استشهاد وإصابة الآلاف من النساء والأطفال وآلة القتل مستمرة أمام أنظار العالم
الأسرة / زهور السعيدي
اليوم ونحن نعيش هذه الأيام المباركة في الشهر الحرام يواصل العدوان السعودي الأمريكي هواياته في قتل الأبرياء وإزهاق أرواح الأطفال والنساء ولا تكاد تخلو جريمة لطائرات العدوان من سقوط شهداء من الصغار والنساء، ولعل آخر تلك المجازر سقوط تسعة من النساء والأطفال في قصف منزل بمنطقة أرحب محافظة صنعاء الأسبوع الماضي ليضافوا إلى الآلاف من الضحايا الأبرياء من هذه الشريحة الاجتماعية الأكثر ضعفا في المجتمع والهدف المحبب لطائرات العدوان :
أحداث غريبة ومؤسفة ومواقف معيبة سجلتها دول ومنظمات دولية إزاء جرائم وانتهاكات العدوان السعودي طيلة الثمانية عشرة شهرا الماضية وكانت الطفولة والأطفال في اليمن في صدارة قائمة الضحايا والمتضررين من هذا العدوان الهمجي المتواصل والذي لا يعطي اعتباراً لحقوق الإنسان .
تداعيات
الآثار والتداعيات الخطيرة للعدوان على الأطفال لم تقف عند حد القتل الجماعي بأمهاتهم وعائلاتهم بل امتد ليحرم الملايين منهم من التعليم وتلقي والرعاية الصحية اللازمة والتي أصبحت في أدنى مستوياتها بسبب العدوان والحصار الجائر.
ناهيك عن أضرار نفسية خطيرة قد تلازم أطفال اليمن منذ الولادة إلى مراحل متقدمة من حياتهم جراء الممارسات الإجرامية التي اقترفها العدوان بنفس الوحشية التي فتكت بالمدنيين ومقومات حياتهم ومن ذلك حالات ولادة لأطفال مشوهين والتي حدثت في أكثر من محافظة يمنية.
وتقول الدكتورة فتحية الشهابي وهي طبيبة في مركز التوحيد الطبي بمنطقة نقم شرقي العاصمة صنعاء بأن “ولادة الكثير من النساء الحوامل لأطفال مشوهين إنما يعود لاستنشاقهن الغازات المنبعثة من صواريخ وقنابل العدوان السعودي ومختلف المتفجرات والأسلحة المحرمة دوليا التي أثبتت منظمات دولية استخدامها من قبل الطيران السعودي في قصف المدن والمناطق السكنية في اليمن”.
آثار جانبية
الآثار الناجمة عن العدوان تأخذ أشكالاً متعددة ودرجات مختلفة من الشدة وبحسب أخصائيين فان تلك الآثار تبدأ من الإحساس بالإحباط والقلق إلى الاكتئاب وأشكال أخرى من الأعصاب وقد يصاب بعض الأشخاص بخلل في الوظائف العقلية كالذاكرة أو ضعف التركيز أو الإدراك.
ويؤكد المتخصصون أن “الأطفال يظلون أكثر الفئات الاجتماعية تأثراً بما تخلفه الحروب من آثارٍ نفسية.. وتظهر هذه الآثار في عدة صور” يذكرون ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الفزع الليلي ومعاناة القلق والشعور بعدم الراحة.
والإصابة بحالة “الفوبيا” أو الخوف المرضي من الأصوات والظلام وكذلك الانتكاسة في بعض المهارات التي تم اكتسابها، فيظهر التبول اللاإرادي أو زيادة في التبول إلى جانب ظهور بعض الاضطرابات السلوكية مثل قضم الأظافر والكذب، وظهور مشكلات في الكلام، كالتلعثم أو الفقدان الوظيفي للكلام وكذا حدوث اضطرابات الأكل.
وغير ذلك من الآثار التي يسعى العدوان بتعمده استهداف الأطفال اليمنيين كما يقول- سياسيون وأكاديميون- من أجل خلق جيل مضطرب غير قادر على القيام بدوره في حياة البلد السياسية والاجتماعية”.
ويشير أخصائيو الطب النفسي إلى أن هذه الآثار قد تتحول إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها”.
آمال تتبدد
ومع تواصل العدوان السعودي الذي أصبح يتعمد استهداف المناطق المدنية والمنازل السكنية ملحقا المزيد من أطفال اليمن إلى سجل الضحايا، فإن “مستقبل الطفولة بات محفوفا بالأخطار” بحسب وصف منظمة رعاية الطفولة الأممية “يونيسف” فجرائم العدوان الكارثي للأطفال في اليمن لا تجد أي تفاعل أو اهتمام من قيادة العدوان ولأن تلك المنظمات لا تحمله مسئولية ما يجري بصورة صريحة ومباشرة فإنه يستغل ذلك للإيغال في جرائمه بحق أطفال اليمن .
إرشادات
في المقابل يؤكد الأخصائيون على “ضرورة التعامل السليم والرشيد مع الأطفال ضحايا العدوان من الأسرة والبيئة المحيطة ومن دون ذلك فان هذه الآثار ستتحول إلى عاهات مستديمة ومستعصية على العلاج مع مرور الوقت وان التعامل يتطلّب الكثير من الحرص والدعم لإعادة الطمأنينة إلى الطفل والثقة بالنفس ليتخطى الظروف التي عاشها”.
ويشدد الأخصائيون على ضرورة الاهتمام بالتربية النفسية والجمالية للطفل وبثقافة الطفل والطفولة مع التركيز على بث كلمات من الحب أو تشتيت فكرهم عن التركيز في الأحداث المروعة خاصة في أوقات الغارات المخيفة في حال وقوعها على مقربة منهم، فهذه اللحظة هي الأهم في حياة الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد كما يجب اختيار الأسلوب والألفاظ التي يمكن للطفل استيعابها والتجاوب معها .
إحصائيات
تشير آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان إلى أن أعداد الشهداء والمصابين جراء العدوان بلغ” 26561 ”
وتوضح الوزارة أن عدد الشهداء من الأطفال بلغ” 1620 “،فيما بلغ أعداد المصابين منهم بلغ” 2439 ” أما أعداد الشهداء من النساء فقد بلغ ” 1199 ” وبلغ أعداد المصابات ” 1800 “ومن الذكور بلغ أعداد الشهداء”5008” وبلغ عدد الجرحى “12845” من أصل أكثر من ثمانية وعشرين ألف شهيد وجريح منذ بدء العدوان في 26مارس 2015م وحتى أعداد هذه الإحصائيات المعلنة منتصف الشهر الماضي فإجمالي الجرحى “17084” وإجمالي الإعاقات”1650″ وإجمالي الشهداء”7827″.