الشاعر المرتزق
عبدالمجيد التركي
امتعض صديقي المحامي والشاعر من مقالي “ذبيح سوريا”، الذي نُشر هنا قبل يومين، فأرسل لي رسالة يقول فيها: إنكم لا تظهرون إلا عندما يكون الذبيح من أنصار الأسد!!
قلتُ له: أنا أتحدث عن طفل، هل تفهم ما معنى طفل؟ أتحدث عن إنسان، ولا يعنيني أن يكون تابعاً لبشار أو لسلمان.. وكان بإمكانك أيها المحامي أن تكتب عن هذا الطفل كطفل، كإنسان، لتغسل يديك من ذنوب القصائد التي تقترفها لمديح أردوغان.
أما أنا فلستُ ممن يعبد الحكّام، ولستُ ممن يدبِّج فيهم القصائد كما تفعل أنت مع رجب الأردوغان، وقصيدتك العصماء التي مدحتَه بها، ولا أطوِّع قصائد المتنبي وأقول إنه يتحدث عن أردوغان كما تفعل أنت.. ولا أصفق لآل سعود وهم يقصفون بلادي، ولم أذهب إلى السعودية أبداً، ولم أمدح حاكماً.. ومن المحال أن تجد لي قصيدة واحدة أمدح بها أحداً.
هل عرفت ماذا يعني انحطاط الشعر أيها المحامي الشاعر؟!!
وكما تقول غادة السمان: من يركع فكرياً، ولو لمرة واحدة، ينسي كيف يقف ثانية.
دع عنك كلمة “طفل”.. أنت محامٍ، هل تعرف ماذا يعني “قاصر”؟ تقول إن “الذبيح من أنصار الأسد”، كأنك موقن بهذا ولا ترى أنه قاصر.. قاصر ومن أنصار الأسد؟ استنفرك حديثهم أنه من أنصار بشار، ونسيتَ ما معنى الإنسانية؟
فقال لي: ماذا كتبَ عبدالمجيد عمَّا يجري في اليمن؟
يا صديقي.. عبدالمجيد في صنعاء يأكل العصيد والسلتة، وليس مثلك على موائد الكبسة في الرياض، ولم ولن أصفق للعدوان على بلدي.. فماذا تقول أنت عن العدوان على اليمن؟ أم أن كتابة قصائد المديح لخليفتكم المعظّم شغلتك عن كل شيء؟
وظيفة الشعر ليست التطبيل.. ولو كنت تدري ما هو الشعر فعلاً لاستخسرت أن تمتدح أحداً بشطر بيت.. فما أقذر الشعر حين ينحني لحاكم.