إن الهجمات الجوية التي قامت بها أمريكا و “إسرائيل” على مواقع الجيش السوري في شرق القنيطرة ودير الزور تشير إلى أن التفكير بمقاتلة داعش وجبهة النصرة في سورية ليس سوى مزاح.
وتشهد الساحة السورية الآن كثيرا من التصعيدات على الرغم من توسط كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لإنهاء العمليات القتالية.
سوريا اليوم لديها جبهتان رئيسيتان:
الأولى والأهم تشمل جنوب سوريا على الحدود مع الأراضي المحتلة وتشمل الأراضي المحتلة ومرتفعات الجولان السوري المحتل.وتنقسم هذه المنطقة إلى منطقتين المنطقة المحررة وهي القنيطرة والمنطقة المحتلة وتشمل مرتفعات الجولان حيث اتخذتها جبهة النصرة قاعدة لمقاتليها.
وتسعى “إسرائيل” جاهدة لطرد الجيش السوري من القنيطرة.وهدفها هو وصل مرتفعات الجولان بالأراضي الواقعة تحت سيطرتها, حتى تستطيع بذلك إقامة منطقة عازلة كالتي صنعتها في جنوب لبنان سابقا.ولتحقيق هذا الهدف قامت “إسرائيل” بقصف الجيش السوري بمافي ذلك مواقعه ومحطات الرادار وغيرها…
ووفقا للقرار رقم 338 المؤرخ في 22أكتوبر 1973 الصادر من مجلس الأمن والداعي لوقف إطلاق النار بين سورية و“إسرائيل”.وفي عام 1974 تم تشكيل قوة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على خط وقف إطلاق النار ومع ذلك أجبرت “إسرائيل” معظم قوات الأمم المتحدة على الخروج من المنطقة وتجاهلت “إسرائيل” القرار رقم 338 بكل بساطة وقامت بانتهاكه.
ومن خلال مهاجمة الجيش السوري في القنيطرة من قبل جبهة النصرة تعطى الامتيازات “لإسرائيل”.
مقاتلو جبهة النصرة والقاعدة يهاجمون المواقع الدفاعية للجيش السوري الذي يقاتل “إسرائيل” من أجل الأمة العربية, هجمات جبهة النصرة والقاعدة بدون دعم جوي “إسرائيلي” غير ممكنة, وفي الحقيقة اعترفت “إسرائيل” أكثر من مرة بأنها تدعم الجماعات المسلحة وسمتهم المتمردين المعتدلين.
وفي الواقع فإن المستشفيات في “إسرائيل” تقوم بمعالجة جرحى المسلحين, و بشكل منتظم تدخل سيارات الإسعاف إلى الأراضي السورية وتقوم بنقل جرحى المسلحين عن طريق معبر جباتا إلى فلسطين المحتلة.
وحديثاً كشف الجيش السوري أسلحة بأيدي المجموعات المسلحة قد صنعت في “إسرائيل” وذلك عندما حاول المسلحون العبور من منطقة السويدا في جنوب سورية ومحاصرة دمشق, وقد استطاع الجيش السوري من جديد تحقيق ضربات قاصمة “للثوار” المحميين من الدول الغربية ودول الخليج العربي, وفي الأشهر القليلة الماضية الى الآن فإن وضع “الثوار” صعب جدا, ولذلك فقد قامت “إسرائيل” مؤخرا بالهجوم على المناطق المحررة في القنيطرة وذلك من مرتفعات الجولان المحتل قامت بقصف الأراضي السورية بالصواريخ, وقد قام الجيش السوري بإخبار القيادة السورية بذلك وقام مسؤول رفيع المستوى في القيادة السورية بزيارة المنطقة وأمر الجيش السوري بالدفاع عن الأراضي السورية ضد هجمات “إسرائيل”.
وفي اليوم التالي قامت الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة اف 16وطائرة استطلاع “إسرائيلتين” وقد سقطت طائرة اف 16 في منطقة بيرعجم الواقعة تحت سيطرة جبهة النصرة وسقطت طائرة الاستطلاع في منطقة ساسا الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري وكانت هذه العملية نقطة تحول في السياسة السورية وجواب “لإسرائيل” بأننا سنرد للدفاع عن الأراضي السورية.
