أرجاء المحافظة بلا توقف خصوصا تلك التي تقع في إطار الجيش واللجان الشعبية الأمر الذي تسبب في احداث شلل كامل في أجهزة الدولة ومكاتبها الحكومية ما أفقدها دورها المسؤول في خدمة المواطنين وحل قضاياهم والقيام بمسؤولياتها أمام المجتمع.. كان للسلطة المحلية بالمحافظة دور بارز واستثنائي ملحوظا للجميع في استعادة العمل الحكومي واستئناف أنشطة الأجهزة الحكومية سواء الأمنية والعسكرية أو التنموية والخدمية وإعادة الحياة الى طبيعتها ولو بشكل تدريجي.
“الثورة” وفي هذا التقرير تستعرض طبيعة عمل مكتب التربية والتعليم والجهود التي بذلت لاستئناف العملية التعليمية وفتح المدارس رغم تدمير العدوان لــ”360 “مرفقاً تعليمياً وانعدام الإمكانيات والنفقات التشغيلية:
جعلت قيادة السلطة المحلية من استئناف العملية التعليمية وإعادة النشاط لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة والمديريات همها الأبرز لما لهذا القطاع من أهمية قصوى في انعكاسه على المستوى التعليمي لأبنائنا الطلاب والطالبات وضرورة تكوين أجيال قادمة تحافظ على قدرات الوطن وتدافع عن مكتسباته وتصنع مستقبلا أفضل.
عمل استثنائي
يقول محافظ تعز عبده الجندي في حديثه لمراسل “الثورة”: حقيقة انا أتيت الى المحافظة ولا يوجد فيها شيء، كل شيء قد دمره العدوان وانهى مقدرات المحافظة عموما، لا مكاتب ولا أجهزة حكومية ولا مقومات تسهل العمل ولا شيء من هذا القبيل، حيث سعيت جاهدا متنقلا تحت الأشجار متحملاً كل المخاطر لإعادة الروح والعمل للمكاتب الخدمية والتنموية بالمحافظة رغم انعدام كل الإمكانيات والنفقات التشغيلية ومؤخرا المرتبات، كل هذه معوقات لا يمكن العمل في ظل وجودها، ولكن شددنا الهمم وحشدنا الجهود انطلاقا من احساسنا الوطني الخالص تجاه وطننا ومحافظتنا حتى تمكنا من استئناف أنشطة المكاتب الحكومية وتوفير مقار أعمال لها في المناطق الآمنة (الحوبان) وتنبيه القيادات الإدارية التي لم تلتزم بالدوام الى أهمية الحضور لمقار أعمالهم واستئناف أنشطتهم الخدمية تجاه المواطنين ومن ثم تم تغيير القيادات التي لم تلتزم بالدوام الرسمي.
مقار بديلة
يضيف الجندي: لا استطيع أن أزعم اننا أصلحنا تعز, تعز منقسمة, في حرب مشتعلة ومجرد النزول لأي شخص يشتغل في تعز في ظل هذا الوضع بحد ذاته يعد عملا وطنيا لأننا في تعز نواجه قوتين قوة من الأرض وقوة من السماء، لست عنترة بن شداد لأدعي أني صنعت المنجزات ولكن استطعت استعادة جزء من الحياة في هذا المحافظة المدمرة من العدوان.
واستطرد بالقول: أما ما يتعلق بالجانب التربوي والتعليمي فقد بذلنا جهوداً حثيثة في هذا المجال لإيماننا المطلق بما للجانب التعليمي من أهمية في مواجهة العدوان والدفاع عن الوطن، حيث تم إحداث تغيير في قيادة المكتب والتي بدورها نجحت في توفير مقار بديلة والدوام فيه واستئناف النشاط والعمل من خلاله على استئناف الدراسة واستقبال الطلبة وتوفير أماكن دراسية بديلة للمدارس التي دمرها العدوان وإجراء الامتحانات النقل والوزارية.
