اليمن وجارة السوء
اسكندر المريسي
تواصل عصابة آل سعود أعمالها العدوانية ضد هذا البلد غير مكترثة بنداء السلام ولا هي منصاعة لما سبق وإن جرى من مشاورات ومباحثات أكان ذلك في جنيف أو الكويت وقد اتضح في الظرف الراهن أن تلك العصابة التي صنعها اليهود في بيت الله الحرام تخلت عن كل المبادئ والقيم بالنظر إلى أعمالها الإجرامية تجاه هذا الشعب المسالم والذي كان صمام أمان لجزيرة العرب ودفع ثمن انتماءه باعتباره أرض المهد لمسمى العروبة والإسلام أثمانا باهظة جراء هذا التكالب الدولي والحملة الظالمة والمسعورة التي كشرت بأنيابها من خلال مملكة بن سعود العدو الحقيقي وليس المفترض أو المحتمل لهذا البلد .
الذي يعاني الويلات بسبب جارة السوء، فكم أذكت من حروب وكم صنعت من أزمات، وقفت مع الملكيين ضد الجمهوريين ثم العكس وكانت تهدف من وراء ذلك إلى أن تكرس الصراعات وأن تدمر هذا البلد وأن تزرع الأحقاد والضغائن بين أبنائه، ثم سبق وإن وقفت مع المؤتمر ضد الاشتراكي في حرب صيف ??م ثم قلبت المعادلة لتقف مع الاشتراكيين ضد المؤتمر وكان ذلك بالتأكيد ليس إلا مبررات واهية الهدف منها تغذية الصراعات الداخلية وإضعاف هذا البلد حتى يكون في حالة تشظ سياسي وحروب داخلية .
وهاهي اليوم، تقف مع ما يسمى المقاومة وقد تعكس ذلك لتقف مع الطرف النقيض وما ذلك عليها ببعيد، لأنها الشيطان المسلط على هذا الشعب والعدو الأول وكأنها وجدت لهدف محدد إضعاف اليمن وتدميره وزرع القتال بين اليمنيين وبث الأحقاد وتكريس الصراعات حتى لا تقوم لليمن أي قائمة ولا يكون له شأن لا في الداخل ولا في الخارج .
وابلغ دليل على ذلك ما تقوم به منذ أكثر من عام ونصف وهي تحشد العالم وترسل الطائرات لتقتل أبناء اليمن في ظل صمت دولي مريب ما لم يكن تواطئاً واضحاً أكان ذلك من مسمى الأمم المتحدة أو دول الاتحاد الاوروبي المشاركة بالتأكيد في هذا العدوان كما ثبت ذلك بالوقائع والأدلة أو من بعض المسميات التي تزعم انها أقطار عربية وهي في أحضان اليهود على غرار بعض المسميات التي نترفع عن ذكر اسمها لأنها وصمة عار في تاريخ الأمة المنكوبة حيث يقودها ارخص الذكور وأذل من في القوم هم الذين يصطفون ضد هذا البلد لكي يعمقون المشاكل بدلاً من حلها ويكرسون الصراعات بكافة أشكالها وأنواعها رافضين نداء السلام بالنظر لما يقومون به كما اشرنا منذ أكثر من عام ونصف وهم يعتدون على هذا البلد .
حتى الكيان الصهيوني لم يكن بمعزل عما يجري لهذا الوطن من أعمال عدوانية وحروب خارجية مستمرة الهدف منها حمل اليمنيين على أن يتقاتلوا مع بعضهم البعض خصوصاً وآل سعود الاسم الحركي لمسمى اليهود في جزيرة العرب وكوكب الأرض لا يدخرون جهداً من أجل دفع الأموال على أساس أن يتقاتل اليمنيون فيما بينهم وعلى أن يتم تحويل هذا البلد إلى أطلال وواحة خراب بحسب النزعة الشريرة والعدوانية لتلك الأسرة الدخيلة على الدين الإسلامي الحنيف والدخيلة على التاريخ والجغرافيا .
ليس لأن اليهود من زرعوها فحسب فإذا لم يكن أولئك هم اليهود فعلاً لا قولاً بالنظر إلى أعمالهم الإجرامية فمن يكون اليهود إذا لم يكونوا آل سعود .
لذلك فأن نداء السلام وصوت العقل يوجب عليهم أن لم يكونوا يهوداً فعلاً لا بحسب ما يزعمون ويدعون بأنهم مع الإسلام والمسلمين إذا كانوا كذلك فلماذا لا يوقفون عدوانهم على هذا البلد إضافة إلى ما هو أهم من ذلك فأن اليمنيين خصوصاً المتصارعين لا يجب أن يكونوا مطية للقوى الخارجية اياً كان شكلها أو نوعها ويجب أن يحكموا صوت العقل والمنطق بأن يتحاوروا مع بعضهم البعض داخل اليمن وبالذات أطراف الصراع تحديداً حتى لا يكونوا مطية للخارج في حوارات عبثية تتم داخل الكويت أو غيرها .
وهو ما يتطلب من المجلس السياسي الأعلى أن يطلق مبادرة حوار بعيداً عن القوى الخارجية وان يتحاور اليمنيون مع بعضهم البعض داخل الوطن لا خارجه لما من شأنه وقف القتال الداخلي وإنهاء الصراعات والاصطفاف ضد العدوان السعودي الغاشم.