اليمن وآل سعود من سرية حزام إلى تحالف الحزم(7)
عباس الديلمي
رحمة الله تغشى المغفور له الشهيد عبدالفتاح إسماعيل، لقد كان يعي تماما ما يقول وما يريد عندما وصف مملكة بني سعود بالعدو التاريخي لليمن، ولتحل رحمة الله المؤبدة على المغفور له الشهيد سالم ربيع علي، فقد كان يعي ويدرك جيدا ماذا يريد عندما التقى بالملك فيصل عبدالعزبز في قمة عربية، وعرض عليه فيصل أن يلغي نعت مملكته بالعدو التاريخي من المناهج المدرسية ووسائل الإعلام مقابل تحسين العلاقات وتقديم الدعم والمساعدات اللازمة.. فرد عليه الرئيس سالمين بقوله: وهل ستتوقف الممارسات العدوانية.. على اليمن؟!!.
لقد استند الشهيد فتاح إلى ما هو واقعي وتاريخي منذ ارتكز قرن الدولة السعودية الأولى، كما استند الشهيد سالمين إلى ما هو ممارس ومعاش وان الطبع يغلب التطبع، فهذا هو ما كان يسمى بـ(الشطر الشمالي من اليمن) لم يسلم من أذى وعدوانية واعتداءات جارة السوء (مملكة بني سعود) بالرغم من كل ما قدمه من تنازلات بلغت درجة الخنوع والتبعية المطلقة.
هذا هو شمال اليمن بعد حركة أو انقلاب 5 نوفمبر 1967م، يقدم على توقيع معاهدة سلام ومصالحة مع السعودية عام 1970م ، ويمنع كل ما يسئ إليها – وإن بالرسم- ويسميها بالشقيقة الكبرى، ويسمح لها ببناء أكثر من ألف وخمسمائة معهد لنشر المذهب الوهابي وتغيير المناهج الدراسية كما تريد، بل ويبلغ الحال ألا يتخذ أي قرار سياسي سيادي إلا بعد العرض عليها، بما في ذلك كشف أسماء أي حكومة جديدة وغير ذلك مما أشار إليه الكثير من الساسة والمفكرين ، منهم الأستاذ محسن العيني في كتابه(الرمال المتحركة) حيث قال: “إن قرار اليمن السياسي لم يستقل عن الهيمنة السعودية إلا مع حكم الرئيس علي عبدالله صالح”.
هذا ما حصل باختصار ومع ذلك لم ينج شمال اليمن من تآمرات واعتداءات جارة السوء، وما على المتابع إلا الاطلاع على بعض الكتب التي توثق ذلك مثل (الأطماع السعودية في اليمن)و(السعودية تبتلع اليمن)و(العلاقات اليمنية السعودية) وكتاب أحمد بن دغر الذي استقربه القرار في الرياض ” اليمن والإمام يحيى”.
أعتقد أن هذا يكفى لتوضيح الإدراك المبكر، لما قصده الشهيد فتاح بذلك النعت أو الوصف، وما قصده الشهيد سالمين بذلك الرد على فيصل ..
إنه عداء تاريخي .. وها نحن في سردنا أو إشارتنا السريعة المؤجزة للاعتداءات السعودية على اليمن، نقف أمام أبشع وأقبح صور تلك الاعتداءات وخاصة ما استهلت به القرن الواحد والعشرين ..
فهذه مملكة بني سعود تستغل الاختلاف والاحتراب بين الحكومة اليمنية وبين جماعة “أنصار الله” في محافظة صعدة، خاصة بعد مقتل الشهيد حسين بدر الدين الحوثي “أسير” على يد أحد اتباع بني سعود، بقصد إشعال الحرب وكل فتنه نائمة، فتستغل السعودية احتراب 2009م بين اليمنيين وتدخل الحرب مباشرة بعد أن خولت لنفسها ذلك الحق، وتستجمع كل حقدها التاريخي على اليمن وتحديداً على صعدة التي ترى فيها الشوكة التي وقفت في حلق بني سعود منذ مؤسس دولتهم الأولى..
شنوا عدوانهم المباشر على صعدة التي أعلنوها بأكملها – كما يفعلون اليوم- منطقة حرب وعمليات عسكرية واستهدفوا بطائراتهم منازلها ومزارعها ومياه الآبار والمدارس والأسواق والمنشآت التجارية، ولم يستثنوا شيئاً، كما هو حالهم مع حربهم الأخيرة ” عاصفة الحزم” ومع ذلك لم تحصد سوى الخزي والعار أمام صعدة الصمود وأبطال اليمن الذين توغلوا في حدودها واحتلوا مواقع عسكرية أجبرت بني سعود على التفاوض وايقاف ذلك العدوان.