عيدكم إحسان .. وإنسانية ..!!
عبدالله الصعفاني
عذراً أيها العيد القادم إلينا لو استقبلناك بالنصف المتشائم من تساؤلات المتنبي .. عذراً إذا لم نضحك أو حتى نبتسم وقد دمر عدوانهم واحترابنا كل شيء.
غير أن تكاثر المصادرين لفرحة صغارنا والكبار لا يجوز أن يمنعنا من بعثرة ما تيسر من الحزن ،ومسح كل هذا الركام من علامات الاستفهام حول خيانة الابن وغدر الشقيق وتكالب الأصدقاء.
وأي نعم .. استهدف العدوان كل شيء ولكن .. ليس مبرراً للتساهل في مهمة التعاون المجتمعي الذي يمنع استهداف ضمائرنا .. واستهداف رصيدنا في بنك المروءة ، والرفق بضحايا العدوان والاحتراب، وكلنا ضحايا مع فارق النسبة والتناسب .
وعلى بعد أسبوع يزيد أو ينقص يبرز التساؤل.. هل من مجال لأن نزدان في عيد يُقصف فيه اليمن على مرأى ومسمع عالم النفاق ..؟
وليس من جواب للسؤال الاستباقي أجدى من جواب ميداني .. نعم يجب أن نزدان في العيد بالرحمة في زمن الظلم والطغيان والقسوة، لعلنا نكون لبعضنا وضعافنا بلسماً ومسكّناً للآلام، وما أكثرها .
ولن نساهم في بعثرة أحزان بعضنا في الحدود الدنيا إلا بالتسليم بواجب أن يكون لكل قادر دور وقصة وملحمة أخلاقية في كل سهل وربوه .. وهنا فقط سنعني ما نقوله ونردده من الأغاني والأناشيد وبالبرهان، ولا أعني هنا من يتماهى مع العدوان بالتصفيق أو التحريض والارتهان والمشاركة في عض أصابع الوطن.
على قياس القول ” إذا كنت في حفرة فتوقف عن الحفر أولاً ” يجدر التذكير والتحذير من مخاطر استمرار العدوان الخارجي والاحتراب الداخلي باباً للفساد المالي أو الإداري في أجواء القتل والتدمير والحصار .. ومادام هناك أشكال مؤسسية ونشرات أخبار تذكرنا بالأخلاق ونظافة اليد ومحفوظات الأمانة فمن باب أولى تجنب الحرام في أيام العدوان والحصار وضيق حال البلاد والعباد.
على أعتاب العيد لا غنى عن التواصي بأدوارنا المشتركة في تحويل العيد إلى مناسبة لمذاكرة فضائل الرحمة والإحسان والإنسانية.. لأنه كما أن الله العدل سيسأل الظلمة عن دماء اليمنيين فإن بيننا الكثيرين ممن سيسألهم الله عن أدوارهم في تعزيز مظاهر الإفقار المعيشي بالجشع الحياتي تجاه مجتمع مكلوم جل أفراده مؤدبون في أحزانهم .. حامدون في دمعاتهم .
من العار أن تنام عيون القادرين فيما إخوان لهم يشكون الفقر والجوع والمرض والتشريد بعد أن فقدوا كل شيء، إما بتهدم منازلهم وتخريب متاجرهم ومزارعهم أو بانقطاع فرص العمل بسبب ظالمين أفراد وأنظمة تناسوا أن الطغاة لا يظلون على قوتهم بل لهم أجل في الطغيان مآلاته فاضحة في الدنيا والآخرة .
إن بيننا ونحن على أعتاب عيد الأضحى ملايين من النازحين والفقراء والمحتاجين والمشردين الذين انقطعت أرزاقهم ويعيشون ضغوطاً نفسية قاسية لسان حالهم .. أين الدور الاجتماعي للمؤسسات الخاصة ورجال المال والأعمال؟ وأين النظرة إلى فقراء ومرضى وجرحى وعاطلين وإلى أطفال ينامون والدموع على خدودهم، ينتظرون يداً تمسح دموعهم وتدفعهم لاقتلاع ورقة من دفاترهم ليكتبوا فيها ما يزال اليمن بخير.
من جديد أختم بالقول .. يجب أن تزدان مناسباتنا الدينية والوطنية القادمة بالرحمة، ولتكن تهنئة الجميع للجميع .. عيدكم إحسان وإنسانية .