حمدي دوبلة
أرادت الأقدار ان يكون يوم الـ26من كل شهر يوما لذكرى شهرية اليمة في حياة اليمنيين ففي هذا اليوم من شهر مارس 2015م بدأ تحالف قوى الطغيان والاستكبار في عالم اليوم عدوانهم الوحشي على اليمن ولايزال حتى وهو يكمل شهره الـ18يواصل هواياته في قتل الشعب اليمني وتدمير مقومات حياته.
عدوان كوني بصبغة سعودية وتحت عباءة العروبة والاسلام يهدف ولايزال وبكل ما اوتي من قوة لوأد احلام اليمنيين في التحرر والانعتاق من كل اشكال التبعية والوصاية الخارجية والتحكم بقراره الوطني وحرية استغلال ثرواته ومقدراته
لا أدري ما اذا كان اختيار يوم الـ26بالذات لانطلاق عاصفة الحقد السعودي الأهوج على اليمن على علاقة بيوم الـ26من سبتمبر الذي قرر فيه اليمنييون قبل 54عاما تفجير الثورة السبتمبرية المجيدة ضد حكم الإمامة الكهنوتي واعلان عهد جديد من الحرية والانعتاق وهو الأمر الذي اغضب حينها انظمة التخلف والرجعية ممثلة في النظام السعودي الذي هب وقتها بكل امكانياته لوأد الحلم اليماني في المهد واشعل حروبا ضروسا استمرت لسنوات قبل ان يستسلم لإرادة الشعب اليمني وطوفانه البشري الهادر.
تراجع نظام آل سعود منهزما أمام ثورة سبتمبر 1962م بعد ان ادرك استحالة تحقيق مآربه من خلال الحرب المباشرة فعمل لاجهاض المسيرة اليمانية متخفيا ومن وراء حُجب ومن خلال تخصيصه لأموال طائلة في شراء الذمم والولاءات في الداخل اليمني وحول العالم وبالتالي ظل القرار السعودي حاضرا وبقوة في المشهد السياسي اليمني طوال فترة ما بعد نجاح الثورة السبتمبرية الأم وكافح جاهدا في سبيل إبقاء اهداف هذه الثورة حبرا على ورق ورهينة لأمزجته المريضة واهدافه الخبيثة ونواياه المبيتة ضد الشعب اليمني وتطلعاته المشروعة في الحياة الكريمة كباقي الشعوب على هذه المعمورة.
اليمنييون يحتفلون بالذكرى الـ 54لثورة سبتمبر هذا العام وللعام الثاني على التوالي والوطن يعيش تحديات وصعوبات قد تكون الأخطر والأكثر تعقيدا في تاريخه القديم والمعاصر بعد وجد نفسه أمام مؤامرة دولية بقيادة سعودية أرتأت أو هكذا صورت لهم عقلياتهم المريضة بأن اسلوب محاربة اليمنيين بصورة خفية لم يعد كافيا بعد ان بدا لهم ان التحرك الثوري الجماهيري في الميدان والمتمثل في ثورة الـ21من سبتمبر ماض في مسيرة التحرر والانتصار للشعب الوطني وبوسائل اكثر وضوحا وشفافية في ملامسة الجرح الوطني واختيار العلاج اللازم لمداواته والمضي قدما في ترجمة الأهداف السبتمبرية على ارض الواقع دون الالتفات الى المؤثرات والتجاذبات وتلاعب القوى السياسية والأنظمة في الجوار.
هذه الاهداف والتوجهات العظيمة لثورة الـ21من سبتمبر واصرار قادتها على الانتصار للثورة السبتمبرية الأم كانت بمثابة الكابوس المزعج في عقول أعداء الثورة اليمنية حينها فقدوا تفكيرهم وأقدموا على حماقتهم بإعلان العدوان الأكثر وحشية ودموية في العصر الحديث.. ناسيين بأن إرادة الشعب اليمني وإصراره على بلوغ حقوقه وتطلعاته المشروعة اقوى واكبر من كل تحالفاتهم وترساناتهم الحربية وهاهم بعد قرابة العامين يراوح الاعداء نقطة الصفر ولم يحققوا أيا من اهدافهم الخبيثة بل ويتعرضون وبشكل يومي لهزائم نكراء على أيدي ابطال الجيش اليمني واللجان الشعبية والذين حولوا اسلحة الاعداء وترساناتهم الحربية الحديثة إلى أضحوكة أمام عيون العالم.
لقد سطر الشعب اليمني ومقاتلوه الابطال في الجيش واللجان ولايزالون ملاحم بطولية عظيمة وهم يتصدون لهذا العدوان الغاشم ويكشفون ضعفه وهشاشة وحقارة اهدافه أمام شعوب الارض قاطبة والتي باتت تنظر بعين الإكبار لهذا الشعب الأبي والفقير وهو يقارع وحيدا امبراطوريات المال والسلاح والنفوذ العالمي ويهزمه بعتاد زهيد وعدة قليلة ولكن بإيمان وثقة كالجبال الرواسي بنصر الله وعدالة القضية.
تأتي الثورة السبتمبرية الخالدة في ذكراها الـ54لتؤكد مجددا بأن شعبا يمتلك هذه القيم الانسانية الرفيعة ما كان له ان ينهزم ابدا حتى وان اجتمعت وتكالبت عليه قوى الأرض جميعا ورغم كل ما يمر به الوطن من ظروف وعدوان سافر لم يمنع اليمنيين من التوقف عند هذه المحطة السبتمبرية الخالدة للتأكيد على ديمومة وتجدد الحس الثوري المتوثب في نفوس وعقول كل ابناء الشعب اليمني العظيم شاء من شاء وأبى من أبى وان لا شيء قد يحول دون تحقيق امانيه المشروعة ونيل حقوقه في السيادة والاستقلال والحرية والعيش الكريم ولا نامت أعين الجبناء.