( وصية راحل إلى خط الإشتباك )
ماهر عقبة
ياوطني لا تستعجل في مراسم تكفيني
ولا تضجر من محاولات إفصاحي إليك
أتدري أن أكثر مايقلتني بالألم
هو قلق يشوش تفكيري
عن صغار هم بحاجة إلى وطن فيه رعاية وأحباب
إن لم تكن يا وطني حنوناً بأطفالِنَا فَلِمَ نسميگَ وطن
خذ ماتُريد منا نحن الشباب
أموات أشلاء أو قطعنا إرباً إربا
واذرِ رمادنا على مهبات الرياح
ولكن لا تفرط بِصِغَارنا إذا جاؤك حالمين وطامحين
نحن نترجاگ
أن تكون أنت عطف أبائهم وحنان أمهاتِهِم
وليس أن تأويهم من بعدنا دور الأيتام أو أشتات المنافي
يا وطني
الأمانات لا تحملها الجبال
وهَا نَحنُ حملناگ بجبالگَ وربوعِگَ أمانةً في أعناقنا ولن نخون
مادمنا أحببناك وارتضيناك بأثقالگ
لن نخون
ولكن عليگ أن تضع وصايانا الحزينة عن صغارنا نصب عينيك
نحن نخاف
نخاف أن لا يجدوا من دوننا في زواياك مُتَسع
نخاف أن ترفضهم قلوب الناس وتطول بهم دروب الهرولة والبحث الذي لا يتوقف
يا وطني كل الأطفال أبرياء
يتوهونَ سريعاً أمام غمار الحَرب
يتعثرون إذا مَسَّتهم الدنيا بأيٍ مِن عراقيلها
وأنت تعرف ساعة المصائب
كيف تتقاذفهم الربوع
وتمزقهم الظروف بين العراء والجوع والمرض
وهم ياوطني أطهار أخيار
لا يستحقون هذا الجزاء
ولا يتحمَّلونَ عناء الحرب
بل هم كالأزهار يصابون بالذبول إذا باتوا دون رعاية ومأوى
أما بالنسبة لنا نحن الكبار باستطاعتنا إستيعاب الكوارث ومواجهة أنواع المصائب والدفاع بكل قوة.