نواعم اليمن

أشواق مهدي دومان

تجثم الأحزان والهموم على هذا الشعب؛ ولكن تترصدها عينان إحداهما تحرس في سبيل الله والأخرى متضرعة له ، فإن كنا ممن يتضرعون فلاننسى بدعائنا عيوننا الحارسة ، فلذاتنا الملتهبة التي تلفح وجوه المعتدين فتحيلهم سرابا في قاع صفصف…
لا ننسى أنّ أولئك الأسود التي أبكم زئيرها عالم الطغيان وأعمى بيانُ وجهتها العظيمة عيونَ المرتزقة وحيّرهم ، فما كان منهم إلا عمى بصيرتهم الذي يترجمه  السب والشتم الذي يوحي بالعجز والفشل الذريع ، يرددونه ليخفّف حجم الكارثة التي أصابهم بها رجال الله…
نعم حركات الأبطال ، ودوسات أقدامهم الطاهرة تلفحكم وتغيظكم ولن تروا منهم إلا ما يغيظكم…
نعم يتزلزل العملاء من انتصارات الرجال في ساحات الشّرف فقد ألِف جمع المسوخ على أن يبقوا في خدورهم كعذارى الجاهلية خوفا من اسمرار جلودهم ورقّتها وفضّلوا الاستتار في مرابع الرياض  تارة وكازينوهات الكباريهات في مصر تارة أخرى ،
اعتادوا لبس البراقع في الخليج واعتادوا الكازينوهات في تركيا…
المهم أنهم يستمرأون حياة العذارى تاركين رجولتهم في قبضة بني سعود؛ يتأففون منهم تارة ،ويغضبون منهم تارة. ، وأخرى يمرغون أنوفهم في وحل مستنقعات الرّخص مِن أجل أن يلبس أبناؤهم تيشرتات رقيقة ويدخلون جامعات أجنبية متنقلين مرفهين بين تلك الدولة والأخرى ؛ وبهذا فليس لديهم أدنى فكرة عن اليمن ويريدون إثبات أنهم يشعرون بمأساتنا عبر منشورات تفضح نياتهم فكيف يتكلم عن شرف وطن من قد باع وطنه  وهرول  إلى جلباب الوهابية؟!
كيف تتكلم أيها المنافق العميل عن جوع وأنت وأبناؤك وزوجك تتنقل من مطعم إلى مطعم آكلين لحوم أبناء وطنكم على موائدكم المرفهة؟!
كيف تجعل من زوجك وأبنائك أبواقا تدخرهم وتضرب بحمق أفكارهم وتجعلهم عرضة للسّب والشّتم حين يقتفون أثرك في كره الحق، والحقد على أهل الحق ؟!
كيف تهاجم من يدافع عن بقية أهلك في اليمن وتتشدّق أنتَ المنفي بالحرية وأنت مجرد عبد عاش كجاسوس  لبني سعود والماسون ؛ مع أنّك  صاحب الشهادات العليا  وقد تنكرت لليمن التي  أنفقت عليك  سنوات طويلة لتكون ابنها الذي لا يقبل مساومة على أرضها مهما كانت الأسباب والدوافع؟!
أنفقت عليك  لتكون صاحب تلك الكرفتة المرموق ؛ وبسهولة تدوس كرامة وطن أعطاك ما لم تستحق فتفر بائعا له وشاريا كل دنيا فانية آفلة ذاهبة بنقود ملطخّة؟!
ألكَ عين بعدها أن تتنفّس بكلمة واحدة  على رجال الله ؟!
أفي وجهكِ ذرة ماء حياء لتتكلم عن قائدٍ ثلاثيني يعلو بشعبه إلى عنان السماء نصرا وعِزة وشموخا فتسخر شهاداتك وعلمك المزيف والذي تقنعت به وتهاجمه وهو ورجاله والجيش الأبي  من يدافع عن حِياضك ووطنك؟!
لتظل ذلك السم الباغض للحق تحت مبرر الحوافيش..
أفي قلبك قليل من الإيمان لتهاجم رجالا عشقوا الموت كما عشقت الكأس والغانية؟!
قل لي ومهما قلتَ ستندم ورجال الله يلطخونك بالعار ولا تكون ردة فعلك إلا الظهور من وراء حجاب؛ لبث سموم الأفاعي بفكر التكفير الضيق وعُقد النقص التي لازالت تجري في دمك رغم ما وصلت إليه من ظاهر الأمور؟!
نعم سيزلزل رجال الله ممن تكرههم، سيزلزلون  الأرض من تحت قدميك أنت ومن تعمل لحسابه ؛ فلست إلا جُرذا ولو كنتَ رجلا فساحة المعركة واسعة فأتِ وقاتل بشرف وليس مِن وراء حجاب ؛فالأستار والحُجُب  للنواعم فقط،  إلا أن قد أدخلكم رجال الله من عِدادهن ؛  فلكم نعومة شقق و فنادق ومسابح النواعم ….
ولليمن رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه …
فهم رهان وطنهم والنصر لهم فهم، أهل له وهو أهل لهم و ليحيا الرجال جيشا ولجاننا شعبية ،وهم من يخوضون المعارك بشراسة وعزم من حديد ليستحقوا لقب : رجال من حديد ونار بينما نهنئكم التحاقكم بسرب: النّواعم ..

قد يعجبك ايضا