أبناء الشهداء.. وجهة الإحسان الاجتماعي والرعاية الرسمية
استطلاع/أسماء حيدر البزاز
كباقي الأطفال يحلمون ويلعبون ويفرحون بحلول العيد غير أنها فرحة تخفي وراءها حزنا دفيناً وجرحاً عميقاً برحيل آبائهم جراء هذه الحرب القائمة على البلاد، وما ان حل العيد حتى تجددت في نفوسهم عواصف وغصص من الذكريات والحنين إلى أعياد كان دفء أحضان معيلهم (آباؤهم) حاضرا لإسعادهم وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم الصغيرة.. هي بالحق وقفة ودعوة إنسانية لإسعاد هؤلاء الأبرياء أيتام الشهداء، والتخفيف من آلامهم وتفريج كربهم..
* الطفل اليتيم خالد العقبي كانت أولى جولات محطتنا الاستطلاعية معه حيث يروي لنا واقعه وواقع أخوانه في العيد قائلا: هذا العيد مؤلم جدا بالنسبة لنا لأنه جاء بعد رحيل والدي الذي قدم روحه في سبيل الدفاع عن الوطن ، رحل وتركنا.. بعد أن كنا كل يوم نعيش واقع أيامنا الجميلة معه، فما كان من عيد يأتي إلا وقد وفر واشترى لنا مختلف متطلباته واحتياجاته من كسوة وحلوى وشراب وعسب، وأما هذا العيد نحتفل بتلك الملابس ذاتها من دون لفتة من أحد إلى حالنا والحمدلله على كل حال.
اليسير
* أم محمد ربوان هي أم لأربعة أيتام بعد استشهاد زوجها وجدت نفسها وحيدة وعاجزة أمام متطلبات واحتياجات أبنائها حيث تقول: مؤلم جدا أن ترى أبناءك الأيتام وهم يبكون يريدون كسوة عيد أو العابا مثل أقرانهم وأنت عاجز عن سداد وإيفاء ذلك بضغط الظروف فلا أملك إلا أن أغلق الباب علينا حتى لا يعلم الآخرون بحالتنا ونحن أناس عزيزون لا نمد أيدينا للسؤال ولا نشكو حاجتنا إلا لرب العباد.
مبادرات طيبة
* وأثناء إعدادنا لهذا الاستطلاع لفت انتباهنا مبادرة طيبة تقوم بها بعض النساء والفتيات الخيرات في منطقة شعوب بأمانة العاصمة واللواتي خصصن جل وقتهن في هذه الأيام العيدية المباركة في مساندة ودعم أيتام الشهداء بمختلف حلويات ومواد العيد. . حيث تفيدنا بشرى القحوم مسؤولة المبادرة أن ذلك جاء انطلاقا من الواجب الانساني والديني والوطني لهؤلاء الأبرياء أيتام شهداء الوطن من باب إسعادهم في عيدهم والوقوف معهم وإشعارهم بذلك وان المجتمع مهما كانت الظروف الاقتصادية المتردية لم ولن يتخلى عنهم. داعية مختلف الجهات المعنية إلى تبني مثل هكذا مبادرات ففي ذلك مثوبة عظيمة في الدنيا والآخرة.
كافل اليتيم
* الناشطة رقية زبارة، تفيدنا حول هذا الموضوع بداية استنادا لحديث رسول الله -صلوات الله عليه وآله (أنا وكافل اليتيم في الجنة) فما بالك وإذا كان اليتيم ابن شهيد ابن من ضحى وناضل ابن من قدم روحه رخيصة لأجل الله ولأجل وطن ولأجلنا نحن كي نعيش بعزة وكرامة وأمان. .
إن لم نهتم بأسر الشهداء فبمن نهتم..؟ إن لم تكن من أولوياتنا واهتماماتنا أولاد الشهداء فما هي أولوياتنا..؟ إن لم نضحي كما ضحى آباؤهم فمن أجل من نضحي..؟ هؤلاء حقا هم ملائكة الأرض وصناع النصر ألا يستحقون مننا أن نبادل الوفاء بالوفاء ولو بأقل ما يمكن وهو الاهتمام بأسرهم وهي مسؤولية الجميع وليست مسؤولية فرد أو مجموعة. كون تضحياتهم كانت لأجل وطن فيجب أن يكون واجبنا تجاههم بحجم وطن.
