*المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين لـ “الثورة” :
*مستمرون في دعم العمليات الجراحية الطارئة للمعاقين في بعض المستشفيات بالاجل
*إيرادات الصندوق تراجعت من 6 مليارات ريال قبل العدوان إلى مليار ريال بعده
*انعدام الأدوية بسبب الحصار ..وتوقف عدد من المراكز والجمعيات العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة
لقاء / رجاء عاطف
يمر صندوق رعاية وتأهيل المعاقين منذ مطلع العام 5102م بتحديات كبيرة وغير مسبوقة نظراً للظروف المأساوية التي خلفها العدوان على اليمن وتزايد أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة وتدمير المصانع وتوقف الشركات التي يعتمد عليها الصندوق في تمويل موازنته السنوية والذي بسبب العدوان تناقصت بنسبة 58 % فضلا عن انعدام الأدوية وتوقف عدد من المراكز والجمعيات العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة ..
كما خلف العدوان معاقين جدداً من مختلف المناطق اليمنية وأغلبهم من المدنيين العزل حيث استقبل صندوق ورعاية وتأهيل المعاقين 0007 معاق جديد, بينما هناك حالات لم تسجل ولم تتمكن من الوصول إلى الصندوق .. تفاصيل أكثر يبينها المهندس محمد عبد الله الديلمي – المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين في اللقاء التالي :
* بداية .. ماذا يقدم صندوق رعاية وتأهيل المعاقين للأشخاص ذوي الإعاقة ؟
– يلعب الصندوق دورا محوريا وهاما في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، في مجالات عدة صحيا وتعليميا وفي مجالات التأهيل والتدريب وغيرها من المجالات ، حيث يعد الصندوق الحاضن الرسمي الوحيد للأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، وهو من يدعم هذه الشريحة الهامة في المجتمع على المستوى الفردي والمؤسسي، وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الصندوق إلا أنه قدم وما يزال خدمات كبيرة لعشرات الآلاف من ذوي الإعاقة بصورة سنويا.
* حاليا .. ما هي الخدمات التي يقدمها الصندوق؟
– يدعم الصندوق خدمات الرعاية الاجتماعية بمختلف جوانبها، وتتمثل الخدمات الصحية بالعمليات الجراحية الكبرى والصغرى، كجراحة العظام والمفاصل، والعيون وزراعة القرنية وسحب المياه البيضاء والزرقاء، وتقويم العظام والتجميل، وكذا عمليات القلب والقسطرة، والعلاج في الخارج للحالات التي تتطلب ذلك، والعلاج الطبيعي والوظيفي، إلى جانب توفير المستلزمات الطبية والدوائية.
كما يقدم الصندوق الأجهزة التعويضية والمساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة والمتمثلة بالكراسي المتحركة، والسماعات الطبية، والأطراف الصناعية، والنظارات، والعكاكيز، والعصا البيضاء وغيرها.
ويولي الصندوق أهمية كبيرة لتعليم ذوي الإعاقة عبر تقديم الخدمات التعليمية وتوفير مستلزماتها من المناهج المتخصصة للصم والبكم والمناهج الخاصة بالمكفوفين، وإعداد الفنيين العاملين في هذا المجال وتوفير متخصصين في التربية الخاصة للمعاقين ذهنيا.
ويتلقى الأشخاص ذوو الإعاقة الخدمات التعليمية من الحضانة حتى التعليم الجامعي والعالي وهناك من ذوي الإعاقة من حصلوا على الماجستير والدكتوراه مستفيدين من الدعم المقدم من الصندوق ومعتمدين على عزيمتهم وإصرارهم وهم اليوم نماذج مشرفة ومتميزة في المجتمع، إلى جانب الخدمات العينية والمساعدات المالية كمساعدة السفر إلى الخارج لإجراء العمليات التي لا يمكن إجراءها في اليمن وكذا مساعدة الزواج وغيره .
وعلى المستوى المؤسسي يقوم الصندوق بدعم الجمعيات والمراكز العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف محافظات الجمهورية، وتمويل الأنشطة والفعاليات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.
* إلى أي مدى أسهم العدوان والحصار في تفاقم مشاكل الصندوق؟
– التحديات كثيرة وكثيرة جدا ولعل أبرزها ما يتعلق بالفجوة الحاصلة بين عدد طالبي الخدمة الذين هم في زيادة مستمرة ووصل عددهم إلى نحو 150 ألف شخص مع عدم كفاية الإيرادات المخصصة للصندوق، وهذا الأمر كان قبل العدوان، أما بعد العدوان والحصار فقد تفاقمت مشاكل الصندوق بصورة كبيرة، حيث تسبب العدوان الغاشم بتدمير عدد من المصانع والمؤسسات التي كان يعتمد عليها الصندوق في إيراداته كمصانع الاسمنت فضلا عن تعطيل حركة الطيران وتعطيل الحياة والحركة لدى الشركات الأخرى ما تسبب في تراجع الإيرادات بصورة مخيفة.
* كم كانت إيرادات الصندوق قبل العدوان وكم باتت اليوم؟
– الفارق كبير بين ما كان يقدمه الصندوق قبل العدوان على اليمن وما يقدمه في الوقت الراهن، بعد أن توقفت الكثير من الموارد الخاصة بالصندوق ، فموازنة الصندوق كانت تصل قبل العدوان إلى نحو ستة مليارات ريال سنويا، أما الآن فقد تراجعت بصورة مخيفة وغير مسبوقة وتقلصت إلى نحو المليار ريال، وزاد انعدام السيولة المالية في البنك المركزي وضعنا سوءا، وأصبحنا لا نتمكن من تغطية نفقات الصندوق التشغيلية في حدودها الدنيا رغم أن لنا حساباً جارياً في البنك المركزي.
