استجداء الشعب اليمني..آخر مراحل اليأس لتحالف العدوان
مروان حليصي
محاولات استجداء الشعب اليمني من قبل النظام السعودي تعبر عن حالة اليأس والإحباط لديه وتثبت فشل عدوانه طيلة عشرين شهرا في تركيع الشعب اليمني وإجباره على الاستسلام لغروره الفج، وتؤكد انه اخفق في تحقيق أي انتصار على الميدان أو على طاولة المفاوضات والحوار، وذلك بعد أكثر من عشرين شهرا من العدوان ضمن تحالف دولي تجاوز عدد دوله العشر دول منها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والإمارات وبعض الأنظمة العربية المنبطحة التي باعت العروبة والمبادئ والإنسانية والأخلاق بثمن بخس للنظام السعودي المثقلة سابقا خزائنه بمليارات الدولارات قبل أن يدخل المستنقع اليمني وتتناقص تدريجيا ليبدأ بتنفيذ حالة تقشف واسعة قضت على دولة الرفاه ، وحدت به الذهاب إلى البنوك الخارجية مقترضا لتعويض عجوزات موازنته التي بلغت خلال العام الماضي رقما قياسيا 98 مليار دولار في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية نتيجه تهور قياداته المريضة أو المراهقة .
وليس غريبا لجوؤه لاستجداء الشعب اليمني من خلال منشوراته التي أسقطتها طائراته سابقا في أكثر من منطقة واليوم في مديرية المغلاف بالحديدة التي خاطب فيها اليمنيين بالأشقاء والاخوان وواصفا اياهم بالعقلاء والحكماء مستدلا بشرح لحديث رسول الله(صلى الله عليه وسلم) عندما وصف اليمنيين بأنهم اهل حكمة، وكأنه بذلك سيجعل اليمنيين يهتفون لبيك ياسلمان، ونستغرب حقا حديثه عن الاخوة ومناداة أبناء الشعب اليمني بالإخوة والأشقاء وهو الذي حشد أكثر من ثلث العالم وأتى بالمرتزقة والقتلة من شتى قارات العالم و أَعَدّ الجيوش البرية لقتل أبناء الشعب اليمني وتدمير وطنهم الذي فتحه على مصراعيه امام الجماعات الإرهابية القاعدية والداعشية التي استقدمها من سوريا وغيرها لتقتل الشعب اليمني وتسحل وتذبح وتصلب أبناءه باسم الرب والدين وتخرب المجتمع اليمني وتفسد شبابه بفكرها الوهابي الضال الذي مثل خنجرا مسموما في خاصرة ديننا الإسلامي الذي شوهوه وأساءوا له بجعله دينا خاليا من الرحمة والإنسانية والشفقة ، وانه دين قتل وذبح ولا سوى ذلك؛ وكأن زهاء الـ12000 شهيد وأكثر من 15000 جريح من المدنيين ليسوا ضحية غارات طائراته وبوارجه ومرتزقته ، وأن الدمار الذي تعرضت له البنية التحتية والمنازل التي دُمرت على رؤوس ساكنيها والمستشفيات والمدارس والطرقات والمصانع والمساجد التي استهدفت من قبل طيرانه الحربي ، وكل الخراب الذي حل باليمن الأرض والإنسان والتاريخ هو نتاج كائنات فضائية وليس هو الفاعل والجاني ومرتزقته في الداخل و في فنادقه في الرياض ، ولا ندري أي أخوة فيه وأي قيم إسلامية أو إنسانية لديه بعد سفكه الدماء واستباحته المحرمات وتفوقه إجراما على الصهيونية بجرائمه بحق الشعب اليمني الذي ما فتئ في استهداف أطفاله ونسائه بأفتك الأسلحة وأحدثها ومنها المحرمة دوليا دون حسرة أو ندم.
ومن خلال مطالعة المنشورات التي اسقطتها الطائرات على منازل المدنيين يلحظ مرحلة اليأس المتقدمة لديه التي ساقته إلى معاتبة المواطنين على وقوفهم مع من استهدف الكعبة متمثلا بالمجوسي حسب زعمه ، وجعلته يستعطفهم ويستجديهم للوقوف الى جانبه ضد المجوسي الإرهابي الذي له ثلاثة أهداف هي الشعب اليمني ومستقبل أبنائه والكعبة حسب زعمه ؛ وكأن ما يمارسه هو وتحالفه الشيطاني من جرائم بحق الشعب اليمني هي لصالح الأخير وفي مصلحته ، وان الغارات التي أودت بأكثر من 4711 من الأطفال بين شهيد وجريح وأكثر من 3717 امرأة بين شهيدة وجريحة ، علاوة على ان القصف والغارات التي طالت الأخضر واليابس والحجر والبشر ،وكل ذلك هو ضرورة ملحة لحماية أبناء الشعب اليمني وتأمين مستقبل أفضل لهم لأطفاله وشبابه بعيدا عن المجوسي حسب زعمه ؛ إلا ان الأخطر من كذلك متاجرته المفضوحة بالدين والمقدسات وإقحامه لهما في حربه على الشعب اليمني الذي أصبح يعي ويدرك حجم التآمر عليه من خلال هذه الحرب التي تستهدفه وأمنه واستقراره، وتهدف الى تفتيت نسيجه الاجتماعي وتفكيك وتقسيم البلاد وجعلها مرتعا للجماعات التكفيرية تعيث فيها فسادا كهدف أساسي لهذا العدوان ، ولغبائه المفرط لم يعِ ان اللعب على وتر استهداف الكعبة لم يعد ينطلي على احد ولم يكترث له الشعب اليمني الذي يقف أبناؤه صفا واحدا خلف السلطة الشرعية في البلاد متمثلة بالمجلس السياسي الأعلى ، استكمالا لثورتهم-ثورة الـ21 من سبتمبر بقيادة السيد عبدالملك الدين الحوثي ، وهذا ما حدا بالمواطنين الى تجميع تلك المنشورات وإحراقها في لحظتها حتى لا تندس تربتهم الطاهرة .