خزانات المياه البلاستيكية.. خطر غير معلوم
تحقيق / وائل الشيباني
باتت الكثير من البقالات في حي الدائري بصنعاء وفي بعض الأحياء الأخرى تمتلك خزانات بلاستيكية توضع أمامها لبيع مياه الشرب ( ماء الكوثر ) ويتم وضعها أمام الباب الخارجي وتحت أشعة الشمس لعدة أيام وهذا ما قد يعرض المياه التي بداخلها للتلوث جراء انطلاق المواد المسرطنة التي يتكون منها البلاستيك المادة الأساسية في صنعها …. خزانات بيع مياه الكوثر المتواجدة تحت أشعة الشمس لأيام عديدة ومدى الخطر الذي قد يصل للمياه التي بداخلها بسبب ذك وغيرها من التفاصيل تجدونها في سياق التحقيق التالي:
لا تكاد تجد بقالة لبيع المواء الغذائية بحي الدائري وفي بعض الأحياء الأخرى إلا وتجد أمامها خزانات بلاستيكية توضع على الرصيف العام للمشاة لبيع مياه الكوثر للمواطنين فحينما يريد أحد شراء الماء منهم يقوم صاحب البقالة بإعطائه مفتاح القفل الموجود على الخزان حتى يملأ جالون الماء الخاص به من الخزان البلاستيكي الذي يوضع لأسابيع أمام البقالات بصورة جديدة على مجتمعنا اليمني دونما مراعاة للخطر الذي قد ينتج من ذلك .
لست الوحيد ممن يملك خزان موضع تحت أشعة الشمس لأيام كما تقول فكل البقالات لديها مثل هذا الخزان هكذا استهل وليد مهيوب صاحب بقالة بحي الدائري حديثه بعد أن أخبرته أن بقاء الخزانات البلاستيكية الصغيرة أمام باب بقالته قد تتسبب ببعض من الأمراض بسبب تحرر المواد المسرطنة التي فيها. وأضاف مهيوب قائلاً : يا أخي لا أعلم إن كان هناك خطر أو لا ولكن إن كان هناك خطر فليس عندي أي مانع بأن اعيد الخزان لصاحب المحطة فهو ملك لهم ووضعوه عندي كعهدة.
لم يختلف معه الشرعبي صاحب بقالة بالقرب منه وقال: لا يوجد هناك مشكلة بالنسبة لي وإذا ما كانت هذه الخزانات غير صحية فالأفضل تبديلها أو تغطيتها من أشعة الشمس وما يهمني هو صحة المواطن الذي يسعى لشراء ماء كوثر نظيف وخال من الضرر .
جهل بالخطر
خزانات المياه عهدة عند أصحاب البقالات وهي ليست ملكاً لهم لذا توجهت لأحد أصحاب المحطات في حي الدائري فضل عدم ذكر اسمه لاسأله عن ما إذا ما كان يعلم أن الخزانات الخاصة به والتي قام بتوزيعها قد تتسبب بالأمراض بسبب تعرضها لأ شعة الشمس وأكد لي قائلاً : لم أكن أنا أول صاحب محطة مياه يقوم بهذا المشروع فقبلي الكثر ممن قاموا بذلك ومن ناحيتي لا أعلم ما إذا كان هذا الكلام صحيح أو لا فاذا كان كذلك فلماذا لا يمنع …؟
وتابع حديثه بالقول: أنا أعدك أن أساعد بعدم انتشار هذه الظاهرة وكإجراء احترازي مني سأقوم بطلب أصحاب البقالات أن يضعوا الخزان الخاص بي داخل محلاتهم أو في مكان بعيد عن أشعة الشمس وهذا ما يمكنني فعله حالياً .
تغيير في الطعم
من ناحيتي لا اشتري الماء من تلك الخزانات فطعم المياه التي فيها متغير ربما من أشعة الشمس أو من أي شيء آخر ولكن ما اعرفه هو أن طعمها متغير لذا أذهب إلى أقرب محطة لبيع المياه لتعبئة جالونات المياه الخاصة بي، هذا ما أكده محفوظ سليمان صاحب محل انترنت بنفس الحي ، وأضاف : من ناحيتي فأنا لا أؤيد مثل هذه الفكرة فأنا أفضل أن اشتري جالون ماء جديد ومختم من أن أقوم بتعبئة الماء من تلك الخزانات المعرضة للشمس .
وهذا ما أكدته أم عبد الرحمن ربة منزل قائلة : اذهب بنفسي لتعبئة ماء الكوثر من البقالات حتى اشرب منه أنا وأفراد أسرتي نظراً لتأخر زوجي في العمل حتى ساعة متأخرة من الليل وقد لاحظت حين تعبئتي الماء من الخزانات البلاستيكية التي أمام البقالات أن طعم ماء الكوثر يتغير وتظهر عليه نكهة البلاستيك خاصة إذا ما قمت بتعبئة الماء في عز حرارة الشمس لذا امتنعت عن شراء الماء من البقالات التي تبيع الكوثر من تلك الخزانات فالاحتياط واجب وتغير الطعم هو ما دفعني لفعل ذلك .
