مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الدول العربية
الثورة نت/..
يحتفل المسلمون في كل الدول العربية والإسلامية بالمولد النبوي، وتأخذ تلك الاحتفالات عدة أنماط بحسب اختلاف العادات والتقاليد من بلد إلى آخر، إلا أنها جميعا تشترك في كثير من أشكال الاحتفالات، بينها الأناشيد الدينية التي تمدح رسول الله، وتقيم الفعاليات والندوات الثقافية التي تتناول سيرته، وتستلهم منها ما يتناسب مع الواقع الذي يعيشه المسلمون في كل زمان ومكان.
وتعد مصر واحدة من الدول العربية والإسلامية التي تشهد احتفالات واسعة تصل إلى كل المدن والأرياف، حيث يقوم المواطنون بتزيين واجهات منازلهم ويزين التجار واجهات محلاتهم، فيما تتواصل الفعاليات الدينية والمحاضرات والامسيات الإنشادية التي تبدأ قبل موعد المولد بعدة أيام.
ويذكر موقع “سيدي” الالكتروني أنه ومع اقتراب يوم المولد المبارك، تقام سرادقات كبيرة حول المساجد الكبرى في شتى أنحاء مصر، ومنها مسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب، تضم تلك السرادقات زوار المولد من مختلف قرى مصر ومن خارج مصر، ويتواجد داخلها الباعة الجائلين بجميع فئاتهم، وتعقد حلقات الذكر والإنشاد والمديح في رسول الله وآل بيته، وذكر صفات النبي الحميدة ومواقفه الشجاعة وأخلاقه السمحة، ويتم تلاوة القرآن.
ويميز احتفالات مصر، انتشار نقاط بيع ما يعرف بحلوى المولد في الأسواق، فضلا عن مظاهر الفرح الأخرى.
وعلى مدى التاريخ ظل الاحتفال بالمولد النبوي في مصر سمة ثابتة يطرأ عليها بعض الاختلافات بحسب المتغيرات الزمنية وتطور العادات والتقاليد، إلا أن الثابت فيها رغم كل ذلك هو أن مظاهر الاحتفال تعم كل المدن والأرياف المصرية.
ومنذ أسبوع من اليوم، أعلنت السلطات المصرية يوم المولد النبوي عطلة رسمية في كافة أرجاء البلاد وبذكرى المولد النبوي الشريف، بقاعة مؤتمرات جامعة الأزهر، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
وتقول دار الافتاء المصرية أن الاحتفال بمولد النبي إنما يعبر عن محبة المسلمين لرسولهم، وبالتالي فلا مانع منه ولا يمكن تحريمه.
في تونس ومثل كل الدول العربية والإسلامية، يحتفل الشعب التونسي بالمولد النبوي لعدة أيام، وتأخذ الاحتفالات طابعا خاصا في بعض جوانبها، بما يتماشى مع عادات وتقاليد وثقافة الشعب التونسي.
ومع اقتراب المولد النبوي الشريف، يبدأ التجار في نصب أسواق المولد وتزيين الشوارع والميادين الرئيسية بالأعلام والأضواء احتفالا بهذا اليوم العظيم.
ويستمر الاحتفال بالمولد على مدار 7 أيام تقام خلالها الأنشطة الدينية والتي تتمثل في تلاوة القرآن، والندوات الدينية داخل المساجد والزوايا، والتي تتزين هي الأخرى بالأعلام كما تتزين الأسواق.
وإلى المغرب حيث يميز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أو ما يطلق عليه “الموليدية”، انتشار المواكب الدينية في شوارعها وانعقاد مجالس العلم والتثقيف الديني، وتلاوة آيات القرآن الكريم، والإنشاد والمدح النبوي، وترديد الأذكار، وسرد السيرة النبوية الشريفة، وإقامة “المولديات” في المساجد.
وفي سلطنة عمان، حيث تستمر الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف لأكثر من أسبوع في حلقات يرددون الأناشيد الدينية ويمدحون في رسول الله، ويستعرضون عظمة وكرم المسلمين الأوائل، ويستخدم الدف في تلك الأناشيد كإيقاع تنظيمي.
وينتشر في عمان أيضا فن “الهوامة” وهو الوقوف صفا أمام قائد الإنشاد يتمايلون ويرددون الأناشيد والمديح، وهو منتشر في بعض دول الخليج أيضا.
سوريا هي الأخرى يثير الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الأشجان فيها، ففي كل عام تتزين دمشق وشوارعها القديمة وأسواقها بالزينات، حيث تستمر الاحتفالات بهذه المناسبة من اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول الهجري حتى نهاية الشهر، وتقرأ قصة المولد النبوي في كل بيت وفي جميع مساجد دمشق.
البيوت الدمشقية تنافس المساجد في إقامة الموالد الدينية، حيث يقرأون المولد الشريف ويوزعون صرر الملبس والمصاحف، أما أصحاب المحلات فيقومون بتزيين محلاتهم باللافتات التي تصلي على النبي الكريم وآل بيته الأطهار ويضيفون المارة بالحلويات وبعض الأطعمة الخفيفة.
تعيش دمشق والمدن السورية جواً دينياً روحانياً ليلة ويوم المولد النبوي الشريف، حيث تجد عبارات الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تملأ كل مكان.
ويرى “أحمد” – مواطن سوري – أن “الهجوم على الإسلام وعلى سيدنا محمد يجعل من مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي فرصة للتعريف بحقيقة الدين الإسلامي، وبشخصية الرسول الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم” مؤكداً أن “كثيراً من المسلمين لا يعرفون أخلاق النبي ولا يمثلونها، وهم بحاجة، مثل غيرهم من غير المسلمين والغربيين، للتعرف على رسول الله وأخلاقه”.