أولويات
* فؤاد الصياد – وزارة الأوقاف يقول: نحن في مجتمع فيه نسبة الإحسان والعطاء للأيتام أكثر من أي دولة في العالم بدليل أننا نواجه العديد من الأزمات والضائقة الاقتصادية ولكن نجد هناك صفات من التراحم والتعاون لكفالة الأيتام ع سواء من الأهل والجيران وهي صفة تغلب العامة من الناس ونحن في أجواء عيد الأضحى المبارك والناس يتجلون بمظاهر التوحد لا فرق بينهم جميعا إلا بالتقوى هي مناسبة أن ندعوا أنفسنا وغيرنا إلى أن نتفقد هؤلاء الأقرباء وغيرهم وهو ما أمرنا به ديننا الإسلامي الحنيف ، والحمد لله على نعمة الإسلام وما جاء به من عدة تشريعات تخدم الكافة وتحقق المصلحة للإنسان.
تفاعلات إيجابية
من الضروري بمكان أن نلمس ويلمس المجتمع تفاعلاً مشتركا بين منظمات المجتمع المدني وأجهزة الدولة على صعيد تفعيل الاهتمام بأيتام الشهداء معيشياً وتعليمياً وثقافيا وصحياً، وكذلك إشعارهم بأنهم جزء مهم من المجتمع لتعويضهم عن مأساة اليتم وفقدان المعيل والأب الحنون.. وتجدر الإشارة هنا إلى أننا لاحظنا في استطلاعنا هذا نوعاً من التفاعلات الإيجابية بين أبناء النازحين وأبناء الشهداء ولفيف المواطنين خلال الوقفة الاحتجاجية -أشرنا لها بداية هذا الاستطلاع – التي أقيمت في حديقة الصمود الترفيهية وشارك فيها ممثلو عدد من منظمات المجتمع المدني، نددت بصوت عالٍ باستمرار العدوان السعودي الغاشم على اليمن واستهداف البنية التحتية والمنشآت الحيوية والمدنيين.. مطالبة العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالعمل المسؤول والجاد لإيقاف العدوان, وتشكيل لجنة تحقيقات دولية محايدة للتحقيق في انتهاكات وجرائم العدوان ضد المدنيين..
وشدَّدَ الخبير الاقتصادي عبد العزيز الترب في كلمة ألقاها في الوقفة الاحتجاجية على ضرورة الاهتمام بأبناء الشهداء ورعايتهم تقديرا لعطاء آبائهم الذين بذلوا أرواحهم في معركة الدفاع عن الوطن، أو أولئك الشهداء الذين استشهدوا تحت صواريخ القصف الهمجي لدول تحالف العدوان الذي طال المنازل والمجمعات السكنية الآمنة.. مؤكداً أن جرائم العدوان ضد المدنيين والأطفال جريمة لا تغتفر وأن على قُوَى العدوان أن تقرأ التاريخ جيداً لتعلم أن الشعب اليمني لا ترهبه أي قوة ولا تركعه أية اعتداءات لأنه لا يركع إلا لله وحده.. مشيراً إلى أنه إذا كان هناك مبادرة للحل في اليمن فعليهم أولاً إيقاف العدوان على اليمن وكل أبنائه من القصف الإجرامي الذي يستهدف المدنيين والأطفال ومقومات الحياة.. مشيراً إلى أن قوى العدوان قد انتهكت كل شيء في اليمن.
من جانبه أشار رئيس الحركة الوطنية للبناء والتنمية يحيى الباشا إلى أن أبناء الشهداء والجرحى والنازحين وكل أطفال اليمن قد تعرضوا لجرائم وحشية من قبل العدوان وحلفائه في قراهم ومدنهم ومدارسهم فضلاً عن الأذى والترهيب النفسي المصاحب للجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي في حق الشعب اليمني منذ نحو عامين .
مبيناً أن استهداف طيران العدوان بثلاث غارات محيط حديقة الصمود المخصصة لألعاب أطفال النازحين وأطفال الشهداء والجرحى يوم أمس يعتبر اعتداء وتهديداً مباشراً لحياة الأطفال ويعتبر جريمة لا يمكن السكوت عليها.
وقد واصلت حديقة الصمود الترفيهية المخصصة لأطفال النازحين وأبناء الشهداء والجرحى استقبال زوارها من الأطفال المستهدفين في برنامج “أعيادنا أمن وسلام” الذي تنظمه الإدارة العامة للتوجيه المعنوي والعلاقات بالشراكة مع الحركة الوطنية للبناء والتنمية.