وأردف قائلا: اضطررنا الى تعيين عبدالخالق الصراري مديراً لمكتب التربية بالتنسيق مع القائم بأعمال وزير التربية حينها الدكتور عبدالله الحامدي وهو نشيط ويبذل جهداً نظرا لتغيب ومرض المدير السابق، وعملنا على فرز من يعمل ولا يعمل في مكتب التربية واستحداث إصلاحات بدون أي تعسف ضد أحد واستطعنا في الحد الأدنى إعادة التعليم وفتح المدارس وهذا مكسب كبير، حتى الطرف الموالي للعدوان تعرض لضغوط من قبل أهالي المناطق التي يسيطرون عليها بعد علمهم باستئناف الدراسة في المناطق التي تقع في نطاق الجيش واللجان وأجبر على فتح المدارس، كما عملنا على إعادة الدراسة لجامعة تعز والتي تقع حاليا تحت سيطرة الموالين للعدوان وفضلنا الإبقاء على رئيس الجامعة الدكتور محمد الشعيبي لأنه شخص محل إجماع وللأمانة يبذل جهوداً إيجابية ورفضنا تغييره حتى لا تتضرر مصالح الطلبة.
حملات كاذبة
ونوه الجندي بأن هناك ممن فقدوا مصالحهم وتضرروا من الإصلاحات التي يقوم بها المحافظ يقومون بشن حملات كاذبة ضده سواء في الإعلام أو غيره، واستدرك قائلا: من يعمل يتعرض للنقد ولن نلتفت الى هذه الحملات المغرضة ونحن نعمل بصمت إرضاء لله عز وجل ثم خدمة لوطننا الحبيب ولمحافظتنا تعز على وجه الخصوص وإرضاء لضمائرنا.. مشيدا بالوقت ذاته بكل الشخصيات من أبناء تعز التي وقفت معه في جهوده الإصلاحية لأعمال المكاتب الخدمية ومن ضمنهم الشيخ علي القرشي الذي بذل جهودا كبيرة في الدفاع عن تعز حتى تعرض للإصابة وغيره من الشخصيات التي لا يتسع المجال لذكرها.
ودعا الجندي الى ضرورة اليقظة والوعي بخطورة المرحلة الراهنة والعمل بروح الفريق الواحد ونبذ الفرقة والانقسام ونشر المحبة والتسامح والألفة والسلام.
جهود في التربية والتعليم
من جانبه أشار مدير مكتب التربية والتعليم عبدالخالق الصراري الى أنه ومنذ تعيينه في قيادة المكتب يبذل جهودا كبيرة تمثل في توفير مقر مؤقت في منطقة الحوبان واستئناف العمل وترتيبه.
ويضيف: عند استلامنا للمكتب قبل نحو ثمانية أشهر وجدنا أن الوضع بقيادة مكتب التربية بحاجة الى إعادة ترتيب كليا، حيث بدأنا بترتيب الهرم الإداري للمكتب ونظمنا قيادة المكتب والشعب والإدارات وتواصلنا معهم واشعرنا الجميع بأن مكتب التربية عاد للعمل ويجب ان نبذل جهودا من اجل استئناف العملية التعليمية، وتم عقد الاجتماعات مع الكادر التربوي والمحافظ الجندي واشعرنا المديريات بأن هناك مكتب تربية وبثينا روح التحدي ووصلنا الى نتائج إيجابية أفضل من الأعوام الماضية.
ميثاق شرف
وأردف: استطعنا توحيد صف العمل في مكتب التربية والتعليم تحت مظلة واحدة والعدو المشترك للجميع واحد لا يميز بين (العملاء وبين الجيش واللجان) وعملنا ميثاق شرف للتربويين لتجنيب القطاع التربوي والتعليمي الصراع ولكي يكون العمل عملاً مهنياً لكل أبناء المحافظة.. كما عملنا على إيجاد مبدأ الثواب والعاقب وتنفيذ الجزاء والعقاب على المتلاعبين مع مراعاة المديريات التي فيها احداث.. ونعمل حاليا على وضع خطة تفعيل عمل الموجه المقيم لكل مدرسة باعتبار الموجه الدينامو المحرك للعمل التربوي جنبا الى جنب مع إدارة المدرسة بما يضمن تفعيل الجدول المدرسي والأنشطة المدرسية ويعتبر حلقة وصل بين المدرسة وبقية الموجهين الفنيين ذوي التخصصات وتنسيق العمل بما يضمن تفاعل الجميع للارتقاء بسير العملية التعليمية والتربية.
ولفت الصراري الى أن قيادة مكتب التربية والتعليم بتعاون قيادة المحافظة والوزارة استطاعت مع الكادر التربوي رغم الحرب الى تحقيق عاما دراسيا في العام الماضي أفضل من الأعوام الماضي.
