وفي إفتتاح المؤتمر الذي حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي عصام السماوي ونائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي وكوكبة من العلماء والخطباء من أمانة العاصمة ومختلف المحافظات، أشار رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين إلى ما ترتكبه السعودية وأمريكا من مجازر وجرائم بحق الشعب اليمني منذ 19 شهرا.
وقال ” الذين استهدفوا اليمن أرضا وإنسانا لا يتورعون عن أي كذب وافتراء، فقد سفكوا الدماء المعصومة ووالوا اليهود والنصارى والشيطان “.. مبينا أن الشعب اليمني لا يمكن أن يزايد عليه أحد لمعرفته بإيمانه وحكمته وفقهه وسماحته.
وأكد أن الشعب اليمني لا يمكن أن يشكل خطورة على الإسلام والمسلمين .. موجها رسالة لعلماء المسلمين في إجتماعهم بمنظمة التعاون الإسلامي لإدانة الإفتراء والكذب الذي شنه النظام السعودي باستهداف اليمن مكة المكرمة وأنهم يشكلون خطرا على بلاد الإسلام ومقدسات المسلمين .
وأضاف ” أقول لعلماء المسلمين ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وأنتم تدرسونه في مدارسكم ما رواه في جامع معمر بن راشد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت للنبي يا رسول الله كيف لو اجتمع أهل اليمن مع هوازن وغطفان في غزوة الخندق علينا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ” أولئك لا بأس على هذا الدين منهم وكيف يكون بأس على هذا الدين وهم أهل إيمان، أهل الإيمان والحكمة والفقه، هم مدد رسول الله الذي قال أعطاني الله الكنزين فارس والروم وأمدني بالملوك ملوك حمير “.
وتساءل العلامة شرف الدين بالقول ” لماذا الإفتراء والكذب على أهل اليمن وهم أهل المدد على مدى التاريخ نصرة للإسلام ومقدسات المسلمين؟ .. لافتا إلى أن النظام السعودي يعلم أنه لم يحقق شيئا خلال الفترة الماضية فحاول الإفتراء على اليمن بهذه الكذبة لاستثارة عواطف المسلمين .
وأكد أن السعودية أرادت بهذا الإفتراء تغطية جرائمها ومجازرها خلال الفترة الماضية على الشعب اليمني واستهدافهم لمواقع مدنية .. مستغربا صمت علماء المسلمين ومنظمة التعاون الإسلامي والرابطة العالمية للمسلمين والجامعة العربية والشعوب العربية والإسلامية الذين لم يكلفوا أنفسهم التحقق مما يجري في الساحة اليمنية.
ونفى ما يروج له النظام السعودي من دعاوي على الشعب اليمني في استهداف الحرمين الشريفين .. متسائلا بالقول ” ما الحاجة والفائدة من استهداف اليمن للحرمين؟ ما الفائدة التي سيجنيها أبناء اليمن في استهداف مكة وهم يكنون كل التقدير والمودة والتعظيم والتبجيل لبيت الله الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى الذي يرزح تحت الإحتلال الصهيوني”.
كما أكد رئيس رابطة علماء اليمن أن السعودية تريد إيجاد مبرر وذريعة في كذبها لإرتكاب مجازر جديدة بحق الشعب اليمني وكذا عجزها عن تحقيق أي تقدم لها خلال الفترة الماضية فحاولت استمالة مشاعر المسلمين والإستفادة منهم في الدفاع عن الورطة التي وقعت فيها.
وقال ” أراد النظام السعودي من كذبته إقحام شعوب المسلمين في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وقد سمعنا الإتهامات أن الشعب اليمني هم روافض ومجوس وهم يحاربون المجوس والروافض وهذه الإفتراءات لا يمكن بأي حال أن تنطلي على عامة المسلمين “.
وأهاب بعلماء المسلمين أن يتقوا الله في الشعب اليمني ولا يكونوا مشاركين في سفك دماء اليمنيين ولا يكونوا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة بعث يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله وقوله عليه الصلاة والسلام” لو اجتمع أهل الأرض على سفك أمرؤ مسلم لأكبهم الله في جهنم .