دين إخاء
ليس من الشرط وجود قانون يجرم كل الأعمال التي نقوم بها فهناك دين وتعاليم شرعية تربينا عليها وورثناها عن خير البشر محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذا ما أكده الداعية مهمد صاح في بداية حديثه وقال : أي عمل نشك انه قد يلحق الضرر بالغير علينا اجتنابه والابتعاد عنه وتجنب مواطن الشبهات والأعمال التي قد تعرضنا وغيرنا للخطر وهذا ينطبق على من يقوم ببيع مياه الشرب النقية في خزانات بلاستيكية معرضة لأشعة الشمس بشكل متواصل فشاهد هنا هو تغير طعمها في وقت الظهيرة مما يثير الشك والريبة في شأن هذا الموضوع، لذا فأنا أدعو القائمين على تلك الخزانات سرعة إدخالها إلى بقالاتهم أو تغطيتها من أشعة الشمس التي تتسبب بتغير طعمها وإذا ما اثبت الدراسات أن من شأن هذا العمل أن يحرر مواد مسرطنة كما قلت لي فان الحفاظ عليها من أشعة الشمس مهم للغاية المؤمن السوي هو ما يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ويبغض له ما يبغضه على نفسه فديننا دين رحمة وإخاء.
مواد خطرة
في حالة تعرض البلاستك للحرارة سواء كان في وضعه تحت أشعة الشمس أو تعرضه لأي مصدر حرري فإن المواد المسرطنة التي فيها تتحرر وتؤدي إلى الإصابة بالسرطان بأنواعها. هذا ما أكده الدكتور/ شمسان البسارة – طب عام، وأضاف: تعرض البلاستيك لأشعة الشمس خطر لأن ذلك من شأنه أن يحرر المواد المسرطنة التي صنعت منها والتي قد تصيب الإنسان بالسرطان بجميع أنواعه خاصة سرطان العظام عند الأطفال بعد شرب المياه من تلك الخزانات .
نصائح صحية
وأكد البسارة من جانبه على انتقال تلك المواد المسرطنة إلى الإنسان من خلال الشرب وكذلك إذا استخدمت في الطبخ. وأفاد قائلاً: حتى وإن تعرضت تلك المياه للغلي فإن تلك المواد لا تزول لأنها ليست خلايا حية بل مواد مسرطنة تعمل على التأثير على الخلايا وتقسيمها بصورة غير طبيعية وهذا ما يتسبب بنموها بشكل غير طبيعي مما يؤدي لظهور السرطان بأنواعه كسرطان الثدي بين النساء والرجال وسرطان العظام وغيره .
أخطار كبيرة
بقاء المواد المصنوعة من البلاستيك في الشمس لساعات طويلة تؤدي إلى إصابة المواطنين بالأذى صحيا وهذا ما أكدته الدراسات التي ذهب في تفسيرها لما يحدث من تفاعلات بين المواد البلاستيكية والشمس، قائلة إن “الحرارة تتفاعل مع المواد الكيميائية في البلاستيك الموجود، فتقوم بتحرير مادة خطرة يطلق عليها (الديوكسين) وهي مادة شديدة السمية على خلايا الأجسام، وتسبب سرطانات مؤكدة، وبخاصة سرطان الثدي عند النساء والرجال”.
وتلفت أستاذة صحة البيئة والطب الوقائي في المركز القومي المصري للبحوث، الدكتورة أمل سعد الدين إلى أن المادة البلاستيكية المصنوعة تحتوي على مواد عضوية ذات خواص كيميائية متعددة تكسب البلاستيك المرونة المطلوبة والمتانة الشديدة، إذ تكمن خطورتها في أنها تتحول بفعل أي تغير حراري إلى مواد أخرى من مشتقات الـ(سينايد)، ولها سمية عالية تصل للجسم من خلال تسربها للمياه أو أي سائل آخر يوضع داخلها.
إذا كانت المياه التي تباع في البقالات على أنها نقية يتغير طعمها إلى طعم البلاستك ومسببة للخطر على صحة الإنسان قد انتشرت فعلى المواطن قبل كل شيء أن يبتعد عنها وان يقوم بتعبئة المياه من الأماكن الأكثر أمانا كمحطات المياه أو يقوم بشراء المياه المختمة المتواجدة في أماكن بعيدة عن أشعة الشمس وعلى أصحاب البقالات وأصحاب المحطات أن يقوموا بوضعها في أماكن أكثر أمانا أو تغطيتها من أشعة الشمس حفاظاً على صحة الإنسان .