عبدالسلام فارع
حينما أبدي تحيزي الشديد لنجوم الزمن الجميل في رياضتنا اليمنية عبر كثير من الكتابات والتحليلات وكذا التعليق الرياضي فان ذلك لم يأت من فراغ ولا أظن بأن أحداً منكم أيها القراء الأعزاء سيتهمني بمجافاة الحقيقة التي اثق بأني الامسها بعمق وصدق شديدين ، ولعل الكثير ممن عايش تلك الحقبة الذهبية والتاريخية في مسيرتنا الرياضية يدرك ذلك بجلاء يوم إن كانت انديتنا الرياضية في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم تعج بألمع نجوم كرة القدم ويوم أن كانت الفرق الرياضية تزخر بكوكبة متألقة من الاساسيين والبدلاء وكوكبة من الكفاءات الإدارية التي شكلت ابان ذلكم العصر الجميل ثروة وطنية نفخر بها جميعاً , إذن ايها الأماجد دعوني ألج مباشرةً الى الحديث عن نجم هذه الاطلالة من رياضة الثورة اليومية والذي يختلف كل الاختلاف عن باقي اقرانه من نجوم الملاعب المستطيلة وكذا رؤساء واعضاء المجالس الادارية للأندية , انه النجم الكبير والعملاق في الجانب الاداري والذي شهدت رياضة كرة القدم في ظل قيادته التاريخية لها ازهى واجمل مراحلها بعد ان عبر بها الى العالمية ، أنه الرائع جداً ودمث الاخلاق الأستاذ القدير علي محمد عبدالكريم الصباحي أول رئيس للاتحاد اليمني العام لكرة القدم فيما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية من العام 76- 82م حيث تمكن الصباحي خلال رئاسته لاتحاد الكرة إحداث طفرة نوعية في مجمل المسابقات الكروية وفق لوائح عملية ومدروسة اتت اوكلها في اولى محطاته الخالدة بانتزاع بلادنا للاعتراف الدولي من خلال الفيفا بعد أن كان ذلك الاعتراف الذي راود الكثيرين حلماً من الاحلام التي يصعب تحقيقها إلا أن الحنكة القيادية لأريج رياضتنا اليمنية جعل ذلك الحلم حقيقة معاشة ليبزغ من خلاله فجراً جديداً لرياضة كرة القدم اليمنية عبر صباح مشرق تجلت انواره بذلك الاعتراف الذي فتح نوافذ خاصة ومبشرة للرياضة اليمنية وبصناعة خاصة وحصرية للصباحي حيث كانت المحطة الأولى لذلكم النهج عبر الحضور التواجد اليماني من خلال الحضور المشرف لكرة القدم اليمنية في نهائيات كأس العالم في الارجنتين ممثلة بأريجها ومصباحها المتألق علي الصباحي أما أطرف ما رافق تلك الرحلة والمهمة الدولية لمصباح الكرة اليمينة وأريجها فقد تمثل بإنفاقه لألف دولار بالعاصمة السورية دمشق مقابل الحصول على تأشيرة عبور إلى الارجنتين علماً بأن ما صرف له قبيل السفر بتمثيل اليمن في ذلكم المحفل الدولي 550 دولاراً فقط.
وكانت تلكم المحطة في مسيرته الرياضية كفيلة بعزوفه عن الرياضة منذ وقت مبكر حتى يتحاشى وجع الدماغ والاعصاب إلا أنه آثر السير بخطوات ثابتة نحو التحديث والتطوير لمعشوقته المستديرة رغم الشحة الملموسة في المخصصات المالية التي لا تفي بإنجاز وتنفيذ مسابقة كروية للبراعم فما بالكم بالكبار ليواصل الصباحي عشقه الازلي عبر الاتحاد بتنفيذ اقوى المنافسات وبأبسط الامكانات وبأربعة حكام فقط هم من يديرون كل المواجهات في ظل ظروف قاسية ومعقدة إلا أن الصباحي علي بن محمد عبدالكريم استطاع بحسه المرهف وبعشقه الجم لكرة القدم أن يوظف تلكم الامكانات الشحيحة التوظيف الأمثل والوصول بكل المسابقات إلى محطة الختام وبنجاح منقطع النظير ، إن أهم خطوات ومحطات التحديث والتفعيل لكرة القدم اليمينة تمثلت بتنفيذ مسابقات الدوري التصنيفي لـ 17 نادياً من أندية الجمهورية والذي يعد من وجهة نظري المتواضعة من أقوى الدوريات اليمنية وأكثرها قوة وإثارة ومؤازرة جماهيرية ، حيث ما زالت معظم تلك المواجهات محفورة في ذاكرة الرياضة اليمنية . ومن منا ينسى لقاءات الوحدة الصنعاني وجيل الحديدة – شعب صنعاء – اهلي تعز – شعب إب – اهلي تعز – اهلي صنعاء – الوحدة واولئك النجوم الذين نقشوا بأجمل اللوحات الابداعية في ملاعبنا الترابية وابرزها ملعب اهلي تعز بمنطقة الحوبان والذي شهد عديد المواجهات المفصلية اما أولئك النجوم الذين حضيوا بأجمل المناخات الرياضية في عهد الرائع جداً علي الصباحي فانهم اكثر من نشير اليهم في مثل هكذا مساحة حيث كل ناد من الاندية المذكورة اضافة الى باقي الاندية الاخرى كالمجد والصحة وأهلي الحديدة والفتوة يعج بأكثر من نجم وفي اكثر من موقع اذاً الصباحي الذي وضع اللبنات الاولى لرياضة كرة القدم اليمنية كان وحده من هيأ المناخات الملائمة لتلك الاندية وأولئك النجوم الذين لا يتسع المجال لذكرهم ابتداءً من الحراسة وصولاً الى خط الهجوم وعموماً نجمنا المتألق والودود الاستاذ علي الصباحي تاريخ حافل بالعطاءات الادارية الخالدة والمتميزة والتي لا يمكن اختزاله إلا عبر كتاب شامل يرصد كل شاردة وواردة في خمسة عقود مفعمة بالألق والتميز .. ولإطلالتنا بقية.
هامش
– حسسني البعض ممن تناول وزير الشباب والرياضة ببعض النكات والطرائف بأن الوزراء السابقين كانوا ابطالاً في عديد المسابقات الرياضية وقد احرزوا الكثير من الالقاب , يا جماعة بطلوا طلفسة وبعساس ويكفي الرجل بأنه في الطريق لاقفال حنفية الهبر والفساد.