> الوقائع تؤكد أن سحب السيولة ممنهج
حينما كشف الأستاذ محمد عوض بن همام, محافظ البنك المركزي اليمني, مطلع يوليو الماضي أن البنك ضخ للسوق نحو تريليون و200 مليار ريال منذ بداية العام لكنها لم تعد للحسابات المصرفية كما يفترض ،كانت المفاجأة حين نشر أحد الهواة صورة لشخصين يجلسان في بدروم أرضي متكأين على رزم من الأموال فئة الألف ريال تقدر بالمليارات.
بن همام كان يتحدث للصرافين والتجار عن السر وراء اختفاء السيولة النقدية من الحسابات المصرفية وشحتها ،كان الصرافون يغمضون أعينهم ويفتحونها ببطء وجلا كأنهم يريدون القول لا علم لنا مطلقا رغم سكوتهم طيلة الجلسة.
تلك الصورة ،تكشف اليوم أن هناك أموالا مخزنة داخل المنازل اليمنية يمكن أن تكون مليارات أو تريليونات ،يمكن أن تكون بالعملة الصعبة ،أو العملة المحلية لكنها عموما تثبت أن النظام المالي لليمن لايزال قوياً رغم أنها خارج الجهاز المصرفي تماما.
لتلك الأموال التي تخزن خارج الجهاز المصرفي إيجابيات وسلبيات نقرأها من منظور حال اليمن في الوقت الراهن ومستوى المخاطر والحرب والعدوان والحصار.
كثيرا ما يحاول سياسيون مستغلون إقحام العملة والريال اليمني والأموال غير المشروعة ضمن أجندة السياسة والاستغلال الحربي لمصالحهم وهو ماتقوم به حكومة «فنادق الرياض» التي لم تنفك عن النظر للبنك المركزي كأداة تريد استغلالها لمصالحها الضيقة والفاسدة ،كما يرسمها بن دغر وهادي في أحلامهما.
في المقابل ، كشف المقربون من دول العدوان حجم التلاعب بالأموال اليمنية وأساليب والاستغلال غير القانونية التي يتخذونها للحرب وسيلة ، ففرع البنك المركزي في مارب والذي استولى عليه المرتزقة كان به 23 مليار ريال واكثر من 2 مليار دولار, كما قال الإعلامي السعودي المقرب من الديوان الملكي خاشقجي أصبحت تحت سيطرة المرتزق سلطان العرادة.
الأموال في الداخل اليمني يتم التلاعب بها واستغلالها لصالح الحرب والسياسة ،ضمن نغمة تصيب الشعب اليمني بالقلق والتوتر خصوصا ما يروج له إعلام المرتزقة من كلام عن البنك المركزي وتهافتهم على الاستيلاء عليه،هنا الموضوع يحتاج ثقة وتحركاً من الداخل لقطع الطريق عليهم تماما ،فخطوتهم تهدف لقتل الناس جوعا ضمن الحصار الاقتصادي الذي يتواصل منذ 17 شهرا والعالم يتفرج.