* يتواصل زخمه هادراً بإرادة الصمود
استطلاع / ماجد حميد الكحلاني
استكمالا لدائرة استهداف المواطن اليمني في قوته ولقمة عيشه عبر الحصار وتدمير مقدرات اليمن الاقتصادية والانتاجية، و ضرب ما تبقى من مقومات حياته، جاء قرار الفار هادي بنقل البنك المركزي اليمني إلى عدن في محاولة جديدة لإذلال الشعب اليمني ورهانهم على الورقة الاقتصادية بعد أن فشلوا في كسر إرادته وصموده طيلة أكثر من عام ونيف بعدوانهم العسكري وأدواتهم من المرتزقة في الداخل.. الاستطلاع التالي يسلط الضوء على أبعاد وأهداف تصعيد العدوان سلاحه الاقتصادي وردود أفعال الشارع اليمني وتفاعلهم في التصدي لحرب العدوان الاقتصادية القذرة وإنجاح الحملة الوطنية لدعم البنك المركزي التي دعا لها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: فإلى الحصيلة:
بإيعاز أمريكي
في البداية تحدث الدكتور علي الطائفي عن ماوصفه “محاولة شرعنه سرقة أموال الشعب ونقل البنك المركزي بطريقة شرعية اللصوص” قائلا:
بعد أن عجزوا عن سرقة الشرعية التي يملكها الشعب وحده ومنحها للمجلس السياسي الأعلى وتلقيهم صفعة مدوية برؤيتهم ذلك التأييد الشعبي الذي حظي به المجلس بأكبر تظاهرة شعبية غير مسبوقة اصدر هادي بإيعاز أمريكي سعودي قراره بنقل البنك المركزي إلى عدن رغم أنه ظل يلتزم الحيادية الكاملة طيلة الفترة السابقة، وكان الخونة والمرتزقة يستلمون مرتباتهم قبل غيرهم من أبناء اليمن الشرفاء، لا لشيء إنما لتعامله بمسؤولية وبنفس المسافة من الجميع، لتجنب أي لغط قد يفضي إلى الإضرار بالموظف البسيط و التلاعب بلقمة عيش أسرته.
وأضاف الطائفي قائلا: هادي بهذا القرار يؤكد فيما لا يدع مجالا للشك أنه لا يمتلك أي شرعيه لقياده هذا الشعب بأي حال من الأحوال لأنه من الاستحالة بمكان أن يحكم رئيس دولة (حر) على شعبه الذي يزيد عن 25 مليون نسمة بالإعدام الجماعي فقط لمجرد شعوره بالهزيمة النكراء التي لحقت به وبأسياده ومرغت أنوفهم و جباههم في الوحل .فضيحة للعملاء
وخاطب الدكتور الطائفي ناصحا عملاء الرياض قائلا: نصيحة للفار هادي ومن معه أن لا يتحملوا ما لا يستطيعون حمله ولو حتى لمجرد الكلام أو قرارات على الورق فقط، فقد رأينا في عام 2013 م عندما كانت تنهال عليهم أموال العمالة والارتهان من كل مكان، ورغم ذلك صعد لنا ذات يوم رئيس وزرائهم ليقولها وبالفم المليان أن “البنك خالٍ تماما من أي أرصدة مالية وأن الدولة لا تستطيع دفع رواتب الموظفين لهذا الشهر وجميع الأشهر القادمة”… وأردف متسائلا: فماذا كان سيعمل هؤلاء في ظرف مثل ظرفنا هذا و حال كما هو حالنا اليوم و العالم كله يتكالب علينا ويتآمر ضدنا .
وتابع الطائفي قائلا : الأحرى بهم أن يتعلموا من رجال الله كيف قاموا بالدولة لأكثر من عام و نصف العام من العدوان وفي ظل أشرس حصار بري وجوي وبحري مع منع كل الإيرادات المفروض إيداعها في البنك المركزي خلال تلك الفترة، إلا أنهم صمدوا وما يزالوا وبالتالي كانت الحقوق تصل لجميع موظفي الدولة من أبناء البلاد شرقه وغربه شماله وجنوبه، شرفائه وخونته.
وأستطرد مؤكدا : أن هادي ومن معه ستقع بهم شر فضيحة من الشهر الأول لتبنيهم موضوع البنك كما سيعجزون عن إعطاء المخصصات المالية لعملائهم قبل خصومهم.. مشيرا إلى حال البنك المركزي كيف سيكون تحت أيدي مجموعة من اللصوص لم تشبع من أموال العمالة والارتزاق وبيع دماء اليمنيين وأعراضهم، حتى تنهب الموظف البسيط راتبه المتواضع ومصدر الإعالة الوحيد له ولأسرته ..
