العاب الأطفال ..طرائق مستحدثة لزرع العنف

الأسرة / سامية صالح

ترتسم الابتسامة في شفاه كل من يشاهد الأطفال يلعبون ويستمع إلى ضحكاتهم تعلو المكان وتغشاه فرحا، وهذا الأمر طبيعي كونهم زينة الحياة الدنيا.
وهذا مالا يحدث حينما نشاهد أطفالنا يلعبون بمسدسات الخرز وغيرها من الألعاب التي قد تضر بالغير إثناء اللعب ولا ننسي تلك الألعاب الاليكترونية التي تعلم الطفل كيفية السرقة والقتل التخفي من رجال الشرطة وما إلى ذلك كل تلك الألعاب من شأنها أن تزرع العنف في ذهن أطفالنا وتجعلهم أكثر ميلاً للعنف تجاه من حولهم .. تفاصيل أكثر عن تلك الألعاب ومدى خطورتها وغيره تجدونه في التالي.. إلى التفاصيل:

مع مرور الأيام بدأت الألعاب  القديمة  تندثر وتتلاشى  لتذهب معها براءة الطفولة  ولم يعد منها سوى ذكريات لماضٍ ولى ولن يعود ولتحل محلها بدائل وألعاب أفرزتها التكنولوجيا الحديثة، فعزلت الطفل تدريجيا عن عالمه الواقعي الجميل بين اقرانه ليعيش وحده في عالم افتراضي أمام شاشة التلفون والآيباد  والبلاي ستيشن.
يقاتل الوحوش الكاسرة ومخلوقات فضائية غريبة متسلحا بجميع ما توفره اللعبة من أسلحة مابين رصاص إلى قنابل ومتفجرات وخناجر وأدوات قتل متطورة لم يكن يعرفها اعتى المجرمين وأخطرهم،  وصار الطفل يتفاعل معها ويجربها بعالمه الافتراضي وتطورت هذه الألعاب وأصبحت تشكل خطرا على الطفل من جميع النواحي النفسية والعقلية والصحية وتفسخت كل مبادئ القيم التي يتعلمها من والديه ومعلميه لتاتي لعبة الكترونية تجعل منه مجرما يقتل ويسرق ويفجر ويفخخ وليس هناك قوانين تحكم اللعبة  فالقانون الوحيد هو المزيد من القتل للخصوم ليعيش البطل ويحرز نقاطا أكثر تؤهله للحصول على أسلحة أقوى ليتأهل للمرحلة الثانية.
جهل الأسرة
لازلنا نتذكر حين يباغتنا في التلفاز مشهد رعب او قتل تسارع أمهاتنا إلى أشغالنا بأي شيء كي لا نشاهده، واليوم يعيش الطفل حالة من العنف المكثف ولا يكتفي بدور المتفرج بل صار هو بطل اللعبة (المجرم) فيتفاعل مع العالم الذي يعيشه داخل اللعبة ترافقه التأثيرات الصوتية المخيفة والحماسية فيمارس كل فنون الإجرام وبعد أن كان منتهى أحلامه امتلاك بعض الزراقيف الملونة والفوز بسباق الجري بات يمتلك مصطلحات تفرضها عليه اللعبة لا يقولها الا القتلة ومجرمو الحروب،  ويتعامل مع أدوات قتل وتعذيب مخيفة في ظل غفلة من الآباء والأمهات ظنا منهم أنهم بتوفير هذه الألعاب يضمنون بقاء أطفالهم بالمنازل حماية لهم من مخاطر الشوارع والاحتكاك برفاق السوء.
وفي ظل غياب الرقابة في بلادنا وعدم وجود قوانين تجرم بيع هذه الألعاب فالحبل على الغارب لأصحاب المحال لاستيراد الغث والسمين مما تفرزه ثقافة الغرب دون التفحص بعين المسؤولية لما تحويه هذه الألعاب من أهداف تدميريه فما يبنيه المعلم طوال سنة دراسية في نفوس الأطفال وما يعكف عليه الوالدان من بناء قيم التسامح والخير والمحبة تهدمه لعبة افتراضية في اقل من ساعة.
تعليم طرق القتل
