نعرف الهدنة ونعرفك
عـاصم الشميري
* يعرف المواطن اليمني الهدنة عندما يشتد القصف وتزيد المعارك اشتعالا في الجبهات، ففور إعلان نوايا اقامة هدنة يضع اليمني كامل احتياطاته حتى لا يتسبب شدة القصف بخسائر كبيرة، وهذا لا يعني ان المواطن اليمني لا يفقه معنى الهدنة ولكنه يعي مدى غباء وحقد عدوه السعودي الذي يتصنع الرغبة بإحلال السلام ونواياه مثقلة بالجرائم.
منذ الساعات الأولى التي اعلن بها المبعوث الأممي الهدنة، كانت طائرات العدوان فوق الاجواء اليمنية تلوح بها، وتبينت ملامحها في كافة الجبهات حيث بدأ التصعيد العسكري للمرتزقة في كافة الجبهات بشكل كبير، ففي فجر الخميس أول يوم من اعلان الهدنة كانت الهدنة في أبهى صورها واشدها وضوحاً في الجوف حيث قام مرتزقة العدوان بزحف بري مسنود بغطاء جوي سعودي في محافظة الجوف مديرية الغيل والمصلوب وراح ضحية هذا الزحف ما يقارب الـ40 مرتزقاً، ولم يتوقف العدو عند هذه الخسارة بل قام زحف نحو قلل الشيباني من اتجاه عسير، كما شهدت صحراء ميدي منذ اعلان الهدنة اقوى واعنف محاولات زحف سعودية مسنود بغطاء جوي، وكذلك في تعز ولحج وتم افشالها جميعاً على يد ابطال الجيش اللجان الشعبية، يتخد العدوان السعودي كذبة الهدنة كحيلة اخيرة يطمح ان تثمر زحوفاتها ولو بانتصار واحد في جبهات القتال، ولكن الجيش واللجان ليسوا غافلين عن هذه الحيل فعشرون شهراً كانت كفيلة بمعرفة قذارة هذا العدو.
عدو غادر لا يريد السلام حتى إن تظاهر بذلك فنزواته الدموية لا تبتكر طرقاً للسلام ولكنها تبتكر حيلاً لإشعال الحرب ومحاولة كسب الانتصارات، وكم هي الانتصارات بعيدة عن جبناء أمثالهم وصديقة لرجال الجيش واللجان، الغريب في الأمر بعد كل ما يحدث من اختراقات متتالية للهدنة يأتي المبعوث الأممي بربطة عنقه ووجهه الذي لا يبشر الا بالمصائب إلى صنعاء ويعلن عن فرصة لتمديد الهدنة لأيام اخرى.
عزيزي المبعوث الأممي الجائع إن الأكاذيب التي تبتكرها السعودية وتنفذها أنت بعد ان تضع شيك اتعابك في جيبك كأنك محترم والحقيقة انك لست كذلك، لم تعد خفية عن الشعب اليمني فهو يدرك تماما مدى جوعك لأموال آل سعود ويعرف ماهي الهدنة وماهي تداعياتها فعناء مجيئك إلى صنعاء كنت ستوفر جهده في ابتكار كذبة جديدة تليق بالأموال التي تقدمها لك السعودية، فمن غير العقل انك لا تعرف ما يقوم به العدوان من اختراقات متتالية وانتهاك لإعلان هدنتك وبالرغم من ذلك تبدو مجتهدا لتمديد هذه الكذبة لتضمن استمرارية سد جوعك بأموال آل سعود مقابل هذه الخدمة التي ستقدمها لهم، نحن منذ اكثر من سنة ونصف لم نعرف هدنة ولم يمر يوم دون جريمة تضيفها السعودية إلى رصيدها، فالموت لم يفارق سماءنا يوماً واحدا وكان الرفيق الدائم لنا منذ بداية العدوان.
المبعوث الهدني المحترم بديلا من مجيئك إلى صنعاء لتمديد كذبة السعودية كان الأحرى بك أن تأتي لتستكمل اجراءات التحقيق في مجزرة القاعة الكبرى او مجزرة حي الهنود او الكثير من المجازر التي تطلب وجودك وانشغالك بها، ولكنك تبدو مشغولاً جداً عندما يكون الشأن الدم اليمني ومتفرغ كثيراً لأكاذيب آل سعود وحضور ولائمهم الدسمة، لم نر منك يا مبعوث الشر الا ما يدعو للشر ولو كنا التمسنا القليل من الصدق او رأينا لك مساعي تنصف دماء الشعب اليمني لكنا نصدقك رغم تشاؤمنا الكبير حال رؤية وجهك الذي لا يبشر إلا بالمصائب، فمحاولة صنع أحداث تغفلنا عن تلك المجازر هي فاشلة كفشل زحوفات الهدنة، نشكر مساعيك للهدنة فنحن اعتدنا على الحرب ونقلق حين نسمع عن اعلانك للهدنة، فلو كان الهدف من مجيئك هو السلام فهناك طرق عديدة تؤدي اليه غير الهدنة لكننا نعرف ان السلام في اليمن وأموال آل سعود لا يتوافقان أبداً.