د. محمد النظاري
طيلة الأسبوع المنصرم لم يكن للشارع الرياضي من حديث إلا عن الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد و برشلونة، والذي ما إن يحين موعده حتى تتوقف الساعة عنده.
ليس فقط الجماهير اليمنية هي الشغوفة فحسب بهذا الموعد الكروي الهام، بل كل من يعشق المستديرة في شتى أنحاء العالم .
الكلاسيكو ليس فقط بين فريقين، هو بين أشهر لاعبين في العالم (ميسي البرشلوني ورونالدو الريالي) فميسي لم يسجل أي هدف في مرمى الريال في الكلاسيكو في الكامب نو منذ أكثر من أربع سنوات، ولا يملك ميسي سوى أربعة أهداف فقط في مرمى الريال في آخر 10 مباريات.
في المقابل سجل كريستيانو رونالدو ستة أهداف للريال في مرمى البارسا بالكامب نو وثمانية أهداف في آخر 10 لقاءات بين الفريقين.
على صعيد النتائج بين الفريقين في آخر 24 مواجهة بين الفريقين في جميع البطولات: 8 انتصارات لريال مدريد، مقابل10 لبرشلونة، فيما تعادل الفريقان في 6 لقاءات.
في الاجمال جرت 231 مباراة رسمية بين ريال مدريد وبرشلونة، منها 93 فوز لريال مدريد، مقابل 90 فوز لبرشلونة فيما تعادلا في 48 مباراة، تكرر الكلاسيكو في مثل هذا الشهر (ديسمبر) في 17 مباراة 10 مباريات في الكامب نو – 7 مباريات في البيرنابيو.
إذاً نحن الليلة مع لقاء كبير لنجوم كبار، لقاء ينتظره العالم ليسعدوا وليمتعوا بسيمفونية جميلة من العزف الكروي، وما أتمناه ألا يقود التعصب كالعادة إلى ما لا يحمد عقباه.. فالرياضة فن وتنافس تسودها الروح الرياضية.
الحدث الثاني الذي وقف عنده الشارع الرياضي اليمني مواكبة مع الكلاسيكو الاسباني، تمثل في تعيين الأستاذ حسن محمد زيد وزيراً للشباب والرياضة، وفور تعيينه انهالت سيول من النكات التي ربطت بين الرجل والرياضة، وعبرت في مجملها عن حالة الاستياء في إعطاء هذه الحقيبة -دوما- لغير الرياضيين.
ما لفت انتباهي أن الوزير حسن وإن لم يكن رياضياً سابقاً، إلا أنه تحلى بما لا يتحلى به الرياضيون من الروح الرياضية العالية، فقد شارك هو بنفسه في نقل النكات على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أشار في لقاء مع إحدى القنوات التلفزيونية.
من حيث تعاطيه مع نظرة الجماهير إليه، أجد أن البداية بين حسن زيد وبينهم ستكون طيبة، وأن الرجل يملك فناً إدارياً يجعله مرناً ومتقبلاً للنقد وإن كان ساخراً، وفي هذا إيجابية ينبغي استغلالها لأن نحصل من خلاله على التغييرات المناسبة في قطاعي الشباب والرياضة.
للوزير الجديد نقول : لا يخدعوك بأنك لست رياضياً، فنسبة كبيرة خاصة على مستوى القيادة بالوزارة أو الأندية والاتحادات هم كذلك، والصدفة وحدها -مع كثير من المحسوبية- هي من جاءت بهم إلى وزارة البقرة الحلوب، ولولا صندوق الرياضة لما رأيتهم يتسابقون إليها.
لا نطلب منك المستحيل، فالوزارة لا ينقصها المال، بل ينقصها الطريقة الحسنة لإدارتها، نريد منك تحقيق الشفافية التي تحدثت عنها بكونك لا يوجد لديك أي حساب بنكي غير راتبك ولا تملك غيره، وهي أرضية مناسبة لأن تحارب الفساد والإفساد إن وجدا في أي مرفق تابع للوزارة أو الأندية أو الاتحادات.
الشيء الطريف في تعيين حسن زيد أنه جاء في وجود نائبه حسين زيد، وكان للتشابه قدراً كبيراً من الإبهام أيهما المعين، ولكن من معرفتي بالرجل عرفت أنه المعني بالتعيين… مساكين هم الذين طبلوا كثيرا للنائب ظناً منهم أنه المقصود، سرعان ما سيكتشف أنهم بوجهين، في وزارة يحمل البعض فيها أكثر من وجه.