طلبة الثانوية العامة يشكون صعوبة الامتحانات .. والوزارة تنفي..!!

الأسرة /نجلاء الشيباني

اختبارات المرحلة الثانوية العامة والأساسية لم تأت بجديد, ومثل كل عام فقد شكى أبناؤنا الطلبة صعوبة الأسئلة وعدم قدرتهم على فهمها كونها مبهمة وتحتاج للإجابة من بين السطور, وهذا ما نفته الجهات المختصة في الوزارة التي أكدت من جانبها أن أسئلة الامتحان هذا العام أتت سهلة ومناسبة لمستوى الطالب والأجواء الدراسية التي مروا بها وخلت تماما من الابهام.. بين مؤكد لصعوبة الامتحانات وآخر ينفي .. يبقى الاستفهام قائماً.. كما هو حتى ظهور نتائج الامتحانات العامة.

تحكي الطالبة هدى عبدالسلام, ثالث ثانوي علمي, قصتها مع حالة التوتر الشديد الذي أصابها داخل قاعة الامتحانات في مادة الفيزياء وتقول: بذلت ما بوسعي طيلة العام الدراسي وحضرت الدورس أولاً بأول وتابعت المعلم داخل الصف ولم يكن يمر عليَّ درس الا وقد فهمته تماماً من قبل معلمي.. وقمت بحل النماذج الامتحانية كافة للسنوات السابقة وإلى جانب مسائل الكتاب خاصة المواد العلمية كالرياضيات والكيمياء والأحياء وتوقعت بعد هذا الجهد الكبير الذي بذلته طول العام سوف أتمكن من حل الامتحان بسهولة ويسر ولكن ما حدث كان عكس كل توقعاتي, وتضيف: ما إن أستلمت ورقة مادة الفيزياء والانجليزي حتى عجزت عن فهم الأسئلة قرأت آيات من القرآن الكريم وانتظرت كثيراً لمحاولة استرجاع المعلومات لأتمكن من الإجابة وبعد جهد تمكنتُ من الوصول لبعض الاجابات للأسئلة التي تضمن لي تحقيق النجاح بينما كنت أطمح للوصول إلى معدل مرتفع يدخلني التخصص الذي أطمح إليه.
تسريب الامتحان
سمعت كثيرا عن امتحانات الثانوية العامة وصعوبتها التي يتفاجأ بها الطالب داخل قاعة الامتحانات واتى اليوم المنشود الذي أرى فيه هذا بأم عيني وها أنا ذا أخوض غمار الامتحانات العامة وبالفعل وجدت صعوبة لم أكن أتوقعها في طريقة فهم الأسئلة وكذلك في طرق طرحها, هذا ما قاله الطالب أيمن عبدالرحمن ثابت, ثالث ثانوي علمي, وأضاف: حين دخلت قاعة الامتحانات وصلت ورقة الامتحانات ليدي أحسست بأن الدنيا توقفت عند هذه النقطة ولم أكن أعرف من أين أبدأ فالامتحان كان صعباً للغاية خاصة المواد العلمية منها ولم أتمكن من الإجابة بصورة جيدة فالامتحانات أتت عكس توقعاتنا تماماً ونرجو من وزارة التربية والتعليم أن لا تقسو علينا أثناء التصحيح ووضع الدرجات كما قست علينا في وضع الامتحانات لهذا العام.
الطالب سعيد عبدالجليل, ثالث ثانوي علمي, يقول: أصبت بالإحباط الشديد حين قال لي زميلي في امتحان مادة الفيزياء بأن الامتحان قد سرب وبأنه تمكن من مذاكرة الأسئلة المسربة فقط وكذلك مادة الانجليزي ولم أعرف مدى صحة الخبر من كذبه.
صحيح بأن هذا العام أتى خلاف العام السابق من حيث توفير أجواء امتحانية ودراسية جيدة لكن هذا الأمر أعطى المجال لوزارة التربية والتعليم واللجنة العليا للامتحانات أن تضع امتحاناً صعباً هذا ما قالته لنا الطالبة رنا سعيد, ثالث ثانوي, ادبي وتضيف: الامتحان لم تكن اسئلته مباشرة وأنما أتت من بين السطور هذا الأمر جعلنا نحتار الف مرة في اختيار الاجابة السليمة .. توقعت بعد كل الجهد الذي بذلته أن أحقق معدلاً عالياً لكن الآن أتمنى الحصول على معدل يسمح لي بدخول أي كلية.
أسئلة تعجيزية
توافقها زميلتها الطالبة عنود الرميم, طالبة ثالث ثانوي أدبي, بأن الامتحانات هذا العام لم تكن سهلة والأسئلة كانت تعجيزية بالنسبة للطلاب وتؤكد بأن الذين قاموا بوضع الامتحانات لم يراعوا وضع البلاد والحالة النفسية التي مررنا بها من خوف وقلق من اندلاع الحرب في أي وقت, وتقول: حتى أننا لم نكن نعلم أن كنا سوف نمتحن هذا العام وكان الجو مشحوناً بالقلق والتوتر تجاه وضع البلاد ولكن الوزارة لم تراع ذلك في وضع الأسئلة.