واستدرك قائلاً: يتم اتخاذ قرارات بعض الأوقات لتوقيف جزئي للدراسة في بعض المدارس التي تكون جوارها اشتباكات.
الامتحانات
وعن سير الامتحانات الثانوية والأساسية.. قال الصراري: كان اهم تحد هو كيف يمكن إنجاح سير الامتحانات الثانوية والأساسية رغم انقسام المحافظة والحرب الدائرة وتشتت الطلاب وتضرر المدارس، وكانت هناك مساعٍ لتقسيم العملية التعليمية، حيث أن جزءاً من المحافظة يتبع الشمال والآخر الجنوب ولكن بتعاون الجميع ووعي القيادات التربويه وأبناء المحافظة وفهمهم للمخطط وإفشاله، استطعنا إنجاح العملية الإمتحانية.
وأضاف: أصدرنا أرقام الجلوس لجميع الطلاب قبل الكثير من المحافظات واستطعنا ان نسير الامتحانات في 551 مركزاً امتحانياً خلال الامتحانات كوحدة واحدة تابعة لمكتب التربية بالمحافظة ولم يتأخر أي مركز في إجراء الامتحانات في كل المناطق.
وفي المناطق التي وقعت فيها اشتباكات كالصلو وحيفان يقول: امتحنا الطلاب في المساجد وتحت الأشجار وبتعاون الشرفاء في القطاع التربوي بتعز نجحت العملية الامتحانية بنسبة كبيرة وغير متوقعة، حيث وجدنا في بعض المدارس بأنه لا يوجد أي تجمهرات ولا يوجد أي غياب من الطلاب خلافا للأعوام الماضية والتي كان الوضع فيها أمنيا مستقراً.
وعبر الصراري عن شكره لتجاوب السلطة المحلية والمجالس المحلية بالمديريات كان لها الأثر الكبير في استعادة العمل في قطاع التربية والتعليم.
أضرار
وفيما يتعلق بالمدارس والمنشآت التي تضررت من العدوان يقول: أكثر من 350 مدرسة تضررت جراء العدوان، حيث دمرت طائرات العدوان بشكل كلي حوالي 76 مدرسة ومركزا تعليميا وما يصل الى 260 مدرسة تضررت جزئيا جراء القذائف والاشتباكات وبقية المدارس اتخذت مأوى للنازحين وتعطلت فيها العملية التعليمية.
ويضيف الصراري: نحن بحاجة الى ثورة تعليمية حقيقية لانتشال الوضع التعليمي من واقعه المعاش، لدينا خطة لتوفير الكتاب المدرسي وتم توفيرها ولدينا نزول ميداني ونعمل على إعادة توزيع الكادر التدريسي والقوى العاملة وإيجاد البرامج والأنشطة التي تمثل وزارة التربية والتعليم واستغلال كل الطاقات لاستثمار القدرات التعليمية.
سير الدراسة
وعن سير العملية التعليمية حاليا أشار الصراري الى ان الدراسة تسير بشكل طبيعي في كل مدارس المحافظة، حيث ان هناك 981 ألف طالب وطالبة يدرسون حاليا في مدراس المحافظة بكل المناطق وما يدور في تعز ضجة إعلامية قبل الواقع.. الأحداث هي في 3 مديريات فقط من 23 مديرية، اما بقية المديريات فهي آمنة ومستقرة، والإعلام هول من الأحداث داخلها.
ويضيف: لدينا ما يقارب 4250 نازحاً من تعز الى المحافظات الأخرى لكن المفاجأة ان قرابة 5800 طالب نازحين من محافظات أخرى قدموا الى تعز، وهذه معادلة يتطلب فهمها بشكل صحيح، هناك هالة إعلامية أخرجت تعز عن نطاق المألوف.
دعوة
واختتم الصراراي حديثه بدعوة كل أبناء تعز الى الترفع عن كل الصغائر والعودة للحب والتقارب والتآخي وتقبل الآخر والتراحم ومنع ما يسعى إليه المتطرفون من تغذية للصراع بين أبناء المحافظة الواحدة، ويجب أن يفهم الجميع أن العملية التعليمية هي المفتاح الرئيسي لعودة الأوضاع الى طبيعتها وتجميع كل الفرقاء السياسيين لأنها تجمع مصالح أبناء الجميع بلا استثناء.

قد يعجبك ايضا