خمسة مليارات دولار
كما تحدث الدكتور علي الطائفي عن معلومة لا يعلمه البعض حد تعبيره قائلا: هناك ما يزيد عن خمسة مليارات دولار في البنوك الخارجية كان من المفترض توريدها للبنك المركزي بصنعاء وهذا مالم يتم بفعل أوامر قوى العدوان بقيادة النظام السعودي، ما دفع هادي و بن دغر للتفكير طمعا بالاستحواذ عليها حال نقل البنك إلى عدن في ظل غياب للحكومة والجيش واستقرار الأمن.. عدن التي باتت مرتعا للدواعش وعناصر القاعدة والجونجويد وغيرهم من شذاذ الآفاق الذين جلبتهم أمريكا للمشاركة في العدوان على اليمن من كل حدب وصوب..
وتساءل : كيف سنأمن على أموال اليمنيين بين أيدي تلك المجموعات المتمرسة والفريدة من المرتزقة واللصوص، والفار هادي ومن معه لا يأمنون على أنفسهم في عدن رغم أنهم لا يساوون شيئا في حقيقة الأمر.
85 % تدار من صنعاء
مع ذلك يؤكد الدكتور علي الطائفي “ القرار سيظل مجرد حبر على ورق” .. مختتما حديثه قائلاً: لا يمكن أبدا تطبيقه بشكل عملي على أرض الواقع ويعكس حقيقة نوايا من يزعمون شرعيتهم في فنادق الرياض اتجاه الشعب اليمني وتنصلهم عن تحمل مسئولية دولة وشعب بأكمله.. وفضلا عن كون 85 % من التعاملات التجارية والاقتصادية تدار عن طريق البنك المركزي في صنعاء علاوة على ذلك فإن كل البنوك التجارية والمصارف والمؤسسات العامة والخاصة مرتبطة بشكل كلي بالبنك المركزي في صنعاء، وهكذا عوامل من جهتها ستسهم في فشل قرار هادي الأمريكي السعودي المتمثل في نقل البنك المركزي إلى عدن، وليعلم الخونة والمرتزقة أنهم ليسوا أكثر من مجرد “لصوص شرعية”! ليصلوا بها إلى “شرعية اللصوص” فقط لا غير ..
مشاريع تآمرية
من جانبه تحدث الناشط والكاتب حميد دلهام عن مؤامرات عملاء الرياض ضد الوطن عبر مخطط استهدافه ومحاولة تدميره وتمزيقه بأجندة فرضتها قوى الاستكبار بواسطة النظام السعودي وصولا إلى الضغط واللعب بالورقة الاقتصادية قائلا:
لقد تسبب هادي ومن معه في فنادق الرياض ويزعمون شرعية بقائهم على سدة الحكم في إتلاف والقضاء على كل ما هو شيء جميل في حياة المواطن اليمني، وبالمقابل فإن من يلمس الأداء المتميز للبنك المركزي، ونجاحه الباهر في تقديم خدماته للوطن والمواطن وبكل حيادية ونزاهة خلال أشهر العدوان على مدى عام ونصف سيدرك لماذا يصر هادي على استهدافه..
واضاف: هادي ومن ورائه من هالة وشبكات ومشاريع تأمرية لاستهداف للشعب، يثبتون ذلك ومن خلال يوميات عدوانهم وأنهم ضد الشعب اليمني.. لن يدعوا له حتى بصيص أمل للعيش بحياة كريمة، فاستهداف البنك المركزي وإدارته الحالية محاولة بائسة وجديدة لقوى العدوان وأذيالهم، رغم أن البنك أثبت حيادتيه وانه على مسافة واحدة من كل الأطراف وتعامل مع الأوضاع باتزان ومرونة منقطعة النظير..
قناعة تتعزز
دلهام يؤكد زيف دعاية العدوان ومرتزقته ويقول: “الادعاءات والمؤامرات التي يحيكها العدو بواسطة عملائه ممثلة في هادي وبقية المرتزقة القابعين في فنادق الرياض باتت مفضوحة.. لن تنطلي على شعب الأيمان والحكمة، الذي أضحى هو الأخر يدرك جيدا ما يهدف له العدوان وأدواته.. الأمر الذي عزز قراره بالمضي في معركة دفاعه عن نفسه وأرضه وعرضه، قرار لا رجعة عنه.
