كاسترو .. والنخوة العربية
سارة المقطري
جاء خبر وفاة الرئيس الكوبي السابق والرفيق والزعيم فيديل كاسترو صادما للوسط الشيوعي ولشعوب العالم جميعا .
هذه الشخصية الثورية التي كلما تذكرناها تسللت إلى مخيلتنا صورة زعيم الثورة والثوار …. تشي جيفارا.
ناضلا معا وصنعا مجد كوبا ,حطما كل مخططات أمريكا وكل رؤسائها الـ11 الذين تعاقبوا على محاولة اغتيال كاسترو بعد أن تمكنوا من جيفارا لكنهم فشلوا بمايزيد عن 600 محاولة اغتيال لكاسترو.
انتصر للفقراء والعمال وحقق اكتفاء ذاتياً لبلاده . لم ينتصر لقضية شعبه فقط , بل انتصر لشعوب العالم ومنها القضية الفلسطينية التي مازال حتى اللحظة يستحي البعض أن يتذكرها .
رحل هذا الرجل العظيم تركنا مع العديد من المفارقات العجيبة :
لم يحضر أي من القادة العرب جنازة فيديل كاسترو والتي بدأت الأربعاء بشكل رسمي .
لم نسمع أن زعيما عربيا واحدا شارك في هذه الجنازة .
قد يقول البعض إن كاسترو ليس من جيل القادة الجدد و إنما من جيل عبد الناصر وأبو عمار وصدام , والذين جمعته به صداقة شخصية عميقة وجميعهم قد رحل .
نقول لهم :
وهل كان شمعون بيريز من جيل الرؤساء العرب , هل كان بيريز من جيل محمود عباس وسامح شكري كي يحضروا جنازته ؟
يومها استفزتنا مشاهد وصورة الرئيس محمود عباس ورئيس خارجية مصر سامح شكري ونائب رئيس وزراء الأردن للشؤون الاقتصادية جواد العناني ومستشار المغرب اندريه ازولاي .
ألم يكن الأولى بهم حضور جنازة كاسترو بدلا من أن يلطخوا أياديهم بمصافحة وعزاء نتنيا هو حتى ولو من باب الإنصاف؟
ألم يكن الأولى بوزير الخارجية البحريني أن يحضر جنازة كاسترو بدلا من أن يغرد (خارج السرب) في حسابه على تويتر تعليقا على وفاة بيريز (طيب الله ثراك بيريز … رجل حرب ثم رجل السلام الذي ما يزال غائبا عن منطقة الشرق الأوسط) حينها , ألم يكن الأولى به أن يغرد أيضا (مع السرب) في وفاة كاسترو .
الم يكن موقف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وطلبه من الأمم المتحدة السماح له بمغادرة البلاد للمشاركة في جنازة كاسترو أشرف ألف مرة من موقف أولئك القادة الذين بكوا أو تباكوا على بيريز ولم يتجرأوا أن يبعثوا حتى برقية عزاء في وفاة هذا المناضل العالمي .
لامجال للمقارنة بين الزعيم والقائد الحر فيديل كاسترو… وقاتل الأطفال شمعون بيريز ,لكن المقارنة الحقيقية هي في مواقف بعض عملاء المنطقة ومتملقي السياسة .
وهنا نقدم لهم دعوة بأن يخصصوا جزءاً من وقتهم لقراءة سيرة هذا المناضل ويحاولوا الإطلاع على مسيرة عطائه لشعبه ويتعظوا من تاريخه المقاوم علها تعود إليهم النخوة العربية.
فيديل كاستروا … تشي جيفارا … لروحكما السلام .