الأوصياء على الشرعية
عبدالفتاح علي البنوس
مضحك إلى حد السماجة حال بني سعود ومن دار في فلكهم من بعران الخليج وخونة العروبة والإسلام وهم يحاولون أن يبرروا للعالم بأن عدوانهم السافر على الشعب اليمني هو من أجل استعادة الشرعية الدنبوعية المزعومة، كأنهم الأوصياء على الشرعية في المنطقة رغم أنهم آخر من يتحدثون عن الشرعية، فوجودهم على سدة الحكم قائم على القهر والإلزام، فآخر انتخابات شهدتها السعودية كانت تلك التي اجتمعت فيها قريش في دار الندوة وقررت اختيار مندوب لكل قبيلة للمشاركة في قتل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فعن أي شرعية يتحدثون وهم من انقلب عليها في سوريا وقبلها في تونس وفي مصر وفي ليبيا وكل ذلك من أجل مصالح أسيادهم الأمريكان والصهاينة .
قبل أيام أقدمت إسرائيل على قصف قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم أجمع بما في ذلك أمراء الحزم والعواصف الأوصياء على الشرعية ولم يحركوا ساكنا ، حيث جاء هذا الاعتداء في الوقت الذي تسابق فيه السعودية الزمن كي تحظى بشرف التطبيع مع أبناء عمومتها الصهاينة عبر الفندم أنور عشقي الضابط المتقاعد الذي يشرف على ملف التطبيع، ولم تحرك السعودية ولا الإمارات ولا قطر ولا البحرين ولا مصر ولا بقية دول التحالف السلولي على اليمن أي ساكن ولم يصدر عنها حتى بيان إدانة وكأن الشرعية الفلسطينية لا تستحق عواصف حزم وأمل التي استحقتها الشرعية الدنبوعية الزائفة.
فأين العاهر العجوز سلمان ؟ وأين العاهر المهفوف محمد بن سلمان ؟ أين عيال زايد وآل مكتوم ؟ أين ولد موزة؟ أين عاهر البحرين؟ أين السيسي والبشير والصباح ومحمد الخامس وعبدالله الثاني وبقية قادة العهر العربي ؟وأين جامعة الدول العربية ؟ وأين منظمة المؤتمر الإسلامي ؟ وأين البرلمان العربي ؟ وأين عواصف الحزم والأمل ؟ وأين شذاذ الآفاق وأشباه الرجال من محللين ومثقفين وكتاب وإعلاميين وعلماء ومرشدين من العدوان الصهيوني الغاشم على غزة ؟ لماذا يلزمون الصمت ويخذلون الشرعية في غزة التي نصروها على حد زعمهم في اليمن ؟ أين الأعور الدجال مفتي المهلكة آل الشيخ ؟ أين الأفاك السديس والعريفي والقرني والقرضاوي وبقية الأوغاد مما جرى ويجري في غزة ؟! أين خالد مشعل وبقية قادة حماس الذين أيدوا العدوان على الشعب اليمني وأبدوا استعدادهم لإرسال مقاتلين للقتال في اليمن دعما للمشروع الأمريكو صهيوني الذي تنفذه وتموله السعودية ؟
لماذا لا يطلبون النجدة من مملكة الحزم وقادة خليج البعران أو من أردوغان ؟! لماذا يستأسدون على اليمن واليمنيين ويخلعون سراويلهم للأمريكيين والإسرائيليين طاعة وخضوعا وطمعا في ودهم وكسب رضاهم ؟!!.
لماذا كل هذا العهر والابتذال العربي والإسلامي المهين والمذل والمخزي؟ ! لماذا الصمت على الإجرام السعودي الأمريكي على شعب اليمن ؟! هل مات الضمير العربي والإسلامي والإنساني أمام إغراءات الريال والنفط السعودي؟ ! لماذا كل هذا الحقد على شعب كل ذنبه أنه قال لا للأمريكان وآل سعود وخرج في ثورة شعبية لإسقاط نظام الوصاية والتبعية والارتهان للخارج ؟! لماذا طوع آل سعود العالم لشرعنة ومساندة عدوانهم الغاشم على دولة مستقلة وتحول الجلاد في نظرهم إلى ضحية والضحية إلى جلاد؟ ! إنه الريال السعودي الذي اشترى الذمم العربية والإسلامية والدولية وظل وما يزال الشعب اليمني منذ أكثر من عام ونصف يتجرع ويلات العدوان والحصار السعودي الأمريكي الغاشم .
عن أي عرب وعن أي عروبة نتحدث اليوم، رحم الله شاعرنا الراحل عبدالله البردوني فهو وحده من شخص واقع العروبة والعرب اليوم في رائعته الشعرية “أبو تمام وعروبة اليوم” ، وعن أي هيئات ومنظمات ومجتمع دولي نتحدث اليوم الكل صاروا عبيدا للريال السعودي وخداما طائعين لأمريكا وإسرائيل يسبحون بحمدها ويقدسونها ويأتمرون بأوامرها وينتهون بنواهيها، إنها مؤامرة دولية، العربان من ينفذونها بأموالهم وثرواتهم في مشهد مؤلم يبعث على الحسرة ، فأين كان عرب الأمس وكيف كان حالهم، وأين هم عرب اليوم وكيف حالهم ؟! واقع مرير يشعر معه الواحد منا بالخجل وهو ينسب نفسه لهذه الأمة التي كرمها الله وأعزها بالإسلام وبالرسول العدنان ، وجاء آل سعود ليفسدوا وليغيروا حالها لتصبح أمة خانعة خاضعة للأمريكان والصهاينة كثمن البقاء على كرسي العرش الملكي الذي بات من يريد الحصول عليه بحاجة إلى تزكية وشهادة قبول من البيت الأبيض .
النصر والعزة والشموخ لليمن واليمنيين ولا نامت أعين الخونة والعملاء والمرتزقة والمأجورين والمستغلين وأدعياء العروبة والقومية والإسلام .
وحتى الملتقى …….دمتم سالمين .