عبدالسلا فارع
اعتقد البعض خطأ بأن الأحمر اليماني الصغير لكرة القدم سوف يكون فريسة سهلة في مسابقة كأس الأمم الآسيوي لكل المنتخبات التي قابلها خلال المرحلة الثانية من التصفيات، فيما أعتقد البعض الآخر بأن الأحمر اليماني وعطفا على الاستعدادات المبكرة سوف يكون له الكثير من الصولات والجولات التي قد تؤهله لتكرار ذلكم الإنجاز المتمثل بالوصول إلى المونديال العالمي وعبر الجهاز الفني ذاته بقيادة المدرب الوطني أمين السنيني.
الآن ما حدث في ختام التصفيات المذكورة جاء مخالفاً لكل التوقعات حيث أثبت المنتخب وبعيداً عما توقعه المراقبون والمتشائمون والمتفائلون معاً بأن مستواه الفني يسير من حسن إلى أحسن ليس لأنه خرج بنقطة يتيمة من تعادله الأخير أمام تايلاند بل لأنه وهو الأهم تجاوز الآثار والمضاعفات النفسية لنتائج المواجهات التمهيدية وأهمها الخسائر الثقيلة أمام المنتخب الأوزبكي الذي تصدر البطولة بنجاح وبالعلامة الكاملة.
لكن دون أن يكرر ذلك الفوز السابق على أحمرنا الصغير الذي خسر اللقاء بهدف يتيم وبصعوبة بالغة لكنه لم يخسر الأداء الذي ظل متطوراً حتى اللقاء الأخير أمام نظيره التايلاندي ليسفر عن التعادل الإيجابي بهدف لمثله وهذا يعكس حالة الرعب والإرباك للفريق المنافس وحالة التطور الملموس فنيا وذهنيا لمنتخبنا الواعد .
وفي السياق ذاته يتذكر القارئ الكريم بأني كنت قد أشرت في عمود سابق إلى أن الأحمر اليماني الصغير سوف يخوض المنافسات النصفية في ظل مناخات غير مؤمنة ويومها قلت دعونا جميعاً ننتظر بعيون متثائبة لنتائج الاستحقاقات القادمة لناشئة اليمن وهم يمثلون الوطن في أحلك الظروف وأكثرها تعقيداً وفي إطلالة أخرى عبر هذه المساحة من رياضة الثورة كنت قد دعوت الجميع لتقبل النتائج أيا كانت لأني أدرك جيداً بأن الأجواء النفسية والذهنية للمنتخب والجهازين الفني والإداري والناتجة عن معاناة الوطن غير المسبوقة سوف تلقي بظلالها على الجميع وهذا ما حدث للمنتخب والجهازين الفني والإداري بكل تأكيد دعوني أكون منصفاً أكثر لأقول بأن النقطة التي حصدها المنتخب ستظل من أهم النقاط الغالية والثمينة التي حصدتها منتخباتنا الوطنية المختلفة خلال مشاركاتها المنصرمة لأنها أتت والجميع يئن ويتوجع .. حيث السواد الأعظم مابين باحث عن الأمن والأمان أو لقمة عيش كريمة ولهذا ذاك قولوا معي للمنتخب وللجهازين الفني والإداري.
كثر الله خيركم فانتم لم تقصروا البتة ولقد اثبتم لنا جميعا بأنكم رجال الرجال والأمل المشرق والقادم لرياضتنا اليمنية .
وعن المنتخب وما قدمه في التصفيات الأخيرة جاء وحده البرعم الجميل عزت عزالدين الزريقي ليؤكد ثقته الكبيرة بعناصر المنتخب حيث توقع الزريقي الصغير عزت بن عزالدين بأن المنتخب لم يخرج خالي الوفاض وبأنه سياتي بأغلى نقطة في تاريخ رياضتنا اليمنية .
هاتفني أحد الأصدقاء الأعزاء بعد أن قرأ عمودي السابق فقال معقول يا عبدالسلام أنت من لقبك البعض من مناصري الصقر بمحمد الصحاف حينما كنت تبرر لهم الهزائم المتلاحقة تأتي اليوم لتصف المنحة المالية لشوقي أحمد هائل للنازحين من الإعلاميين الرياضيين من الحالمة تعز بالانتقائية قلت له أجل .
ولولا حبي العميق للهائل شوقي وحرصي الشديد على أن تصل لمساته المفعمة بالبر والإنسانية كل من يستحقها لما فعلت ذلك . ولم يعلق ذلك الصديق الذي يدرك عشقي للصقور بغير كلمة أفحمني.
وفي مكان آخر حدثني أحد ابرز القادة الرياضيين من محافظة تعز بالقول صدقني بأن الأستاذ شوقي لم يدر بأن منحته المالية وزعت بطريقة إنتقائية وغير عادلة . وأضاف وأنا على ثقة بأنه لو قرأ موضوعك بأنه سيتصل بك من أي مكان في العالم وسيصحح الاختلال الذي حدث . وهنا تداخل إداري آخر من ناد معين في تعز فقال: تشتوا الصدق يا جماعة شوقي دائما يضع ثقته بأناس لا يقدرون الثقة والأمانة خصوصا في مثل هكذا أمور وهذا ليس بعيب وبعدين ايش لكم من دخل فلوسه وهو حر فيها إن شاء الله يديها للجن .