* هل يعني ذلك أن الصندوق لا يقدم أي خدمات في الوقت الراهن لهذه الشريحة؟
– لا.. الأمر ليس كذلك، نحن رغم كل الظروف التي تحدثنا عنها سلفا إلا أننا لا زلنا نعمل ونقدم خدمات لهذه الشريحة الهامة في المجتمع والتي تعد الأشد تضررا ومعاناة من العدوان على اليمن، لكن الخدمات تراجعت وتقلصت وباتت في الحدود الدنيا ووفقا للإمكانيات المتاحة، ولازلنا نقدم الخدمات الضرورية والطارئة كالعمليات الجراحية التي لا تقبل التأخير وبعض الخدمات الصحية الأخرى عن طريق التعاقد مع مستشفيات حكومية وخاصة بالأجل، إلى جانب الخدمات التعليمية التي لا نستطيع إيقافها، نحن قلصنا النفقات بصورة كبيرة حيث لم يعد يستلم موظفو الصندوق أي حوافز أو مكافآت رغم أن عملهم استثنائي كما أوقفنا دعم الكثير من المراكز والجمعيات واعدنا النظر في تقديم هذا الدعم وفقا لنشاط الجمعيات والمركز ونوع وحجم الخدمات المقدمة.
* هل تلمسون زيادة في أعداد المعاقين من عام لآخر وهل هناك إحصائيات بعدد المعاقين الذين أصيبوا جراء العدوان على اليمن؟
– نعم هناك زيادة كبيرة في عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يتقدمون للحصول على الخدمات من قبل الصندوق يقابله على الطرف الآخر كما ذكرت تراجع مخيف في إيرادات الصندوق وهذه معضلة كبيرة نواجهها، وأبرز ما ساهم في زيادة عدد المعاقين هو العدوان على اليمن, حيث استقبلنا خلال العام الماضي نحو 7 آلاف شخص من ذوي الإعاقة وهذا الرقم الذي تم تسجيله رسميا بينما هناك آلاف أخرى ربما لم تتمكن من الوصول إلى الصندوق.
* وهل تقدم مراكز الأطراف خدمة لمن فقدوا أطرافهم ومن يدعم هذه المراكز؟
– نعم مراكز الأطراف تقدم أطرافاً صناعية للأشخاص ذوي الإعاقة الذين فقدوا أطرافهم ولدينا في صنعاء مركز رائد في هذا المجال وهو مركز الأطراف والعلاج الطبيعي الذي يقدم خدمات متميزة في هذا الجانب، كما أن هناك مركزاً للأطراف في عدن وهذه المراكز تتلقى دعما من الصندوق .
* كيف تقيمون دور المنظمات الدولية في دعم الصندوق والأشخاص ذوي الإعاقة؟
– للأسف المنظمات الدولية العاملة في اليمن لم تكن عند مستوى أهدافها التي وجدت من أجلها.. نسمع منها ضجيجا ولا نرى طحينا، وعلى الرغم من أننا طرقنا أبواب هذه المنظمات إلا أننا لم نتحصل سوى على الوعود بما في ذلك منظمة الصحة العالمية التي وعدتنا بتوفير أدوية لم نجدها في السوق المحلية لكنها لم تف بهذا الوعد، ولعل أبرز المتفاعلين الذين قدموا خدمات لذوي الإعاقة وإن كانت متدنية هو الصليب الأحمر الدولي، والهلال الأحمر القطري.
* وماذا بخصوص الأدوية؟
– حقيقة خدمة تقديم الأدوية متوقفة منذ فترة وما نقدمه الآن هو الأدوية الضرورية والطارئة التي لا يمكن للمعاق الاستغناء عنها وهي بالمناسبة مكلفة للغاية كأدوية الانوفكس – وقد عقدنا عدة لقاءات مع وزارة الصحة فيما يتعلق بمساعدتنا في توفير الأدوية للمعاقين خاصة في ظل الحصار المفروض على اليمن، وكذلك بحثنا الأمر مع منظمة الصحة العالمية وتخاطبنا مع الهيئة العليا للأدوية ومع الهيئة العليا للمناقصات ولم ندع جهة حكومية إلا وتخاطبنا معها في هذا الأمر، وكذا خاطبنا الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وعدد كبير من الهيئات الدولية والمنظمات المعنية لاطلاعهم عن حجم الضرر الذي لحق بالأشخاص ذوي الإعاقة جراء هذا العدوان المستمر على اليمن منذ نحو عامين.
* كلمة أخيرة تودون قولها؟
– ما نحب قوله إن هذه المرحلة التي نمر بها هي مرحلة مؤقتة وهي إلى زوال وسيستعيد الوطن عافيته في القريب العاجل بإذن الله، ولدينا خطط وطموح للنهوض بواقع الأشخاص ذوي الإعاقة والوصول إلى تقديم خدمات متكاملة وبصورة راقية وميسرة لهذه الشريحة الهامة في المجتمع. وحين ينتهي هذا العدوان الغاشم ويعود الاستقرار إلى الوطن سنبدأ بخطوات تنفيذية وإجراءات عملية لاستعادة الدور المنوط بالصندوق على أكمل وجه. كما ندعو كافة الجهات المعنية في الدولة إلى مراعاة خصوصية عمل الصندوق وان يسعوا جاهدين إلى تقديم التسهيلات الممكنة لهذا المرفق الحيوي الهام الذي نفاخر به على الدوام، وهي دعوة نوجهها لكافة التجار ورجال الأعمال في البلد إلى الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة والمساهمة الفاعلة في دعمهم الذي يعد دعما للوطن.