براعم الطفولة من مرتادي الصفوف الأولى في مواجهة أعتى ظرف طقسي تشهده اليمن

موجة الصقيع وضرورات التوعية لحماية طلبة المدارس   
تحقيق / أسماء حيدر البزاز

يواصل طلبة المدارس أداء مشوارهم التعليمي وسط أجواء موجة البرد القارص بثبات وتحد ورغبة بالغة في إنجاح العملية التعليمية التي هي حاضرهم ومستقبلهم المشرق.. ومع تغير الأجواء البيئية المحيطة صار من الواجب التوعية لأخذ الحيطة والحذر من أضرار موجة البرد والصقيع التي تشهدها عدد من محافظات الجمهورية، حيث يعتبر طلبة المدارس أكثر ضحاياها ولهذا يبرز الدور الحكومي والمجتمعي والأسري للعمل على حماية أبنائنا الطلاب من مخاطر البرد وأضراره. . نتابع. .
صحيفة (الثورة) تابعت في هذه التناولة أوضاع الأسرة اليمنية واحترازاتها تجاه تأمين الطلبة الصغار بالذات ودور المدرسة ودور الجهات المسؤولة تجاه موجة الصقيع…. إلى التفاصيل:

البداية كانت مع أسر عدد من طلبة المدارس. والتي تضرر أبنائها من موجة الصقيع وهم يذهبون لمدارسهم.. حيث تفيدنا أم الطالب محمد العيني -الصف الخامس مدرسة  الحرية أن ولدها تعرض لضربة برد حاد أدت إلى التهابات في شعبه الهوائية وبداية ربو مزمن الأمر الذي جعله رهين وطريح الفراش لمدة عشرة أيام وسط ألم وحزن بالغ عليه من قبل أهله وذويه.
ندى الحيدري – مدرسة شهداء الجوية تقول من جانبها:  نتمنى من إدارة المدارس السماح للطلبة بارتداء الجواكت من فوق الزي المدرسي فالعديد من الإدارات تمنع ذلك بحجة أن لون الفنيلية أو الجاكت لونه مغاير للون الزي فيضطر معظمهم للاستغناء عن ذلك نظرا لظروفهم المادية الصعبة عن شراء المطلوب أضف إلى أن أكثر المدارس تعاني من النوافذ المتكسرة فتجتاح الفصل موجات البرد باستمرار خاصة المدارس التي تكون قريبة من أماكن الاستهداف من قبل العدوان فلا يعود الطالب إلى منزله إلا وهو مريضا طريح الفراش.
وضع مادي
من ناحيته أوضح أبو الطالب عبدالله المعلمي -الصف السادس أنه ونتيجة لتأخر استلام المعاشات لم يتمكن من سداد رسوم أقساط أبنه الدراسية لهذا العام.. ومضى يقول: أنه لا يوجد في منطقتهم مدرسة حكومية قريبة للأولاد فهم يقطنون في منطقة بعيدة عن الشارع العام بالمطار شمال العاصمة صنعاء مما اضطره لتسجيل ابنه بمدرسة خاصة قريبة من حيه ولكن إدارة المدرسة لا تقدر ظروفهم المعيشية فيعاقبون الطالب بحرمانه من حضور الحصص وتركه في ساحة المدرسة تحت عاصفة البرد الممرضة كضغط علينا لدفع الرسوم مما اضطرنا لإبقاء ولدنا في المنزل حتى يفرجها الله من عنده فحالنا لا يقوى على التسديد أو العلاج.
فيما أوضحت سعاد القاضي – موظفة وأم لثلاثة أبناء كيفية تعاملها وحرصها على أبنائها من أعراض وأمراض البرد حيث تقوم بإعداد وتجهيز الفطور الساخن لهم وبتدفئتهم بارتداء الملابس الصوفية وتغطية أذانهم ورؤوسهم أيضا بالكوافي الصوفية ودهن أجسامهم لحمايتهم من أي موجة باردة..
البعد النفسي
وفي هذه الزاوية يفيدنا عدد من المختصين والمعنيين بعدد من النصائح النفسية والمجتمعية والتربوية لحماية الطلبة ووقايتهم من نزلات البرد الحادة والتي قد تكون في أغلبها مزمنة أو مميتة حيث تقول المدربة النفسية والتربوية فايزة علي الحمزي أنه غالبا ما يتعرض الكبار والصغار للأمراض بسبب التغير المفاجئ للطقس من فصل الصيف إلى فصل الشتاء وهناك بعض الأمراض التي تنتشر خلال هذا الفصل مثل:التهاب الشعب الهوائية والزكام ونزلات البرد بالجهاز التنفسي أو بالعظام والنزلات المعوية الناتجة من البرد.
