الـ«سي آي إيه» تفجر فضيحة بوجه الرئيس الأفغاني “المتمرد”

نيويورك/وكالات –
كشفت المخابرات الأميركية عن تحويلها أموالا طائلة للرئيس الأفغاني حميد قرضاي¡ مفجرة فضيحة كبرى بوجهه في أوج محاولته التبرؤ من واشنطن الأمر الذي يزيد مهمته تعقيدا في كسب ود مواطنيه.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الـ(سي آي إيه) حولت خلال 12 عاما عشرات الملايين من الدولارات إلى الرئيس الأفغاني.
وكون رئيس دولة يقبض أموالا من جهاز مخابرات أجنبي فضيحة كبرى تجعل شبهات «العمالة» للمخابرات تحوم حوله. غير أن الفضيحة في حالة الرئيس قرضاي قد تكون مقصودة وتمثل عقابا أميركيا له بإعادته إلى حجمه الطبيعي بعد أن بالغ في الأشهر الأخيرة في التمرد وتوجيه سهام النقد لسياسة الولايات المتحدة في بلاده¡ والتبرؤ من المجازر بحق المدنيين التي تتسبب بها الطائرات الأميركية دون طيار من حين لآخر.
وأوضحت الـ«سي آي إيه» أن هذا السلوك من قرضاي الذي جاءت به أصلا الولايات المتحدة إلى الحكم¡ هو محاولة متأخرة للقفز من مركب أميركا أشهرا قبل سحب آخر جنودها من أفغانستان. لكنه قفز متأخر يبدو أنه بدأ يدفع ثمنه. فلا هو حافظ على تحالفه مع واشنطن. ولا هو نال رضا مواطنيه.
والفضيحة الآن بمثابة إجهاز سياسي عليه وقد تكون تمهيدا لتغييره بشخصية أخرى تذهب أقصى التوقعات إلى أنها يمكن أن تكون من حركة طالبان ذاتها التي تحاول واشنطن جلبها إلى طاولة التفاوض ليقينها بأنها أقدر من قرضاي على ضبط البلاد بعد رحيل الأطلسي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة الأفغانية¡ أن «سي آي إيه» حوøلت عشرات الملايين من الدولارات منذ العام 2001م إلى قرضاي.
وقال خليل رومان الذي تولى منصب رئاسة طاقم موظفي قرضاي الرئاسي بين العامين 2002 و2005م «كنا نطلق عليه اسم المـــال الشبح»¡ مرجعــا أصل التسميـــة إلى أن المـــال «كــان يدخـل المكتب ويغادره سرا». وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من المعروف أن الـ«سي آي إيه» طالما اشتهرت بدعمها لبعض أقرباء الرئيس وأعوانه المقربين¡ غير أن المصادر الأفغانية والأميركية قالت: إن الحسابات الجديدة كانت قيمتها أكبر بكثير¡ وكانت تؤثøر بشكل أكبر على نهج الحكم . غير أن مسؤولين أميركيين اعتبروا أن هذه الأموال لم تؤت الثمار التي كانت تنشدها الـ«سي آي إيه»¡ بل رأوا أن هذه الأموال أدت إلى زيادة الفساد وتقوية أرباب الحرب¡ ما أدى إلى تقويض استراتيجية الانسحاب الأميركية من أفغانستان.
وقال مسؤول أميركي: إن «الولايات المتحدة كانت أكبر مصدر فساد في أفغانستان».
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة لم تكن المصدر الوحيد للأموال التي حصل عليها قرضاي¡ فقد أقرø منذ بضعة أعوام باستلام أحد أعوانه المقربين حقائب من المال من إيران بشكل دوري.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة وصفت الأموال الإيرانية¡ بـ«الحملة الإيرانية العدائية» لشراء السلطة في أفغانستان وتسميم العلاقات الأفغانية-الأميركية.
وقال مسؤولون أميركيون وأفغان مطلعون إن هذه الأموال كان هدفها الرئيسي ضمان سلطة الـ«سي آي إيه» في المكتب الرئاسي الأفغاني.
واعتبر مسؤولان أفغانيان أن هذه الأموال لم تنجح¡ على ما يبدو¡ في شراء ولاء قرضاي¡ موضحين أنه وقعø¡ رغم اعتراضات إيران¡ اتفاقية شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة¡ ما دفع طهران إلى وقف الأموال المحولة إليه.
وأشارا إلى أن قرضاي يسعى¡ في الوقت الحالي¡ إلى استلام سلطة الميليشيات التي دعمتها الـ«سي آي إيه» لاستهداف مسلحي تنظيم القاعدة وقيادييه¡ معتبرين أن ذلك سيؤدي إلى تدمير جزء هام من خطط إدارة الرئيس الأميركي¡ باراك أوباما¡ القاضية بمقاتلة المسلحين¡ في الوقت الذي من المقرر أن تنسحب القوات الأجنبية العام المقبل.

قد يعجبك ايضا