عسيري .. ونشوة الخادم !!؟
أحمد عبدالله الشاوش
ما تزال حالة ” الجدل ” والاستغراب حد الذهول تسود الشارع اليمني والعربي والدولي ، بعد أكثر من عام ونصف من العدوان السعودي على اليمن ، والصمود الأسطوري في مواجهة التحالف الدولي الذي أثبت فشله الذريع في كافة الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية، رغم حالات التوحش القصوى والحصار الجائر ، والتأثير على القرارات ” الأممية ” وشراء مواقف عدد من الدول وتجار الحروب والمنظمات القانونية والإنسانية التي ارتبطت نشأتها بخدمة الدفع المسبق .
إلا أن ما يدعو للسخرية والعجب أن يطل علينا اللواء أحمد عسيري ” ناطق ” التحالف بين الحين والآخر مصادراً أوقات الراحة ومقلباً للمواجع والفواجع ومسوقاً للانتصارات ” الوهمية ” التي بنى عليها آل ” سعود ” أمجادهم الزائفة بإجماع فقهاء السياسة منذ اليوم الأول لإطلالته المشؤومة التي شاهدناه من خلال امبراطورية الإعلام السعودي ” منتشياً ” ومؤكداً أن التحالف بقيادة السعودية الذي نحسبهم جمعاً وقلوبهم شتى دمر أكثر من 95 % من الصواريخ الباليستية وقدرة ومقدرات الجيش والشعب اليمني ، ومن ثم السيطرة على 90% من أراضي الجمهورية اليمنية تحت أيدي ما يسمى بالحكومة الشرعية ” حكومة الفنادق “..
تلك التصريحات والأخبار والمقابلات المبرمجة كنت أنا وغيري من اليمنيين نتمنى أن تكون صادقة وتعكس الواقع الحقيقي من أرض المعركة باعتبار أن ” جهينة عندها ” الخبر اليقين ، إلا أن الساعات والأيام والأسابيع والشهور كشفت أن اللواء عسيري خارج إطار التغطية ومجرد ” ببغاء ” ناطق حبيس في غرفة عمليات يتلقى معلومات مضروبة ومتناقضة ، كما تتلقاها حكومة الفنادق بالرياض من أتباعها ومصادرها في اليمن التي أدمنت مهنة تزوير الحقائق وتحويل الهزائم إلى انتصارات والأحياء إلى أموات وصنعاء على مرمى حجر وتعز تحت السيطرة وعدن آمنة.
المشهد الدرامي ، المضحك والمبكي في آن ، أن اللواء عسيري لا يزال يعيش حالة من ” الصدمة ” منذ تصريحاته لليوم الأول عن تدمير قوة اليمن وأن حالة الكبرياء والغرور والنظرة الدونية التي استقاها من أسياده مثلت ” القشة ” التي قصمت ظهر البعير حتى خُيّل إليه أن الحرب في اليمن مجرد نزهة وان خزائن السعودية بإمكانها أن تدخل قلوب اليمنيين من أوسع أبوابها لتحقيق النصر المؤزر في غير محله ، غير مدرك أن معظم اليمنيين معادن نفيسة تأبى العمالة والارتزاق وتمقت الخيانة والظلم.
ولذلك فإن حالة الغطرسة والتهويل بأن اليمن لن تكون نداً للسعودية في أي مفاوضات قادمة يمثل حالة مرضية وأن سيل التصريحات الاستهلاكية هي نتاج للتغطية على حالة صمود وثبات وانتصار اليمنيين بنقلهم الحرب إلى جيزان ونجران وعسير وسقوط عدد من المواقع والمخازن العسكرية ومصرع وإصابة العشرات من خلال حرب الاستنزاف في حين مازال عسيري يتحدث عن سقوط صنعاء بكل حماقة !!
وبعد ذلك العته والحماقة والإفلاس والطبع الذي غلب التطبع ، وبعيداً عن أي عنصرية ” فإن ” نشوة خادم ” تمثل أقرب وصف ينطبق على اللواء عسيري في المثل اليمني الذي يُحكى أن أحد الأشخاص كان خادماً لدى أحد المشائخ وذات يوم تأخر الشيخ وحل الخادم محله بعفوية وأخذ يمضغ القات واعتقد بعد الكيف والخدارة أنه سلطان زمانه وسيد المجلس وراح يتحدث عن بطولاته وشجاعته وغزواته وانتصاراته وقتلاه ، حتى ضجر من في المجلس وأرسل للشيخ لمداراة الفضيحة واستعادة هيبة المجلس ، وظهر سيد المجلس فجأة وخادمه خارج إطار التغطية دون فرامل ، فأخذه سيده بالهداوة وقال له: يا فلان الجنود منتظرون لك في المعسكر اقسموا لن يخوضوا المعركة إلا بوجودك .. فصدق الرجل كذبته وترك المجلس وقطع مسافة كبيرة بين المطر والرياح وبعد زوال الكيف اتضح أن تلك الشجاعة والانتصارات ما هي إلا أضغاث أحلام وان شجاعة العبد من سيده.