ودعا العلامة شرف الدين رئيس إتحاد علماء المسلمين ومنظمة التعاون الإسلامي وعلماء الأزهر الذين أدانوا استهداف اليمن للحرم المحرم أن يتقوا الله في الشعب اليمني .. وخاطبهم ” والله لن تنفعكم أنظمتكم ولن ينفعكم آل سعود يوم القيامة “.
وعبر عن الأسف لإتهامات علماء المسلمين الباطلة على الشعب اليمني والتهجمات والتخرصات التي يسوقها النظام السعودي دون ثبت وتبين كما قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ “.
وقال ” يا علماء المسلمين ألم تسمعوا أنين وصرخات ألم الأطفال والنساء من الشعب اليمني الذي يستهدف بصواريخ طائرات آل سعود أين الإنسانية والقرآن الكريم منكم وأنتم تقرأون قول الرسول عليه الصلاة والسلام ” خذوا العطاء ما كان عطاءً وما كان رشوة فلا تأخذوه ” .. لافتا إلى أن رحى الإسلام ستدور ورحى السلطان والقرآن سيتفرقان فدوروا مع القرآن حيث ما دار كما قال عليه الصلاة والسلام.
فيما أشار أمين عام جمعية علماء اليمن العلامة أحمد محمد الأكوع إلى أن إجتماع علماء اليمن يأتي لدحض مزاعم العدوان حول استهداف اليمن لمكة المكرمة .
وقال ” إن أهل اليمن هم أول من سكنوا مكة وصاهروا إسماعيل وهم أول من كسوا الكعبة وهم أول من نزل القرآن الكريم بلغتهم، لغة يعرب لغة اليمنيين وهي لغة أهل الجنة وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في أهل اليمن ” أنا عند حوضي يوم القيامة أذود الناس بعصاي حتى يشرب أهل اليمن ” .
وتساءل ” هل أهل اليمن يخرج منهم من يقوم بهذا العمل الذي يفتري عليهم، ولكن المفتري قد افترى على أهل اليمن وكذب بأن المقابر والمدارس فيها معسكرات فاستهدفها ومقر المكفوفين معسكر وتم قصفه وكل شيء في اليمن معسكرات فاستهدف اليمن أرضا وإنسانا واستهدف كل شيء وآخر معسكرات النظام السعودي هو القاعة الكبرى”.
وأضاف ” لقد استهداف الصالة الكبرى بحجة أنها معسكر وكذب وافترى أن قصفها كان بالطائرات اليمنية وكذا أن تنظيم القاعدة استهدف الصالة الكبرى ولم يكن من ذلك شيء فالكذب وارد من هناك وليس من هنا”.
وتابع ” نحن في جهة الدفاع عن أنفسنا، شهدائنا للجنة أما هم معتدين والله لا يحب المعتدين ، والله يبغض المعتدي، لم يتركوا لا حجرا ولا مدرا ولا شجر بينما لو كانوا يقاتلون قتال الإسلام ويعتبرونا غير مسلمين والعياذ بالله عليهم أن يحاججونا محاججة المسلمين لغير المسلمين كما كان ذلك سائدا في السابق، وينظروا ما عندنا من حجج”.
وقال ” عندنا في اليمن مذهبين مذهب أهل السنة وهم الشافعية والزيدية ليست كغيرها من الشيعة المتشددة وتعايشا الشافعيون والزيديون مئات السنين” .
من جانبه أشار خطيب جامع الشهداء فضيلة العلامة محمد إبراهيم العيسوي إلى أن أهل اليمن أول من سكنوا مكة يوم لا يوجد فيها شيء.
وقال ” ألم يعلم أولئك أن سورة سبأ تعني أهل اليمن في القرآن، لم تنزل سورة في بلد ما إلا سورة سبأ في أهل اليمن، ألم يعلم العالم أن سورة الواقعة نزلت بلغة أهل اليمن من أولها إلى آخرها “.
وذكر أن ما يحصل على الأرض إما هو مخطط له منذ 1907م وقال ” أعداؤنا يدرسون أحوالنا منذ بعثة المصطفى عليه الصلاة والسلام والعالم يتتبع أخبار المسلمين “.
وأهاب العلامة العيسوي بعلماء المسلمين التثبت والتبين مما يروج له النظام السعودي كما قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ” .. داعيا إلى التعاون والتماسك بين أبناء الأمة وأن يكون أبناء الشعب اليمني جميعا يدا واحدا في مواجهة العدوان.
