المقاتل اليمني
حمدي دوبلة
هو فقط في هذا العالم من جعل مسألة تدمير الدبابة الأمريكية المدًعمة والمرعبة أمرا يسيرا لا يحتاج غير قليل من القش والورق المقوًى..
وهو دون غيره من تفر الدبابات والمدرعات أمام بندقيته مذعورة منهزمة لاتلوي على شئ..
تحت أقدامه تتهاوى امبراطوريات السلاح والنفط والمال وتتزلزل عروش الظلم والطغيان.
وحده المقاتل اليمني من تنحني له الصعاب ويسلم له المستحيل وتذعن لبسالته المعجزات وعظائم الامور.
فرسان اليمن البواسل يكتبون بدمائهم الزكية اليوم مجدا مؤزرا لبلادهم ويعيدون التذكير بقوة أمتهم وشدة بأسها ويرسمون واقعا جديدا في الجغرافيا والتاريخ ويضعون بشجاعتهم الاعجازية مبادئ وحقائق غير مسبوقة في العلوم والنظريات العسكرية ويفرضون على القادة العسكريين ومنظري الحروب في العالم إعادة النظر في نظرياتهم وتكتيكاتهم القديمة في إدارة العمليات الحربية.
رأينا ورأى العالم كيف يحمل المقاتل اليمني بندقيته وعتاده المتواضع على ظهره وكيف يسير لمسافات طويلة على قدميه وسط مخاطر جمة وبدون غطاء جوي وفي أمكنة مشحونة بأحدث ما توصل اليه العقل البشري من أجهزة الرصد والرقابة لكنه يصل إلى هدفه ويفعل الأفاعيل بأعدائه الذين لايجدون بدا من الفرار أمامه كقطعان النعاج والأرانب تاركين خلفهم العار والمذلة وكثيرا من مشاعر الذهول والحيرة في عقول المتابعين لمسار وتفاصيل العدوان السعودي”الكوني” على اليمن وشعبه الفقير.
انذهل العالم ولايزال من بطولات فرسان اليمن وحق له أن يذهل ويطير عقله ..فهذا العالم لايرى غير السلاح البسيط والعتاد المتواضع المتوفر للفارس اليماني المظفر لكن عيونه القاصرة المفتونة بالمال وبهرجة المناظر والشكليات السطحية لاتستطيع إدراك مايحمله اليمني في أعماقه من قيم ومبادئ وأخلاق وماتنطوي عليه نفسه الطاهرة من ايمان عميق بعدالة قضيته وسمو ونبل أهدافه وهي القيم والمعتقدات التي يفتقراليها أعداؤه ممن تجردوا من كل قيمة إنسانية راقية فتمادوا في سفك دماء الأبرياء من النساء والاطفال والشيوخ لا لشئ إلا تلبية لرغبات ونزوات أسيادهم من الطغاة المترفين في قصورهم ومنتجعاتهم الفارهة.
هل أدركتم سر الانتصارات الاعجازية للمقاتل اليمني بعتاده القليل على جيوش الارض ؟وهل علمتم كيف تمكن من اذلال الجبابرة واسلحتهم الفتاكة وتمريغ أنفوهم في التراب؟أم أنها قد زاغت العيون والألباب؟