دمشق/ وكالات
يستعد الجيش السوري لاستكمال انتصاراته في مدن سورية جديدة بعد سيطرته الكاملة على حلب، مستغلا بذلك نتيجة المعركة التي ستعطى الجيش وحلفائه دفعة لشن الهجوم التالي وتوفير حماية أفضل للمناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.
ووفقا لبعض المحللين والخبراء العسكريين، ستكون إدلب معركة الجيش السوري المقبلة. ويقول سليم حربا، الخبير العسكري السوري إن “الجيش السوري وحلفائه بعد تحرير حلب بالكامل باتوا في مرحلة إنضاج خطة الهجوم على إدلب لتطهيرها من الارهابيين”.
وأضاف إن الجيش السوري وحلفائه تمكنوا من إبعاد المسلحين الذين كانوا يهددون مدينة حلب إلى مناطق لا تمكنهم من استهدافها من جديد، ليتمكن بذلك من خلق شروط ملائمة لإتمام العملية باتجاه إدلب إما من ذلك الاتجاه بشكل مفرد أو بالتوازي مع قوات تلاقيه تخرج من حماه أو اللاذقية للإجهاز على ما تبقى من المقاتلين في إدلب.
واتفق مع ذلك، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط معتبرا أن هذا انتصار حلب ضربة قاضية للمعارضة، خاصة وإنه يحرمها من الإدعاء بأنها بديل سياسي وعسكري للنظام، وقال إن الجيش من المحتمل أن يتجه إلى إدلب أو الرقة أو دير الزور.
وقال التقرير الأمريكي إن الجيش السوري بعد سيطرته على حلب، سيسعى إلى توسيع رقعة الأراضي الخاضعة له بالتمدد باتجاه غرب المدينة، لافتا إلى أن قوات الجيش السوري تحاول في الوقت نفسه استعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور التي فقدتها مع إدلب في ربيع عام 2015م عقب معارك ضارية مع “جبهة فتح الشام” وحليفاتها، واصفا جسر الشغور بأنها “النقطة الأساسية للدفاع عن معاقل النظام والقواعد العسكرية الروسية على الساحل”.
وتطرق التقرير إلى إمكانية أن تستخدم دمشق القوات التي ستتفرغ بعد الانتصار في حلب وتعدادها يقدر بين 25 – 30 ألف جندي في مهمة لفتح ” الطريق من تدمر إلى دير الزور”، مضيفا إن السيطرة على محور تدمر – دير الزور “سيساهم في محاصرة الرقة، ليربط قوات النظام بـ “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد”.
ومن ناحية أخرى، خرجت مسيرات جماهيرية حاشدة فى شوارع مدينة حلب مساء الخميس الماضي فور إعلان الجيش السوري إعادة الأمن والأمان إلى المدينة بعد تحريرها من المسلحين.
وطافت المسيرات مختلف الشوارع ابتهاجا بانتصار الجيش وحلفائه على المسلحين ودحرهم من المدينة، وحمل المشاركون الأعلام ورددوا هتافات “تحيى هذا النصر الكبير”، إلى ذلك رفعت المساجد الأذان وقرعت الكنائس أجراسها فى عموم مدينة حلب ابتهاجا بالنصر.
وبلغ وزير الدفاع الروسي سيرجى شويجو، رئيس الدولة فلاديمير بوتين الجمعة بإنجاز عملية تحرير حلب. وقال الوزير خلال اللقاء مع بوتين: “لقد اقتربنا من التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق نار كامل في سوريا”. وذكر شويجو أنه تم توفير كل الظروف اللازمة لفرض وقف إطلاق شامل.
ونوه الوزير بأن عملية تحرير حلب جرت على مرحلتين وقال: “جرت العلمية وفقا لتوجيهاتكم وبالتعاون الوثيق مع الزملاء من تركيا وإيران. ولاحقا يجب تنفيذ المرحلة التالية، وبرأيى اقتربنا كثيرا جدا من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق نار شامل في سوريا”.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية قد أعلنت مساء الخميس الماضي عودة الأمن والأمان إلى مدينة حلب بعد تحريرها من الإرهاب والإرهابيين وخروج من تبقى منهم من المدينة.
ولفتت القيادة العامة للجيش السوري في بيانها إلى أن عودة الأمن والأمان إلى مدينة حلب انتصار يشكل تحولاً استراتيجياً ومنعطفا مهما في الحرب على الإرهاب من جهة وضربة قاصمة للمشروع الإرهابي وداعميه من جهة أخرى.
وفى سياق متصل قال الرئيس السوري بشار الأسد إن تحرير مدينة حلب من الإرهاب ليس انتصارا لسوريا فقط، بل لكل من يسهم فعليا في محاربة الإرهاب وخاصة لإيران وروسيا وهو في الوقت ذاته انتكاسة لكل الدول المعادية للشعب السوري والتي استخدمت الإرهاب كوسيلة لتحقيق مصالحها.
وتشكل مدينة حلب إلى جانب العاصمة دمشق ورقة سياسية هامة على أي طاولة تفاوض بين الحكومة السورية والمعارضة والتي باتت تسيطر على 15 % فقط من الأراضي السورية.
ومن ناحية أخرى، علقت الصحف الأمريكية أمس الأول على سيطرة النظام السوري الكاملة على مدينة حلب، واستغلته لشن هجوم على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ووصفها بالكارثية.
فوصفت صحيفة “نيويورك تايمز” استعادة الرئيس السوري بشار الأسد سيطرته الكاملة على مدينة حلب بأنها تمثل نقطة تحول في الصراع المستمر منذ حوالى ست سنوات.
من جانبها، قالت صحيفة شيكاغو تريبيون إن سقوط حل فى يد الأسد يسلط الضوء على سياسة الشرق الأوسط الكارثية لإدارة باراك أوباما. واعتبرت فى مقال للكاتب تشارلز كروثامر إن استعادة لنظام السوري للمدينة قبل مغادرة أوباما للبيت الأبيض بأسابيع قليلة يؤكد سياسة التراجع والانسحاب الخاصة بالشرق الأوسط.
وهاجم الكاتب بلاده، قائلا إن الولايات المتحدة كان يمكن أن تدمر بسهولة طائرات ومروحيات النظام السوري وهى على الأرض الأمر الذى كان من الممكن أن يغير من المعادلة الإستراتيجية لباقي الحرب. وكان يمكن أن تردع الروس وتمنعهم من إدخال قوتهم الجوية. لكن فى ظل عدم وجود رادع أمريكي صعدت روسيا من تدخلها وغيرت ميزان القوى في حلب.
Prev Post
قد يعجبك ايضا