الطالب حسين فاهم, ثالث ثانوي علمي, يقول: الامتحان هذا العام لم يخل من الصعوبة خاصة المواد العلمية لكن الذي خفف علينا بأن الأسئلة كانت من المقرر الدراسي والطالب الذي ذاكر دروسه بصورة جيدة وتابع الدروس أول بأول يمكنه أن يجيب على الأسئلة بسهولة, ويضيف: لكن هذا لا يعني بأن الامتحانات لبعض المواد العلمية كانت سهلة ومباشرة فالحصول على المعدلات هذا العام مرتبط بتفهم الوزارة لنفسية الطلاب الذين يؤدون الامتحانات في ظل ظروف البلاد المقلقة أثناء عملية التصحيح النهائي ورصد المعدلات فالثالث ثانوي يعتبر بالنسبة لنا تحديد مصير.
أما الطالبة ليلى محمود, ثالث ثانوي علمي, تقول: كنتُ من أوائل الطالبات اللاتي سلمن دفاترهن بعد أن عجزت عن حل معظم أسئلة الامتحانات هذا العام خاصة في المواد العلمية كانت الأسئلة مبهمة ومن بين السطور ولم أكن أتوقع أن تأتي الامتحانات على هذا الشكل وعدت مسرعة للمنزل وما إن دخلت غرفتي حتى بدأ رأسي يألمني واستمررت في البكاء ودعوت خالقي أن أحقق النجاح وبالنسبة للمعدل فعوضي على الله فيه.
خوف وتوتر
المعلمة أبا الأديمي, مراقبة المركز الامتحاني لطلاب ثالث ثانوي علمي, تؤكد بأن الطلبة يصابون بحالات خوف شديد بمجرد دخولهم قاعة الامتحانات عند تسلمهم ورقة الامتحان خاصة الطالبات فكثير منهن يبكين داخل قاعة الامتحانات لمجرد عدم فهمها لسؤال ما.. ويصحب هذا البكاء انفعالاً وتوتراً بالإضافة إلى حالات الاغماء.. وهذا ما لاحظته من خلال مراقبتي في الأعوام السابقة ولكن هذا العام فنحن نراقب طلاب ثالث ثانوي والذين تخف عندهم هذه الحالات داخل اللجان الامتحانية بصورة أقل ولكن الطلاب أكثر شكاوى من الطالبات عن صعوبة الامتحان خاصة هذا العام.. ونحن بدورنا نحاول تخفيف عنهم شدة التوتر ونعيد إليهم الهدوء لتمكينهم من الإجابة بصورة مركزة.
رئيس المركز الامتحاني لطلاب الثانوية العامة بمدرسة معين الأستاذ صالح علي مزيد الفقيه يؤكد بدوره بأن الطالب داخل مركزه الامتحاني يشكو من صعوبة الامتحانات وعدم مقدرتهم على الاجابة الجيدة للأسئلة وكذلك فهمها ويرجعون ذلك لعدم توفر الكادر التعليمي المتخصص داخل مدارسهم وإن وجد فان المعلم لا يؤدي دوره في شرح المادة بالصورة والشكل المطلوب.
ويضيف الفقيه بأن الطلاب لديه قد شكوا من صعوبة مادة الفيزياء والكيمياء والانجليزي وهو بدوره قام برفع تقرير إلى اللجنة العليا للامتحانات كما أخبر المشرفين على اللجان الامتحانية بذلك فكان رد الوزارة بأن الأشخاص الذين قاموا بوضع الامتحانات هم من الكادر التربوي المتميز والمتخصص وقد وضعوا الامتحان بشكل مدروس ويمكن للطالب المذاكر الإجابة عليه دون صعوبات.
الامتحانات مبسطة
وبدورنا توجهنا لمدير عام الامتحانات بوزارة التربية والتعليم الأستاذ شكرى الحمامي لنطرح عليه شكاوى طلبة المرحلة الثانوية لهذا العام حول صعوبة الامتحانات فأجاب قائلاً: الامتحانات هذا العام بالنسبة لطلبة الثانوية العامة بقسميه الأدبي والعلمي يعتبر أقل صعوبة من العام الماضي خاصة في المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات.
منوهاً بأن الأسئلة الامتحانية لهذا العام أتت من المقرر الدراسي وتناسب الطالب العادي والمتوسط وهناك أسئلة للطالب الذكي, وأن الطالب الذي استذكر دروسه طوال العام بصورة جيدة سوف يتجاوز الامتحانات النهائية بسهولة.
مؤكداً بأن المختصين بوزارة التربية والتعليم واللجنة العليا للاختبارات قاموا بزيارة ميدانية لعدد من المراكز الامتحانية داخل أمانة العاصمة ولم يتلقوا أي شكاوى من الطلاب عن صعوبة الامتحانات فالامتحانات تسير بصورة جيدة وكذلك الأخوة في جميع المحافظات لم يتلقوا أي شكاوى عن ذلك عدا بعض الأخطاء في فقرات بسيطة حينها يتم التواصل مع المطبعة السرية للتأكد من ذلك ويتم الحصول على الاجابة الصحيحة وتعميمها على كافة الطلاب.
وبالنسبة للامتحانات المسربة لمادة الفيزياء والانجليزي للقسم العلمي وكذلك بعض المواد هذا الأمر غير صحيح كما يقول الحمامي ويضيف: لم تسرب أي مواد من قبلنا وفي حالة ظهور مثل هذه الشائعات تم التأكد من المطبعة السرية بعدم مصداقية هذه الشائعات.. وإن شاء الله تعالى فإن الامتحانات ستسير على أكمل وجه.. متمنياً للطلاب والطالبات المتقدمين للامتحانات الوزارية هذا العام النجاح والتوفيق.

قد يعجبك ايضا