الخليج يبكي.. والعالم يتفرج
محسن علي الجمال
ها هو العام الثاني من العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الغاشم والآثم على الشعب اليمني على مشارف الانتهاء على مرأى ومسمع عالم منافق ولئيم ظل ولازال يتفرج، ضاعت منه كل القيم وتجردت منه كل مشاعر الإنسانية وبيعت في أسواق النفط السعودي كل الضمائر وأهدرت كل الحقوق ودفنت كل المواثيق الدولية في مشهد مخز ومفضوح يكشف فيه حقيقة العالم بجمعه.
وبعد كل هذه المدة الزمنية التي تطاول فيها الكيان السعودي وتحالفه الشيطاني وتدخله السافر في شؤون اليمن الداخلية وإمعانه في ارتكاب المجازر البشعة والوحشية بحق أبناء الشعب اليمني رجالا ونساء وأطفالا حجرا وبشرا وحيوانات ومصانع ومزارع وغيرها تحت عناوين ومبررات وحجج واهية بهدف إركاع وإخضاع الشعب اليمني رغم استهداف النظام السعودي لليمن دينيا وسياسيا..إلخ منتهكا ومتحديا بأمواله كل القوانين والدساتير والأنظمة الدولية التي بيعت في سوق النخاسة والاسترزاق المهين على حساب دماء البسطاء والمستضعفين في الشعب اليمني خدمة لإرضاء النظام السعودي المتوحش ووفاء للشيطان الأكبر المتمثل في الكيانين الأمريكي والصهيوني.
ورغم تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله للنظام السعودي ونصحه وإرشاده في خطابه الأول من العدوان على اليمن من سقوطهم في الوحل والمستنقع اليمني إلا أن غطرسة وكبر النظام السعودي وتحالفه وترساناته العسكرية والإعلامية المهولة تجاهلوا بكلما نصحهم به لتدارك خطأهم ووقف عدوانهم وقوبلت خطابات السيد القائد بالاستهزاء والتعنت والإعراض والتمسخر، متناسين قوة الله وقهره وانتقامه من الظلمة والطواغيت على مر العصور.. وظنوا أن اليمن وقبائله وجيشه ولجانه سهلة الابتلاع مستغلين الظروف الاقتصادية وحالة الفقر التي يعيشها أغلب فئات وشرائح المجتمع اليمني.
وما إن مضى 40 يوما من صلف العدوان جدد السيد خطابه قائلا لهم “إذا تحرك الشعب اليمني بعد كل هذه المدة التي استهدف فيها لا نسمع صراخ وعويل وبكاء” وما إن أكمل السيد خطابه حتى استفتحت القوة الصاروخية للجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية وأرسل حممه البركانية بضربته البالستية الأولى الاستباقية الشهيرة والمدوية بصاروخ توشكا على تجمع الغزاة في منطقة صافر بمحافظة مارب وحول عتادهم وعدتهم إلى حصيد كأن لم تغن بالأمس.
وكان النصيب الأوفر للإمارات الأمريكية المتحدة التي زجت بجنودها وقادتها ففحمت أجسادهم وتناثرت وتطايرت أشلاءهم وكانت البداية الأولى للبكاء والنواح وتلطيم الخدود في دول الخليج ونكست أعلامهم ورجع من تفحم من جنودهم في توابيت مصندقة.
تلتها ضربات استباقية نوعية بصواريخ بالستية قتل فيها العديد من قادة التحالف الهمجي بما فيهم قادة للدواعش والقاعدة والجنجويد السوداني وبلاك ووتر الذين من بعد قتل قادتهم والتنكيل بهم فروا وهربوا وادكو الورطة التي وقعوا فيها والمنية التي جبلوا لها وولوا والى غير رجعة رغم تداريبهم العسكرية القتالية العالية وسرعان ما انصهرت وذابت وتلاشت أمام بأس وثبات المقاتل اليمني الذي يتمتع بسلاح فتاك أذهل وأخبل العالم كله .. والتي كانوا يتفاخرون بهم إلا أن دول الخليج وجيوشهم لم تتعض بهروبهم وتركتهم للإغراءات المالية الكبيرة ولا زالت تدفع بجنودها ومنافقيها إلى محارق الموت الجماعي.
ورغم مناورتهم وخداعهم للشعب اليمني باسم الحوارات والمفاوضات التي كانوا يريدون من ورائها رهانهم على الوقت وتحشيدهم المكثف في جميع الجبهات لكنها سرعان ماتبوء بالفشل وتنكسر وتتكسر وتجر أذيال الهزيمة النكراء صاغرة وحقيرة وذليلة أمام الصمود الأسطوري الرهيب والتلاحم الشعبي والقبلي التي تجلت الحكمة اليمانية في أبهى معانيها.. “وكلما اعدوا نارا للحرب أطفأها الله”.
وما إن بدأت مراحل الخطوات الاستراتجية التي تحدث فيها قائد الثورة وأربك وحير بهذه العبارة الخبراء والمحللين والسياسيين حتى هب الأبطال من الجيش اليمني واللجان الشعبية للثأر والانتقام وردع العدوان ونقل المعارك إلى داخل العمق السعودي في جبهات ما وراء الحدود وتغيير المعادلة وإعادة التوازن في معركة الاستنزاف على الأرض وتهاوت ولا زالت تتهاوى على أيديهم مواقع العدو السعودي واحداً تلو الآخر وجنوده وعناية الله ترافقهم وبأسه يحضر في تسديد ضرباتهم وسحقت فخر الصناعات الحربية العسكرية الأمريكية وجندلت ودعست ومرغت تحت أقدام الجيش اليمني ولجانه الذين هم اليوم يرفعون العلم الجمهوري اليمني على مشارف المدن السعودية منتظرين إشارة البدء في اقتحامها.
وإذا بالنظام السعودي المتهالك وجيشه المهزوم يصاب بالرعب فيشل ويفر ويهرب ويأتيه الموت من كل جانب حتى وصل الأمر إلى أن يتحدث العبد المستأجر والملقوف “عسيري” بأن الحوثيين يستخدمون السحر والشياطين حتى أصحبت طائراتهم تخطئ أهدافها في شن غاراتها ولم يدركوا إن معية الله حاضرة ونصره يهل نوره وعدده الصادق يتحقق لشعب مظلوم ومستضعف.
اليوم بدأ النظام السعودي يبكي كما بكت الإمارات قبله ويتباكى برحمة وإشفاق لمجلس الأمن والأمم المتحدة، معلنا عجزه وضعفه عن مواجهة جيشه في الميدان ويستغيث مطالبا بتوقيف الزحف الحوثي الذي توغل في العمق السعودي واستهدافه للمدن السعودية، معتبرا ذلك انتهاكا صارخا لحقوق الجار والمواثيق ومتناسيا ما عمله ويعمله بحق أبناء الشعب اليمني طيلة عام ونصف.
صبرا يا آل سعود.. أيتها الأسرة المتوحشة لقد حان الوقت لاستئصالكم واقتلاعكم من جذوركم، فابكوا كيفما شئتم فقد جهزت لكم المناديل لمسح دموعكم وستبكون دما لا دموعا، فالكأس الذي جرعتم به الشعوب العربية ستذوقون وباله وستشربون منه ولا مفر لكم وقريبا ستدق أبواب قصوركم ليصدق عز من قائل حكيم” ولنخرجنكم منها أذلة وأنتم صاغرون “.