وأختتم الناشط حميد دلهام حديثه مؤكدا: أن لا مجال للاستسلام، وأن لا مساومة على المقاومة الحقيقية في وجه العدوان وأدواته والثبات في خندق الدفاع ودحر كيد المعتدي وازلامه ومرتزقته، حتى وان اتبع المعتدون سياسة الأرض المحروقة، وذهبوا بعيدا في حقدهم ومحاصرتهم وتجويعهم لشعبنا العزيز، فهم لن يجدوه الا حيث يجدوه دائما، شامخا مدافعا، يُذيقهم من بأسه الكؤوس المُرة، ومن صموده وثباته يُريهم مالم يتوقعونه أو يخطر لهم على بال..
إعلان فشل
الثورة المستمرة من أجل الحرية والحياة الكريمة.. عبر عنها بوضوح قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير مؤكدا ان مواجهة العدوان جزء من الثورة على طغيان وتسلط بني سعود و سواهم على البلاد منذ عقود…
وحول ذلك يتحدث الشيخ عبدالمنان السنبلي قائلا:
أن ما يغفله هؤلاء المتغطرسون هو أنهم لا يعرفون حقيقة هذا الشعب الأبي الشامخ المعطاء وقدرته العجيبة على التكيف مع تقلبات الحياة والتأقلم على متغيراتها بصورة تعكس عراقة هذا الإنسان الصابر و المجاهد منذ الأزل، فهم إن حاصرونا وحاربونا في لقمة العيش ما لجأوا إلى هكذا خيار إلا لكونهم تيقنوا من فشلهم الذريع في الجانبين العسكري والسياسي وانه لم يعد بإمكانهم التقدم خطوةً واحدةً للأمام، لذلك فإنهم يحاولون من خلال استخدام الورقة الاقتصادية والتضييق على شعبنا معيشياً أن يحققوا مالم يستطيعوا تحقيقه في ساحات المعارك لعلهم بذلك ينالون من صمود شعبنا و إصراره على التحدي !
هو اليمني..
وتساءل الشيخ عبدالمنان.. ما دلالة لجوء العدو إلى هذا الخيار القذر تاركاً وراءه خيارات المواجهة في ساحات المعارك و قد توفر له من السلاح والعتاد أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا البشر في هذا المجال ومن الثروة والمال ما لم يتوفر لأحدٍ قبله من العالمين ومن الحلفاء ما لم يستطع أحدٌ جمعه من قبل في تاريخ الحروب كلها؟!.
وخاطب السنبلي قوى العدوان قائلاً:.. أما علمتم أن اليمني وهو الفقير المعدم يكدح ويشقى ويسعى في الأرض حتى يدخر له مالاً يشتري به سلاحاً آلياً أو “جنبيةً” أو أيَّاً من متطلبات الدفاع… فكيف لمثل هكذا إنسان أن يهاب الحاجة و شظف العيش ؟!.
ومن لم يخافوا الموت في ساحات الوغى لن يخافوا الموت جوعاً.. حاصروا ما شئتم و كيف شئتم، فسنزرع أرضنا ونقتسم كسرة الخبز فيما بيننا ونكتفي بالقليل كما كان يفعل أجدادنا على أن لا نركع أو نخضع لكم أو لغيركم، وليس غريباً على أحفاد أبي جهل، أن حاصروا أجدادهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن معه من المستضعفين ومنعوا عنهم الأكل و الشرب و كل سُبُل الحياة فيما عُرف تاريخياً بحصار الشِعب.
سخرية المرتزقة
حتى الخمسون والمائة ريال التي اعتبرها قائد الثورة مجزية عن المواطن دعما ومساندة للبنك المركزي لم تكن إلا استنهاضا لثورة الوعي عند كل فرد بأهمية دوره في التحدي والمواجهة للعدوان ومشاريعه.. فالخمسون والمائة ليست المستهدفة وإنما اليد التي ستدفعها والعقل والوعي الذي سيتشكل عند كل مواطن بأنه جزء أصيل في الوطن ودعمه ومساندته وان مجهود صاحبها يراكم وعيا جمعيا ثوريا مهولا مكوناً من إرادة و تضحيات وقناعات أكثر من عشرين مليون مواطن مقاتل مواجه للعدوان و لديه وعي وثقافة التحدي له ..
