جُرحُ الصالةِ الكِبرى

عبد الحميد الرجوي

مـَوتٌ بـمَـوتٍ فَـثَـمَّ الـجُـــرحُ و الألَـــمُ
و قـاتـلٌ جـاءَ في المَـوتَـيـنِ يَـبـتـَسـِمُ
مَـوتـانِ ،  شَـتّـانَ عــنـدَ اللهِ بـيـنهـمـا
فـي الأولِ الـحَـقُّ أمـّا الـثـانـي الـظُـلَـمُ
كذاكَ في الصـالـةِ الـكُـبـرى عُروبَتُنا
قـَتـيـلةٌ ،  إذ نـَعـَتْـهـا الأشـهُـرُ الـحُـرُمُ
عـامـانِ و الـمَـوتُ يَـلــهــو فـي أزِقَّـتـِنـا
ظُلماً ،  وقد خَرِسَتْ عن رَدعِهِ الأمَمُ
و مِـن ضَمائرِ هـذي الأُمَّـةِ اْجتَـمَـعَـتْ
بَشاعَةُ القَتلِ حتى اْستَـعــذَرَ الـكَـلـِمُ
عـن أيِّ شَـرعـيّـةٍ يُفضي تحالُفُهمْ !؟
إنّ الـنـذالـةَ في تـَشـريـعِ مـا زَعَــمــوا
تَـبـّتْ يَـدُ الـشـرِّ إذْ مُـدَّتْ بـغَـطـرَسـَـةٍ
لـقـتـلِنـا ،  و مـَصـيـرُ الـبـاغـي الـنَـدَمُ
يا ثُـلّـةَ الـعُـهْـرِ لا تَستَـرخِـصـوا دمـَنـا
بـعـضُ الـدمــــاءِ بـراكـيـنٌ لـهـا حِـمَـمُ
أمِـنْ دمـوعِ الـثـكـالـى تَـبـتَـغــون لـكـمْ
نصراً ، فهيهاتَ أن يَستَعليَ الصنَـمُ !؟
قُـلـتُـمْ لـنـا أمَــــــــــلٌ تُـحـيـونـَهُ كـرَمـاً
لا بُـورِكَ الأمَــــلُ المَـذبـوحُ و الـكـرَمُ
مــاذا تـَبَـقّـى وقــد أوغَـلـتُـمُ عَــبَــثــاً
صـدورَنـا اليومَ جُرحاً قَـطُّ يَلتَئِمُ  !؟
ماذا تُمَنّون مِن ( عَطّـانَ )  أنفُسَكُم ؟
و كيف تَرهَبُ مِـن أذنـابِـهـا القِمَمُ  !؟
للهِ درُّكَ يـا وجـــــــهَ الـشــمـــوخِ بـنـا
كـأنـمـا أنــتَ فـي أرواحـِـنـــا حَــــــــرَمُ
كـأنّ فـيـكَ نَــبــيّــاً يَـحـتَــويــكَ سَــنــاً
بَـخٍ بـَخٍ لـكَ هـذا الـفَـضـلُ يا ( نُـقُـمُ)
لـغَـزّةَ الـيـومَ في (صـَنـعـاءَ) مـَلـحَـمَـةٌ
يَـراعُـهـا الـمـوتُ أمّـا حِــبــرُهــا فَـــدَمُ
وبـيـن أروقَـة ِ الـتـاريـخِ في ( عَـدَنٍ )
يَلُـفُّ خَـانَ الخـلـيـلِ الـجُـرحُ والـنِـقَـمُ
يـابَـيـتَ حَـانُـونَ في عينيكَ لي لـغـةٌ
تبكي ( تَـعِـزَّ ) لـعَـلَّ الـجُـرحَ يَنـقـَسِـمُ
هـذي فلسطينُ ذابَـتْ في أسَـى يَـمَــنٍ
حقداً عليهِ مضى الأعـراب ُوالـعَـجـَمُ
إنّـا قُـتِـلـنــا عـلـى أوزارِ عـــاصــــفــــةٍ
جـاءت مِـن الـجَـارِ ذي الـقُـربَـى بما حَلُموا
لمْ نَـأسَ مِـن قَـتـلـنـا حــاشــا فـإنّ لـنـا
إلى الـشـهـادةِ أجـــنـــاداً لـهـا بـَـسَـمــوا
لـكـنْ وفـي أسَـفٍ مِـلءَ الـنـفـوسِ ثَـوَى
يـالـيـت قـاتـلَـنـا صُـهــيـــونُ لا الـحَـرَمُ

قد يعجبك ايضا