أوضحت الحمزي أنه وللوقاية من كل ذلك نصيحتي للطلاب والطالبات وأسرهم مراعاة تناول وجبة الإفطار يوميا لتدفئة الجسم لتمدهم بالطاقة التي تمكنهم من استيعاب الدروس بشكل جيد. وعدم التنقل كثيراً من مكان بارد إلى مكان دافئ والعكس بالإضافة إلى عدم تعرض الجسم بشكل مباشر للهواء البارد والاهتمام بتناول المأكولات والفواكه المغذية  والغنية بالفيتمينات مثل البرتقال والموالح التي تعتبر غذاء صحي ومفيد للغاية وبممارسة التمارين الرياضية اليومية التي تحسن من أداء الجسد وتحرق السعرات الحرارية وبالتالي تدفئ الجسم.
مؤكدة على أهمية التهوية الجيدة للمنزل  والغرف يومياً وعدم إغلاق جميع النوافذ حتى يتجدد الهواء في الغرف والحرص على  كثرة شرب السوائل الدافئة. وارتداء ملابس ثقيلة (شتوية) سيما في أيام البرد القارس وضرورة  الاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم استخدام أدوات الآخرين مثل المناشف وغيرها من الأدوات لعدم نقل العدوى .
تحذيرات وإرشادات
أحلام الحكمي -وكيلة بالمدرسة الماليزية أسدت برزمة من التعاليم قائلة:  يجب على الأمهات القيام بتلبيس أولادهم الملابس الشتوية وإعداد الحليب الدافئ مع التمر في الصباح الباكر لاكتساب الأبناء لطاقة حيوية منذ بداية يومهم العلمي كي يتسنى لهم مقاومة موجة الصقيع وعمل الطعام الدافئ اثناء طعام الغداء كي تكتمل الوجبات الغذائية اللازمة اثناء فصل الشتاء، أيضا في تدفئة الأولاد والبنات أثناء النوم ومتابعتهم بين الحينة والأخرى كون الأبناء والبنات يتركون البطانيات من على أجسادهم فيصابون بنزلات بردية مثل الزكام والتهاب اللوزتين وأصابت البعض بمغص في المعدة، وعند الاستيقاد من النوم يجب على الأمهات تدفئة الماء للأولاد والبنات كي يغسلوا ويتوضوا ويصلوا الفجر ويتجهزوا للمدرسة.
أمراض متعددة
من جهتها بينت الدكتورة سلوى وهيب -مستشفى السلام التخصصي – أن التهابات الأذن المتعددة والصدر وربو الأطفال والربو المزمن والالتهابات الحلقية والروماتيز والعظام والمعدة والجلطات من أبرز أمراض الشتاء.
وأضافت وهيب: أن الفيروسات تنشط في الجو البارد حاملة مختلف الأمراض المعدية مسببة تأثيرات خطيرة من الانفلونزا المتعددة الأقسام وما يضاعفها من ارتفاع درجة حرارة الجسم والحمى المهلكة أو المميتة أحيانا أن لم يتم تداركها وإرهاصات هضمية عدة ولهذا يجب على الأسرة أولاً فالمدرسة فالمجتمع فالحكومة اخذ تدابير عدة لوقاية أبنائنا من هذه المعضلة الخطيرة.
الدور الحكومي
وزارة التربية والتعليم أعلنت إجرائيا تأخير طابور الصباح بمدارس المحافظات المتأثرة بامتداد الكتلة الهوائية الباردة نصف ساعة بحيث يبدأ عند الساعة الثامنة صباحاً.. وأوضح القائم بأعمال وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي أن قيادة الوزارة اتخذت قرار تأجيل الدوام الدراسي حرصاً منها على سلامة أبنائها الطلاب وتجنيبهم لفحات البرد خاصة طلاب الصفوف الأولى كونهم الأكثر عرضة للتأثر بموجة البرد .
وأشار إلى أن الوزارة أصدرت تعميما بذلك لمكاتبها في المحافظات الواقعة تحت تأثير موجة البرد، ومنها أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء، ذمار، البيضاء، عمران وغيرها من المحافظات والمناطق التي شملها التعميم، مؤكداً أن ذلك لن يؤثر على السير في المنهج الدراسي.

قد يعجبك ايضا