ذلك ماشددت عليه الناشطة الإعلامية تسنيم عبدالمجيد ، واضافت: إن السبب الرئيسي في تدهور الاقتصاد رغم وجود عدوان طال أمده لأكثر من عام ونيف هي أفعال وتصرفات من يسيئون للحملة حاليا عبر تعمدهم المباشر العبث بالعملة من خلال الكتابة عليها أو تمزيقها للتأثير سلبا على الاقتصاد الوطن، فضلا عن قيام عناصر يتبعون حزب الإصلاح بشن حملات تحريضية- قبل أن يبدأ العدوان على اليمن – لسحب النقود من البنوك بزعم الحرص على عدم ضياعها ونهبها ما أثر ذلك سلبا على الاقتصاد وتدهوره نوعا ما، ناهيك عن أساليب العدوان الرخيصة للضغط على الشعب اليمني.
من هنا تؤكد تسنيم أن لاخيار أمام اليمنيين.. وتقول: نحن أمام خيارين إما عدم المبالاة وجعل العدو يتمكن منا وبالتالي يركعنا لأطماعه ويتحكم بكل أمورنا وفق ما يريد أو أن نعمل جميعا على مواجهتهم ودعم بلادنا والحفاظ عليها من خلال فتح حساب في البريد أو أي بنك أو التبرع للحسابات المخصصة والمعلن عنها تلبية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي– حفظه الله- كأقل واجب نقدمه لإسقاط رهان العدو على ورقته الاقتصادية الأخيرة والمتمثلة في نقل البنك المركزي الى عدن.
لماذا 50 ريالاً
واختتمت عبدالمجيد حديثها قائلة.. إن من يسخرون من كلام السيد حين أوعز بقوله تبرعوا ولو بخمسين ريالاً فأذكرهم أن الذين ذكرهم الله في القرآن وهم يسخرون من التبرع هم المنافقون حين سخروا من المؤمنين الفقراء الذين تبرعوا ببعض تمرات.. قال تعالى في سورة: التوبة: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) فصدق الله العظيم… ولتعلموا أن الله قادر على نصرنا في يوم ولكن ليختبرنا ويعرف موقفنا وماذا سنقدم في سبيل الله، لنحظى بتأييده ونصره.
استنهاض الوعي
بدوره يرى الناشط والإعلامي مختار الشرفي إن خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الأخير كان خطاباً ثوريا أستهدف ثورة في الوعي تجاه الخيارات الصحية والمنطقية .. ويقول: إنه الخطاب الثوري المستنهض للوعي وكل الطاقات والإمكانات للشعور بالقدرة على التغيير والمشاركة في صناعة التاريخ و تعزيز خيارات الصمود والتضحية عند الجميع.. فالعالم كله لا يحقق طموحاته وأحلامه من دون وعي ومن دون الإحساس اليقيني بقدرته على فعل ذلك هذا ما ركز عليه خطاب السيد عبدالملك الحوثي وهو ما استهدفه في وعي الناس، مقابل إصرار عدو هذه الثورة على أن يحبطه ..
وحول الدعوة إلى حملة شعبية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي التي أطلقها قائد الثورة تحدث الشرفي قائلا: لقد رحب ولبى لدعوة غالبية أبناء الشعب اليمني وما يزالون في توافد كبير على مراكز البريد للتبرع ودعما للبنك المركزي.. وهكذا خطوة وإجراء يعد صحيحاً وسليماً علماً أنه ليس هناك أي إفلاس مالي، والعملة الصعبة في البنك المركزي في وضع آمن ومطمئن ولكن كانت الدعوة لدعم البنك من أجل توفير السيولة النقدية من العملة المحلية بعد سحب كمية كبيرة من العملة المحلية من السوق عبر أدوات الغزاة والمحتلين واتلافها..
للساخرين من الحملة..!؟
ومقابل دعوة السيد القائد للتبرع بمبلغ زهيد لصالح البنك تزامن معها أن شنت الآلة الإخوانية عبر ناشطيها وأبواقها المأجورة موجة من السخرية واللغط غير مدركين أن من يدعم خيارات الثورة ضد الظلم والاستبداد والوصاية بـ”خمسين ريالا” يساوي في وعيه وثقافته وانتمائه ويمنيته من يدعم بمليار ريال لأنه دفع مبلغا زهيدا لم يقصد منه تزلفاً أو انتظار عائد معنوي أو مادي..
الناشط والصحفي مراد راجح شلي تحدث من جانبه بقولة
بيد أن اليمنيين أدهشوا العالم منذ بداية العدوان ضاربين أروع معاني الوطنية والصمود والعيش بشموخ وسط عدوان وحصار لأكثر من عام ونصف العام ما تزال السعودية وأمريكا تشنها على اليمن الأرض والإنسان، الذي صمد بوجه أوراقه سيما آخرها الاقتصادية والتي سنتجاوزها بإذن الله وهيهات أن ينساق وراء هكذا ترهات يدأب مرتزقة العدوان لترويجها .. وسيذهلون العالم بحملتهم الوطنية لدعم البنك المركزي ويتحدث عنها العالم باسره .
