عرض / معاذ القرشي –
صدر عن مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر كتاب للأخ حاشد مزقر بعنوان (الثورة من القديم إلى الحديث) ويقع في (175 ) صفحة من القطع المتوسط.
واحتوى الكتاب بين دفتيه على جهد طالب حصيف ومحب للصحافة يظهر ذلك الحماس من بين سطور الكتاب لغة وأسلوبا◌ٍ لكنه وهو يسابق الريح نحو صاحبة الجلالة لم يفعل كما فعل البعض ودخل إلى مهنة البحث عن المتاعب من اقرب نافذة مفتوحة ظلت للأسف مفتوحة كثيرا ومر منها كثيرون من أدعياء هذه المهنة بل أراد أن يثبت عشقه للصحافة بالدلائل والبراهين وان تكون هذه البراهين في يده وهو يمر إلى الصحافة من الباب وفي وضح النهار وعندما أراد أن يبرهن انه صاحب موهبة ورؤية وقدرات في الحقل العملي كانت مسيرة صحيفة الثورة من النشأة إلى عيدها الخمسين كبحث علمي للتخرج من كلية الإعلام جامعة صنعاء
لم يسهب في مستهل تقديمه لكتابه بل أوجز وتحدث عن الظروف التي أحاطت به وهو يعد الكتاب وقد كان وفيا وهو يتحدث عن الظروف التي مرت بها المؤسسة والظروف الصعبة التي عاشها أبناؤها رغم أن فكرة الكتاب بعيدة عن هذه الظروف لكنه نقاء ووفاء لمن ساعده في إخراج عمله إلى النور وما أجمل تمنياته للقيادة الجديدة التي تمنى لها النجاح في أعمالها وكأنه مدرك لمعاناة أبنائها.
وعندما نتحدث عن الكتاب يجب ألا نغفل أن الكتاب لطالب قادم من الحقل الجامعي للتو يريد أن يعرف ويعيش معترك العمل الإعلامي واقعا ملموسا كما يجب ألا نغفل أن المعلومات موجودة لكنها مطمورة بركام الماضي لكنه استطاع بإمكاناته البسيطة أن يخرج أهم ما يريده ليكون زادا لهذا الكتاب ورغم كل الصعوبات التي واجهته لكنه استطاع أن يرمي حجرا ثقيلا في مياه ظلت راكدة لزمن طويل لم يسبقه في هذا إلا أستاذنا الفاضل عبدالحليم سيف وهو لم ينكر ذلك بل أن المعلومات التي استخرجها من كتاب الأستاذ عبدالحليم سيف أشار إليها في المراجع في إحدى صفحات كتابه وهذا صدق أدبي وتقدير للمؤسسين يشكر عليه وهذا ما يجب أن يكون عليه الجيل الجديد من احترام لأفكار الآخرين.
استطاع حاشد مزقر في كتابه أن يركز على أهم التحولات في حياة صحيفة الثورة من التأسيس في تعز ثم انتقال الصحيفة إلى صنعاء وكيف كانت الثورة الصحيفة الرئة التي تتنفس منها ثورة سبتمبر كما انه ركز على الصمود الأسطوري للصحيفة أثناء حصار السبعين يوما وكيف كانت الوسيلة لإيصال أخبار الثورة ودحر الملكيين عن صنعاء إلى جانب دور إذاعة صنعاء في تلك الملحمة الشعبية للدفاع عن عاصمة الثورة والجمهورية صنعاء.
لم يغص الكتاب في التفاصيل وهذا لا يحسب على طالب لا يزال مندفعا إلى تقديم نفسه من خلال عمل يعبر عن ذاته لكن هذا الجهد مجرد بذرة في تربة خصبة سيكون لها مستقبل واعد ونتاج غزير إذا عززت بالقراءة والاطلاع والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.
الكتاب تحدث أيضا عن مراحل التطور التي شهدتها الصحيفة واشد الصعوبات التي واجهتها بلسان بعض الأساتذة المؤسسين ثم انتقل إلى الحديث عن الثورة في العهد الوحدوي وما يمثله هذا الانجاز من انتصار لحلم اليمنيين الأزلي في الوحدة والرسالة التي حملتها الثورة في العهد الوحدوي ثم ينتقل إلى الحديث عن الثورة في زمن النت والتطورات التي تشهدها الصحيفة ولم يفته وهو يتحدث عن الماضي أن يعمل ربطا◌ٍ بين ذلك الماضي والحاضر والمستقبل من خلال الجيل الجديد من الصحفيين الذين ترك لهم فرصة الحديث عن صحيفتهم.
وينتقل لإبراز أسماء كثيرة من رؤساء التحرير وأسماء هيئات التحرير التي تعاقبت على إدارة صحيفة الثورة كنوع من التذكير بمن صبروا وأفنوا أعمارهم بصحبة الحرف والكلمة وينتهي إلى الحديث عن الماضي وما فيه من ذكريات من خلال ملف خاص اسماه ذاكرة الصور.
نخلص في النهاية إلى أن في عقل هذا الشاب أفكارا◌ٍ جديرة بالاهتمام وسيكون له مستقبل يتضح ذلك من إصراره العنيد على تقديم نفسه ببراهين تؤكد قدراته وحبه للصحافة فقط نتمنى أن يجد البيئة التي تساعده على النجاح والتطور فقد أثبتت التجارب أن البيئة عاندت كثيرا◌ٍ من المبدعين ووقفت في طريقهم.