الثورة نت /..
حثت منظمة أطباء بلا حدود أعضاء مجلس الأمن الدولي على اتخاذ إجراءات جريئة وعمليّة في اجتماعه لضمان أن يشكّل العام 2016 آخر عام تقصف فيه المستشفيات في اليمن على نطاق واسع في الوقت الذي يتفرّج فيه العالم بصمت على هذه الهجمات.
وأكدت المنظمة في تقريرين لها حول نتائج التحقيقات الداخلية التي أجرتها على الهجومين على مستشفى عبس في محافظة حجة وعيادة منظمة أطباء بلا حدود في مدينة تعز اللذين تديرهما وتدعمهما أنه منذ تمرير القرار رقم 2286 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في شهر مايو الماضي، لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة وواضحة لتجسيد النية الضمنية لهذا القرار.
وأشارت المنظمة في تقريرهما، حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منهما، إلى أن الهجومين الذي اعترف التحالف الذي تقوده السعودية بمسؤوليته عنهما تسببا في وفاة 20 شخصاً معظمهم من المرضى وجرح 32 آخرين وتدمير المرفقين، لافتة إلى أن المنظمة تتفاوض مع التحالف الذي تقوده السعودية وأعربت عن مخاوفها الشديدة حيال الهجومين.
وأوضح تقريرا المنظمة أن الهجومين تسبباً أيضاً في إيقاف الأنشطة الطبية التي تنفّذها المنظمة مما حرم السكان الذين يعانون أصلاً من أوضاع صعبة من الرعاية الصحية بالإضافة إلى انسحاب المنظمة من ستة مستشفيات في شمال اليمن نتيجة لقصف مستشفى عبس منتصف أغسطس الماضي.
وقالت المنظمة: “إنه على الرغم من ظهور اختلافات كبيرة في الظروف المحيطة بالهجومين، إلّا أنه في كلتا الحالتين طال الهجومان المرافق الطبية العاملة بكامل طاقتها ولم يتم احترام الحصانة التي يجب أن تحظى بها البعثة الطبية”.
وأضافت: “كما استنتج التحقيقان الداخليان في هجومي عبس وتعز أنه لم يتم المساومة على مبدئي الحياد وعدم التحيز اللذين يعمل على أساسهما المرفقين قبل وقوع الهجومين، لذلك فلم يتوفر سبب مشروع لمهاجمة المرفقين”.
وأكدت أن تفاصيل الهجومين الموثّقة في التقريرين تشكل مؤشرات قاطعة عن الطريقة التي تُشَّن بها الحرب في اليمن، حيث يبرز تجاهل مطلق لحياة المدنيين.
وكرّرت المنظمة نداءها لاحترام مبادئ القانون الإنساني الذي يحمي المدنيين والمرافق الطبية والمرضى والموظفين وبالتالي يقلّص من الخسائر البشرية الهائلة التي يتّسم بها هذا النزاع.
يذكر أن منظمة أطباء بلا حدود بدأت عملها في اليمن في العام 1986 ، وفي بداية العام 2015 مع بدء العدوان على اليمن وتسبّبه بازدياد هائل للاحتياجات الإنسانية والطبية، وسّعت المنظمة نطاق استجابتها، ويعتبر عملها الحالي في اليمن ثالث أكبر عملية تنفّذها المنظمة على مستوى العالم.
وقبل 15 أغسطس الماضي، كانت منظمة أطباء بلا حدود تعمل في 11 مستشفى ومركزاً صحياً في اليمن وتقدّم الدعم لـ18 مستشفى ومركزاً صحياً آخر في 8 محافظات يمنية هي؛ تعز وعدن والضالع وصعدة وعمران وحجة وإب وصنعاء، ولديها أكثر من ألفين موظف بينهم 90 موظفاً دولياً.