وفي تلك الأثناء كانت هناك مذاكرات مخفية بين روسيا وأمريكا لوقف إطلاق النار في سورية, وأن الحكومة الأمريكية تعتقد بأن وقف النار ليس سوى تقديم تعهدات وآمال “للمتمردين المعتدلين” وهي تعلم في الحقيقة بأنهم إرهابيون ولكن لا تستطيع البوح بذلك فهم يحققون مصالحها.ولو كان غير ذلك لكانت باحت بنصوص الاتفاق لوقف إطلاق النار ولكن اذا تحدثت عن نصوص الاتفاق لتخلى عنها “الثوار” ولربما احتجوا عليها.
وبعد وقف إطلاق النار تبين أن أمريكا تدعم المسلحين وتسميهم بـ “المعارضة المعتدلة” وتسعى جاهدة لتحقيق أهدافهم ولإيصال السلطة لهم في سورية فقد قامت أمريكا بهجوم على قاعدة جوية للجيش السوري في منطقة دير الزور والواقع في سلسلة جبلية وبذلك خرقت وقف إطلاق النار.
وإن هذا الهدف من الصعب على داعش إنجازه وقد أجريت توافقات بين رئيس داعش وأمريكا للقتال ضد الجيش السوري وقامت أمريكا بتفيذ الهجوم وإن الحصول على القاعدة الجوية يسهل على داعش احتلال المدينة وكل المنطقة المحيطة بها.
وعلى الرغم مما تملكه أمريكا من أقمار صناعية وقدرات فضائية وجواسيس إلا أنها لم تستطع تمييز مواقع الجيش السوري واعتبرت الهجوم بأنه حصل بـ “الخطأ”.
نحن العرب السوريين والعراقيين قد تعودنا على مثل هذه الأخطاء والملفت للنظر أنه على الحدود بين سورية والعراق لم يحصل مثل هذه الأخطاء على تحصينات داعش وخصوصا في دير الزور.
الهدية التي قدمتها أمريكا لداعش أودت بحياة 100جندي سوري شجاع وكسرت جميع الخطوط الدفاعية للجيش السوري في المنطقة.
قد أكون مخطئا ولكن علي إيضاحها مرة أخرى ما هذه الهدية التي قدمتها داعش لأمريكا لضرب سورية البلد العربي الوحيد الواقف مع حزب الله في وجه “إسرائيل” والواجهة الرئيسية للمقاومة؟؟
وفي هذا السياق قامت “إسرائيل” بقصف موقع للجيش السوري في جنوب سورية بحجة الدفاع عن الجنود السوريين.
هل يجب علينا أن نصدق أن كل ذلك بمحض الصدفة؟؟
الخبر المهم أن الجيش السوري وبمساعدة الطيران الروسي استطاع أن يسيطر على القاعدة الجوية في دير الزور والأهم من ذلك .. من قام بإيصال الأسلحة المضادة للطيران للجماعات الإرهابية حتى استطاعوا إنزال طائرة سورية؟؟.
سورية لديها الحق في رد الهجوم على أراضيها وجيشها ولذلك كانت تملك الحق في الرد على “إسرائيل” في هجومها على الجيش السوري.
شخصيا التقيت مع أحد الجنود السوريين و الذي نجا من القاعدة الجوية في دير الزور وقد تحدث للتلفزيون الرسمي السوري أن طائرات بدون طيار حلقت فوق القاعدة الجوية قبل حدوث الخطأ بأربعة ساعات ونصف وقد اعتقدت في البداية أن الطائرة تقوم بمسح للمنطقة لتساعدنا في القتال ضد داعش ولكن بدأت الطائرة بقصف العربات المدرعة والدبابات وبعد أن انتهت من ذلك سمعنا صراخ أفراد داعش يكبّرون وقاموا بالهجوم علينا.
إن هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان طائرات التحالف, ففي العام الماضي حلقت الطائرات الأمريكية فوق القصر الرئاسي في مدينة اللاذقية وقامت بقصف الدفاعات الجوية.
هل هناك دولة مستقلة تقبل بقوات خارجية لقصف جيشها؟
بالإضافة إلى ذلك فإن القوات التركية في شمال سورية الموجودة تحت غطاء من الأمم المتحدة أرادت إرسال 40شاحنة إلى سورية.
الأمم المتحدة منعت الدولة السورية من تفتيش الشاحنات وتحمل الشاحنات لافتات مساعدة إلى الأصدقاء…حقا إلى أيدي من ستصل؟ “المعارضون المعتدلون”, الانتحاريون؟الدواعش؟ ولماذا الكثير من المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة المسلحين لا تراها الأمم المتحدة؟ ومع ذلك لم يتقدم أي عضو من مجلس الأمن بطلب لرفع الحظر المفروض على سورية لوقف المجاعة فيها.