إحدى هذه الألعاب تمكن البطل  متمثلا في الطفل من تحديد الهدف ومكان التصويب على خصومه في اليد والرجل أو الرأس  أو الصدر وتتيح له تجربة جميع أنواع القتل بطرق أكثر عنفا ودموية ابتداءً من قطع الرقاب وبتر الأطراف ودهس الأجساد وتفجير الرؤوس ليعيش الطفل حالة من النشوة وهو يمزق ويفخخ ويفجر.
ومما يستدعي الانتباه لخطورة هذه اللعبة أنها تقدم للطفل خاصية التصوير بالحركة البطيئة ليرى بدقة ما يحدث أثناء ممارسات القتل الذي يقوم بها ويعتاد عليها.
لعبة أخرى انتشرت في جميع هواتف اللمس وهي سرقة البطل شيئا من رجل الشرطة والهرب منه وأثناء المراوغة يحصد الطفل النقود الذهبية.
اقتل أستاذك الملعون
تشجع إحدى الألعاب على التمرد ورفض القوانين والعبث بالمال العام والبطل، طالب متمرد في مدرسة،  يقوم بالتخريب والتكسير وتشويه جدرانها وقتال زملائه بالصف.
ولم يكتف صانعو الألعاب عند هذا الحد بل بدأت إحداها بالانتشار في عالمنا العربي عنوانها ( اقتل استاذك الملعون ) يظهر الهدف الخبيث من ورائها  وتبدأ اللعبة حين يدير المعلم ليكتب الدرس على السبورة فيقذف احد الطلاب الكسالى مسطرة حديدية على رأس المعلم لتشق رأسه وسط ضحكات الطلاب، ثم يستدعى ذلك الطفل (البطل) لمجلس تأديب بغرفة المعلم، ومع كثرة التوبيخات يضيق الطالب ذرعا فيتناول آلة التدبيس بيده ويهوي بها يمينا ويسارا على وجه المعلم حتى يفارق الحياة فيحمل حقيبته بكل برود وتثاقل ويغادر، ثم تأتي نفس اللقطة السابقة باختلاف وسيلة القتل وكل ما على الطاولة من أدوات ووسائل تعليمية تمكنه من قتل المعلم فيأخذ المقص ويقطع ربطة عنقه ثم يذبح رقبة المعلم بالجزء الحاد من المقص ويتركه ينزف.
الغريب ان هذه اللعبة بالرغم من بشاعتها ورسالتها الواضحة في تدمير العلاقة بين الطالب والمعلم إلا أنها حققت انتشارا وبلغت نسب مشاهدة عالية.
أضرار صحية ونفسية
لا يخفى على احد ضرر هذه الألعاب التفاعلية على شخصية الطفل والتي تحبب له القتل وتعزز لديه الروح المتمردة الانتقامية والعنف بالممارسة الفعلية على هذه الألعاب والاعتداء على الغير وبسط نفوذ السيطرة على العالم الافتراضي بما يمتلكه من أسلحة وأدوات قتل وفضلا عن السلوكيات السيئة التي يكتسبها الطفل من خلال إدمان هذه الألعاب فيلجأ الطفل إلى العنف في حل مشاكله على ارض الواقع مع زملائه وإخوته ويصبح عدوانيا كثير الطلبات دائم الصراخ فاشلا في دراسته ويتعدى ذلك إلى المشاكل الصحية التي يواجهها نظرا للمكوث ساعات طوال أمام شاشات الهواتف ويكون أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصرع بسبب الأشعة الضارة التي يستقبلها المخ والوميض المتقطع بسبب المستويات العالية من الإضاءة.
كما أنها تسبب للطفل اضطرابات في النوم وكوابيس مزعجة وحالة من القلق والتوتر وقضم الأظافر والشرود أثناء الحصة وجفافا للعين بسبب التركيز على الشاشة لساعات طويلة.
كما أن أطباء العيون لمسوا تزايدا في عدد الأطفال الذين يعانون من ضعف النظر ويرتدون على أثرها نظارات طبية.
ناهيك عن الآم بالعمود الفقري نتيجة الجلوس بوضعية واحدة وخاطئة فترة طويلة وتسبب هذه الألعاب الشعور بالوحدة مما يؤثر سلبا على التحصيل العلمي، وتبني حوله أسواراً منيعة من العزلة مع إقرانه.

قد يعجبك ايضا