تمهيد سياسي لتوافد المارينز إلى السعودية..
هاشم أحمد شرف الدين
أولا حاول الأمريكي تضليلنا بخبر – قبل أيام معدودة – عن سحبه لمستشاريه العسكريين المشاركين في تحالف العدوان من السعودية..
وثانيا صرح لاحقا مسؤول أمريكي كبير قائلا “ان تحالفنا مع السعودية لا يعني توقيعا أمريكيا لشيك على بياض”..
وثالثا جاءت زيارة “كيري” للسعودية – خلال اليومين الماضيين – والتي بدى حريصا خلالها على أن يظهر نظامه صاحب الكلمة الفصل في القرار السعودي بشأن وقف الحرب بين اليمن والسعودية حين قال: “ان الحرب يجب ان تتوقف”..
ومن جهته حاول النظام السعودي – لحبك المسرحية – أن يبدو مستاء من موقف النظام الأمريكي الأخير..
يتصورون أننا – بمسرحيتهم هذه – سننسى أن الأمريكي طرف أساسي رئيسي في هذا العدوان على اليمن..
ويتصورون أنه قد ينطلي علينا خداع الأمريكي فنصدق أن “كيري” جاء حاملا غصن زيتون، وانه صار حمامة سلام تتحدث عن “أن القتل في اليمن قد زاد عن الحد المعقول”..
الحقيقة أن حلف العدوان لا يزال قائما، وانما هو يمهد لتدخل عسكري أمريكي اكثر وضوحا، وتواجد عسكري أمريكي في الأراضي السعودية بحجة الدفاع عنها، أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية..
فقد بدأ التمهيد الأمريكي بمحاولة التنصل من المشاركة في العدوان بسحب المستشارين، ثم بالظهور كغير الموافق على بعض مجريات العدوان، ثم كصاحب الحل السياسي، وكالمطالب بوقف الحرب..
ان هذا التمهيد سيستمر انما بخطوات أخرى، ثم حين يصل الجيش اليمني واللجان الى مواقع أكثر تقدما في الأراضي السعودية، سينتهي التمهيد وسيظهر عندها الأمريكي كمضطر للتواجد العسكري داخل السعودية بذريعة الدفاع عن نظام حليف له لا يخجل من ظهور خطوطه الدفاعية ضعيفة للغاية لتقديم تلك الذريعة..
ان الأمريكي يطمع في التواجد هناك عسكريا بشكل دائم، وعينه على النفط والحرمين..
وهشاشة الجيش السعودي توفر المبرر للنظام السعودي العميل أمام شعبه لاستقدام الجيش الأمريكي لصد الهجوم اليمني، ولتوقع كثرة من قد يطمع في غزو السعودية أو احتلال أجزاء منها بعد ظهور تلك الهشاشة..
وقد تصبح الأرض السعودية الملاذ الأخير للأدوات الاستخبارية الأمريكية كالقاعدة وداعش وغيرهما بعد ثبوت قوة الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وتضاءل فرص أن تكون اليمن موطنا لتلك الأدوات..
يكيد الأمريكي والسعودي والاسرائيلي ويكيد الله تعالى، وأنا على ثقة من أن الجيش اليمني واللجان الشعبية حينها سيكونون حماة الحرمين بإذن الله تعالى..