من جهته دعا العلامة محمد بن محمد المطاع العلماء والمثقفين والمفكرين والإعلاميين إلى الإضطلاع بدورهم في مواجهة العدوان والدفاع عن اليمن وأمنه ومقدراته .
وقال ” إن النظام السعودي يريدها حربا شعواء على اليمن والعرب والمسلمين ليفرقوا ويمزقوا شملهم خدمة لليهود والنصارى ” .. مطالبا أعضاء المجلس السياسي الأعلى بالخروج إلى القبائل التي أعلنت النفير العام وشد أزرها ورفد الجبهات بالرجال والسلاح.
وأضاف ” لا أحد يعول على أن يأتي الحل من الخارج، فلقد شارك الكثير منهم في العدوان على اليمن بالدعم أو الرضاء أو الصمت بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من المنظمات الدولية الصامتة بالمال السعودي “.
مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد يحيى محمد المهدي من جانبه أكد أهمية إجتماع العلماء لدحض مزاعم العدوان السعودي باستهداف اليمن مكة المكرمة .
وقال ” نحن كنا نتوقع أن تدان كل مجازر العدوان السعودي على الشعب اليمني، لكن لم نسمع أي إدانة، هم يرون أن صواريخنا وصلت مكة ولم يروا أن صواريخ العدوان وصلت الصالة الكبرى وقتلت المئات وتفحمت جثثهم وأحرقتهم وغيرها من الجرائم” .
ولفت إلى أن الجيش اليمني يدافع عن الأرض والعرض ويرد على ما يرتكبه النظام السعودي من مجازر وجرائم بحق الشعب اليمني .. مبينا أن القوة الصاروخية في اليمن لم تنطلق لقصف المقدسات والمستشفيات كما انطلقت صواريخهم وطائراتهم لقصف المساجد ومجالس العزاء والأفراح والمستشفيات والوحدات الصحية والمدارس التعليمية وغيرها.
وأهاب بجميع العلماء الإضطلاع بمسؤولياتهم في التوعية المجتمعية حول ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار يندى له جبين الإنسانية وتتنافى مع القيم والمواثيق والأعراف والقانون الإنساني الدولي.
في حين دعا ممثل السلفيين في اليمن الشيخ صالح مرشد جدبان علماء المسلمين والعالم إلى قول كلمة الحق والوقوف مع المظلوم والضحية .. لافتا إلى أن استهداف اليمن لمكة المكرمة كذب وافتراء يروج له تحالف العدوان السعودي للتغطية على الجرائم التي يرتكبها في اليمن.
وقال” أذكر الجميع بما حصل من قبل العدوان من نفي وإنكار لقصف الصالة الكبرى وبعد التحقيق وظهور النتيجة جاء منهم الإعتذار وإلقاء اللوم على المرتزقة “.
وأكد الشيخ جدبان أن صواريخ الجيش اليمني تطلق على أرض العدو دفاعا عن النفس.. وقال ” أهل اليمن يحبون مكة المكرمة ويدافعون عنها فهي قبلتنا ومهبط الوحي وهي أحب الأرض إلى الله ورسول الله والكعبة لها شرفها وحرمتها وعظمتها في قلوب اليمنيين”.
وأضاف ” كما أن للكعبة حرمتها فإن لدمائنا حرمة ” كما قال تعالى ” وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِب اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عظيما”.
بدوره قال الشيخ علي محمد عمر عبدالله الكردي أحد علماء اليمن في محافظة عدن ” إن العالم يعرف من الذي داهم الحرمين الشريفين، وقصة جهيمان معروفة للجميع عندما احتمى جيهمان ورفاقه الحرم فداهم جنود آل سعود الحرم فاضربوا الحرم وقصفوه “.
وأكد أن علماء المسلمين داخل سجون آل سعود .. مبينا أن القوة العسكرية عندما أوجعت النظام السعودي في العمق تعمدوا للكذب والإفتراء ومحاولة استثارة المسلمين للدفاع عنهم.
كما أكد الشيخ الكردي أن رجال الدين بمحافظة عدن في السجون وقال ” كل من تكلم وخالف العدوان سجنوه “… مطالبا علماء المسلمين بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني وحقن دمائهم كما قال عليه الصلاة والسلام ” لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من سفك دم أمرؤ مسلم “.