“تنومة”..وتستمر الجريمة
حمدي دوبلة
قبل قرابة مائة عام وفي مثل هذه الأيام الحُرم المباركات قام مغاوير الجيش السعودي بإعدام قرابة ثلاثة آلاف حاج يمني خرجوا من ديارهم باتجاه الديار المقدسة لأداء شعائر الحج، لكن بواسل سعود كما تؤكد ذلك جميع المصادر التاريخية التي تناولت الحادث الإجرامي البشع نصبوا كمينا للحجاج العُزّل من السلاح وأوسعوا فيهم القتل حتى انه لم ينجُ منهم غير بضع نفر.
عرفت هذه الواقعة الدموية فيما بعد بمجزرة تنومة نسبة إلى بلدة تنومة بمنطقة عسير المحتلة التي وقعت فيها تلك الجريمة النكراء وغير المبررة.
تعود مجزرة تنومة إلى العام 1923ميلادية وكان على رأس الجيش الجاني “الأمير” خالد بن محمد ابن أخ الملك “المؤسس” عبدالعزيز..ويجمع كل من تناول هذه الجريمة ومنهم الدكتور محمد عوض الخطيب في كتابه «صفحات من تاريخ الجزيرة العربية الحديث» بأنها تمت عمدا وعدوانا ومع سبق الإصرار والترصد وبدوافع مذهبية مقيتة ومع ذلك ظلت الجريمة بدون عقاب وكاد أن يطويها النسيان لولا أن جاءت النسخة الجديدة من جرائم أسرة سعود لتذكر بالماضي الأليم وهي تغرس بذور الشر والانتقام في دروب المستقبل من خلال مجازرها المروعة والمستمرة بحق الأبرياء من أبناء الشعب اليمني دون مراعاة لحرمة دم أو مناسبة دينية أو جوار.
النظام السعودي الذي دشن بداياته الأولى على دماء اليمنيين من ضيوف الرحمن العُزَل في تنومة عسير يأبى على ما يبدو إلاّ أن تكون نهاياته المحتومة على انهار من دماء الأطفال والنساء والأبرياء في هذا البلد المسلم.
لم يرتوِ عطش هذا النظام الوحشي من الدماء وقد قتل وأصاب زهاء ثلاثين ألف يمني طيلة الـ18شهرا الماضية وأصبح مسعورا ومتلهفا لسفك المزيد من الدماء وهاهو يصر على الاحتفال بعيد الأضحى بطريقته المفضلة فكان أكثر من مائة مواطن في مديرية أرحب ضحايا نزعته الشريرة هذه وقبل ساعات فقط على حلول هذه المناسبة الدينية العظيمة.
ما يزال نظام سعود يقيم حفلات الدماء والأشلاء كل يوم وكل ساعة ولم يحترم حرمة سفك الدماء لكننا نشكو ونبث أحزاننا إلى جبار السموات والأرض ومن يجيب دعوة المضطرين ونسأله باسمه الأعظم الذي ما إن سُئل به أجاب وفي هذه الأيام المباركات أن يرد كيد الظالمين إلى نحورهم..اللهم انهم قد بالغوا في استعراض قوتهم فأرنا قوتك وبطشك فيهم .. اللهم انزع ملكك وسلطانك من هذه الأسرة الباغية التي طغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد .. اللهم صب عليهم سوط عذاب وبدل عزهم ذلاً وأمنهم خوفا وغناهم فقراً واجعلهم عبرة لكل الطغاة والمجرمين في هذا الزمان.
يارب أنت رجاء السائلين وقوة المستضعفين وأمان الخائفين .. اللهم قِرْعيون اليتامى والثكالى عاجلاً غير آجل وأفرح قلوب أناس من عبادك قُتل آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم بدون حق أو جريرة على أيدي عتاة مجرمين غرهم مالك وسلطانك فكفروا بنعمائك وأسرفوا قتلاً وتنكيلاً في عبيدك وإمائك دون حق .. اللهم اكفنا شرورهم بما شئت وكيف شئت يا من أنت على كل شيء قدير.