هل يكون عاماً مختلفاً؟!

عباس غالب
بعد أيام قليلة يهل علينا والعالم عام ميلادي جديد بعد أن عشنا العام المنصرم أحداثاً وتطورات غير مسبوقة وبالذات لجهة تصاعد وتيرة الإرهاب الذي بات يضرب في كل اتجاه وتحديداً المنطقة العربية التي يبدو أنه استوطن فيها .
ولا تبدو أن هناك مؤشرات إيجابية لتراجع هذا المد الإرهابي وبخاصة في اليمن التي ترجح تقارير عن انتقال عناصر الإرهاب من القاعدة وداعش وأخواتها ،خصوصاً بعد أن نزلت عليها ضربات موجعة في سورية والعراق ..وبات رعاة الإرهاب يوفرون الغطاء اللوجستي لتسهيل حركة انتقال هذه العصابات التي تجد –ومنذ وقت طويل –  في حالة التسيب المتعمد جراء الاحتلال والغزو الذي وضعت قواه أقدامها على المحافظات الجنوبية والشرقية.
وعلى كل حال فإن العام الجديد يحمل في طياته أكثر من هذا ،بل وتزداد القناعة بذلك بعد أن تكبدت الرياض ومن معها من حلفاء العدوان خسائر باهظة جراء عدوانها على اليمن وأضحت محل شماتة الأصدقاء والأعداء على حد سواء.
وبالنظر إلى مجمل المآسي التي عاشها اليمن ودول المنطقة خلال العام المنصرم فإنه يكون من الطبيعي أن تجر تلك الأحداث نفسها على العام الجديد إلا إذا كان ثمة من سيتعامل من القوى المؤثرة بحزم وحسم مع رعاة الإرهاب ويوقف الإمداد العسكري واللوجستي لعناصر القاعدة وداعش، فضلاً عن التوصل إلى معالجات تجفف منابع الإرهاب وتضع حلولاً للمشكلات السياسية والاقتصادية التي كانت – ولا تزال – أحد أسباب اتساع هذه الظاهرة.
ورغم قتامة هذه الصورة فإن ثمة أملاً بأن تتجه الجهود جميعها لاقتلاع الإرهاب من جذوره ،خاصة إذا ما علمنا بأن اللجنة الثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران ستتوصل إلى رؤية مشتركة لوضع حد نهائي للحالة السورية ،فضلاً عن تصاعد الرأي العام الغربي للتنديد بالإرهاب والضغط على الحكومات لمنع بيع أسلحة تدميرية للسعودية وحلفائها في بادرة تنم عن الضجر الذي بات يحكم المزاج الشعبي والرسمي في أمريكا والغرب ضد هذه العصابات التي باتت تضرب داخل هذه الدول ..فهل نتوقع أن يكون العام الجديد انفراجاً في هذه الأزمة رغم التشاؤم المسيطر على أذهان العالم؟!

قد يعجبك ايضا