أمثلة مشابهة كثيرة
وتابع شلي قائلاً : إن الرئيس الماليزي مهاتير محمد دعا الماليزيين في تسعينيات القرن للتبرع للبنك المركزي إثر تعثر اقتصاد بلاده عقب موجة النمور الأسيوية الشهيرة، كما سبقها بثمانية أعوام أن دعى الرئيس الكوري الجنوبي شعبه الكوري الجنوبي بدعم البنك المركزي.
وأضاف: الأمثلة عديدة وكثيرة على طول الأمم والدول الكبيرة اعتمدت في مواجهة تحدياتها الاقتصادية على هكذا خيارات لعل آخرها دعوة الرئيس السيسي لشعبه المصري للتبرع للبنك ولو بجنيه وهي فئة نقدية اقل من الخمسة الريالات لدينا، في حين لم يكن على بلاده أي عدوان ولا حصار يذكر كما هو حاصل في بلادنا .
إن مفتي السعودية دعا مؤخرا السعوديين للتبرع بالمال للجيش السعودي ومع هذا لم تنبس الآلة الإعلامية الإخوانية لحزب الإصلاح ببنت شفة وأخرست ألسنتهم تماما.. غير أنهم عمدوا إلى محاولة تشويه الحملة الوطنية لدعم البنك اليمني كونهم ليسوا متضررين ويتلقون المال من أولياء نعمتهم آل سعود، كما لم يكن المواطن اليمني في يوم من الأيام ضمن اهتماماتهم .
نصيحة فحسب
لذلك يشدد مراد شلي على توجيه نصيحة عامة قائلاً: على اليمنيين ان لا ينساقوا وراء الآلة الإعلامية الاخوانية ويروجوا من دون قصد لموجة السخرية الموجهة ضد الحملة الوطنية لدعم البنك المركزي الهدف منها إفراغ مفهوم الوطنية من اليمنيين وصولا للإضرار الاقتصادي والمعيشي المباشر بكل مواطن يمني .
وأختتم الصحفي مراد شلي مشيدا بموقف وتفاعل أحد أصدقائه من اليمنيين الذين يعيشون خارج البلاد قائلا: لدي صديق في لندن أرسل لي صورة لحوالة مالية بمبلغ سبعمائة دولار ارسلها لأخيه في اليمن دعما منه للحملة الوطنية لدعم البنك المركزي اليمني.. وقد أكد لي شخصيا أن يعتبر المبلغ يسيراً حيال ما يحاك ضد يمنهم من مؤامرات ودسائس خبيثة يحيكها العدو الغاشم والمتربص ببلادنا وشعبنا.
لاوجه للغرابة
*الكاتب والمستشار النقابي محمد علي المؤيد يتحدث هو الأخير قائلاً:
يسخرون من دعواتنا وتفاعلنا مع حملة التضامن والتبرع لصالح البنك المركزي اليمني لإنقاذ الاقتصاد والشعب اليمني وسط عدوان وحصار غاشم ما يزال في أوجه منذ أكثر من سنة ونصف، كأنه حدث لأول مرة في التاريخ بأن يتبرع الشعب للبنوك، غير مدركين تجاوز شعوب أخرى سيما الماليزي والكوري وغيرهما… تحديات بلادهم الاقتصادية بل وحققت نجاحا وخروجا آمنا من الإنهيار المحدق حينها.
صمود مستمر
وأضاف المؤيد قائلا.. أليس من باب أولى أن تستغربوا من صمود البنك المركزي اليمني وتوجهوا له التحية من خلال استمراره في دفع المرتبات للموظفين طوال فترة العدوان السعودي على مدى عام وتسعة أشهر، رغم شحة الموارد والحرب الاقتصادية الضروس على الشعب اليمني شنت من قبل العدوان حتى اللحظة.
واختتم حديثة بتأكيد قرار نقل البنك المركزي حقيقة عملاء ومرتزقة العدوان السعودي الأمريكي الذين يتشدقون باسم الشرعية.. قائلا: أنهم لا يحملون أي شعور بالمسؤولية تجاه الشعب اليمني بل ولديهم استعداد تام لقتل الشعب بأكمله واﻹضرار به وتجويعه وحصاره وضرب مصالحه ومحاربته في لقمة عيشه وتحويله إلى شعب متسول مقابل أن تتحقق مشاريع ومخططات أسيادهم أو مقابل أن تسلم لهم مصالحهم الخاصة .