جماعة نور الدين زنكي .. هذا المعتدل فكيف المتطرف

حسن الوريث

بالتأكيد أن من شاهد التسجيل الذي تم بثه لعملية ذبح الفتى الفلسطيني عبد الله العيسى على يد إرهابيي جماعة نور الدين زنكي سيصاب الدهشة والذهول من تلك العصابة التي نفذت هذه الجريمة الإرهابية بدم بارد وبدون اكتراث بأي معنى من معاني الإنسانية بل وإصرار أولئك العصابة على الاحتفال بما قاموا بهم وتصوير تلك العملية وما يندى له جبين الإنسانية أن تجد من يبرر لهؤلاء الأشخاص فعلتهم الشنيعة ويصف تلك الجماعة الإرهابية بأنها معارضة معتدلة .
جماعة نور الدين زنكي هي إحدى الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا المدعومة من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر التي تدعي زيفاً وبهتاناً أن هذه الجماعة معتدلة  وتعمل بكل جهدها في كل المحافل الدولية لإبعاد صفة الإرهاب عن هذه الجماعة التي أثبتت الأيام أنها لا تقل تطرفاً وإرهاباً عن بقية الجماعات الإرهابية بل إن تنفيذ عملية ذبح الطفل الفلسطيني زادت اليقين بانتماء هذه الجماعة إلى الحركات الإرهابية الإجرامية والدعم الذي تتلقاه جماعة نور الدين زنكي الإرهابية من أمريكا ودول أوروبا والسعودية و قطر بحجة أنها معارضة معتدلة يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الجماعات تنفذ أجندات تلك الدول وتأتمر بأمرها ولم تكن تنفذ هذه الجريمة وغيرها من الجرائم لو لم تكن تعلم أن لديها غطاء مالياً وعسكرياً وإعلامياً وبأنها لن تحاسب على تلك الجرائم ولن يتم تصنيفها بأنها جرائم إرهابية والدليل أن كل تلك الدول صمتت على هذه الجريمة وكل الجرائم التي ترتكبها جماعة زنكي وداعش والنصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تتلقى كافة أنواع الدعم من هذه الدول .
في اعتقادي إن تصنيف هذه الجماعة الإرهابية بأنها معارضة معتدلة يدعونا إلى أن نتساءل إذا كانت هذه المعارضة معتدلة فكيف بالمعارضة المتطرفة وما هي معايير الاعتدال في الجماعات المعارضة رغم أنها كلها تحمل السلاح وتقتل الناس ؟ وهل يمكن أن يقبل أوباما أو اردوغان أو ملك السعودية أو غيرهم من رؤساء الدول الأوروبية جماعة معارضة في بلدهم تحمل السلاح ؟وهل يمكن أن يسمحوا لأي كان بدعم أي جماعة معارضة مسلحة بحجة أنها معتدلة ؟  وهل يمكن أن تكون تحقيق الديمقراطية في سوريا بوجود مثل هذه الجماعات المسلحة الإرهابية التي لا تؤمن إلا بالقتل سبيلاً إلى السلطة وهل يمكن أن يكون داعش أو القاعدة أو النصرة أو غيرها من الجماعات نماذج ديمقراطية للوصول إلى السلطة؟ .
مما لا شك فيه أن موضوع الاعتدال والتشدد مجرد أوراق تضحك بها أمريكا وغيرها على الشعوب وتحقق أهدافها من وراء هذه التصنيفات التي تتغير وفقاً لمدى تجاوبها مع تلك الدول التي أنشأتها ما لم فإن التصنيف جاهز والعقوبات جاهزة فمن يخرج عن الطوع لا يلوم إلا نفسه لذلك فتصنيف الجماعات والحركات يخضع لهذه المعايير التي تتبعها أمريكا والدول الأوروبية فهذه الجماعة التي تسمي نفسها باسم نور الدين زنكي أحد أبرز القادة في التاريخ الإسلامي تنفذ تعاليم أسيادها في أمريكا وتركيا والرياض لذلك فهي في نظرهم معارضة معتدلة رغم أن جرائمها لا تقل بشاعة عن تلك التي ترتكبها الجماعات المصنفة لديهم متشددة كداعش وغيرها وليست جريمة إعدام الطفل الفلسطيني التي أثارت العالم أول جرائمها ولن تكون آخرها مهما حاولت الدول التي تدعمها إبعاد الجريمة عنها وإلصاقها بمجموعة خارجة عن الجماعة وليست تلك التصنيفات إلا فزاعة تستخدمها الدول الداعمة للإرهاب لاستمرار كسب ولاء التنظيمات والجماعات الإرهابية ولتبقى تنفذ أجنداتها في قتل الشعوب وتدمير الدول وتخريبها بحجة الديمقراطية والشرعية وغيرها من المسميات الكاذبة وهل يمكن أن نقول إذا كانت هذه الجماعة وأفعالها معتدلة فما هي الأفعال التي يمكن أن نسميها متشددة ومتطرفة وإرهابية بعد جريمة قتل وذبح طفل بريء لم يتجاوز عمره الثانية عشرة .

قد يعجبك ايضا