1200 مريض تستقبلهم يومياً من ست محافظات
الصالات والممرات تكتظ بالمرضى والكادر يبذل فوق طاقته
20 سريراً لأكثر من400 مريض يستقبلهم قسم الأطفال في اليوم الواحد
الكادر الطبي الأجنبي باقٍ في وقت غادر الأطباء مستشفيات الجمهورية
قضايا وناس – استطلاع
وأنت تجوب طواريدها وصالاتها, وسط حشود تتجاوز زحام صالات الأفراح والأسواق التجارية المركزية.. لا شيء يدل على أنك في هيئة مستشفى الثورة في الحديدة إلا آلام المرض المرسوم على وجه المواطنين المتواجدين في غرفها, وبالطوهات الأطباء الذين يقومون بواجبهم أمام إقبال كثيف.
ألف و200 مريض تستقبلهم هيئة مستشفى الثورة في محافظة الحديدة من ست محافظات مجاورة بشكل يومي, بحسب تقرير إحصائي حديث, ويعمل أطباؤها وممرضوها وإداريوها على مدار 24 ساعة في كافة أقسامها.. رغم الصعوبات والمعوقات التي تهددها بالتوقف عن استمرار العمل.
في السطور التالية تجدون نتائج جولة ميدانية قام بها المحرر إلى هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة, بعد أن أطلق عدة نداءات استغاثة بتوفير الأدوية والاحتياجات الطبية اللازمة للاستمرار في تقديم الخدمة العلاجية للمرضى.. التفاصيل..
أطلقت الهيئة نداءات استغاثة عدة خلال الأشهر الماضية, في نهاية مارس الماضي 2016م ناشدت فيه المنظمات الطبية والإغاثية والمجتمع المدني ورجال المال والإعمال إلى سرعة دعم المستشفى بالأدوية التي تقدم للمرضى مجاناً وأوشكت على النفاد, وحتى تتمكن من مواصلة تقديم خدماتها الطبية لكافة المرضى.. وفي الثامن من مايو الجاري ناشد مركز الحروق في الهيئة إنقاذ المرضى من خلال توفير التيار الكهربائي.
يشكو الوافدون إلى الهيئة, من الازدحام الذي تشهده الأقسام والعيادات نظراً للعدد الكبير الذي يتوافد بشكل يومي إلى المستشفى, باعتبارها هيئة تابعة للحكومة وتمنح المواطنين عدداً من الخدمات العلاجية مجاناً.. ويعاني أغلبية المرضى لا سيما أبناء تهامة من الحميات بمختلف أنواعها..
قسم الأطفال بالهيئة قد وجه المحرر بعد جولة تسببت له بغصة حزن مما رصدته عيناه وعدسته وهو يتجول بين آهات المرضى وأنين الشيوبة وصراخ الأطفال.. قسم الأطفال يعمل خلال 24 ساعة بكادر يتشكل من 15 طبيباً وطبيبة و44 ممرضاً وممرضة.
أسرّة البراءة
نائب مدير مركز الأطفال يوسف النصاري ـ يؤكد أن المركز يستقبل ما بين 400 إلى 500 طفل في اليوم الواحد ومن خمس محافظات محددها ” الحديدة, حجة, المحويت, ريمة, تعز”.. محدداً احتياجات المركز للأدوية؛ كونها تقدم مجانا.. مناشداً المنظمات الاغاثية والإنسانية بتوفير الأدوية كي يستمر المركز في تقديم الخدمات الطبية.. وعن القلة السريرية للمركز والتي لا تتجاوز الـ 20 سرياً قال: “هذا من أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجهنا حتى أننا نضطر أوقاتاً عديدة إلى وضع أربعة أطفال في السرير الواحد”.
يشدد مسئول مركز الأطفال في الهيئة الدكتور ربيع النزيل على ضرورة توسعت المركز ورفع القدرة السريرية.. مشيراً إلى أن الحميات من أكثر الأمراض التي يصاب بها الأطفال الوافدون إليهم.. منوهاً بخطورتها وضرورة الإسراع في معالجتها كونها تؤدي إلى الوفاة.
الطوارئ والعيادات
قسم الطوارئ, وهو المكان الذي يستقبل المصابين والجرحى والحالات الحرجة, ويقدم الخدمة الاسعافية الأولية والضرورية لتلك الحالات حتى تستقر حالتها ومن ثم يحيلها إلى الجهة المختصة بالهيئة..
يقول نائب مدير مركز الطوارئ الدكتور محمد أحمد يوسف شرف ” القسم يستقبل الحالات الحرجة الناتجة عن الحوادث بمختلف أنواعها سواء تلك التي كانت بفعل الإنسان أو الناتجة عن الطبيعة.. وكذلك الباطنيات والأمراض المنتشرة..”
وبحسب محمد شرف ” فإن قسم الطوارئ يستقبل ما بين 70 إلى 100 حالة يوميا, ويعمل خلال 24 ساعة, وبكادر تمريضي لا يتجاوز الـ 30 و7 أطباء..” مشيراً إلى أن القسم ينقصه العديد من الإمكانات الفنية والبشرية, نظراً للحالات التي يستقبلها, وكذا صيدلية خاصة بالطوارئ وكادر نسائي للفترة المسائية.
مركز الطوارئ التوليدية يستقبل في يوميا ما لا يقل عن خمس حالات, إذ بلغ عدد الحالات التي استقبلها خلال الربع الأول من العام الجاري 2016م 700 وحالة, منها 360 حالة ولادة طبيعية و341 حالة ولادة تمت بالقيصرية.. بينما أستقبل قسم الرقود خلال الفترة ذاتها من العام الحالي 2708 حالات, منهم 1565 أنثى.. امتثلت من تلك الحالات للشفاء وتم إخراجها 2522 حالة, منها 1453 من الإناث, بينما 169 مريضاً لم يكتب لهم القدر أي وجهة للحياة.
وبحسب تقرير حديث صادر عن الهيئة, فإن العيادات الخارجية استقبلت خلال الربع الأول من العام الجاري أكثر من (107901) حالة, منها 52619 من الإناث, إلى ذلك تجاوزت الفحوصات المخبرية التي أجريت في الهيئة الـ 86 ألف فحص في الفترة ذاتها.. بينما إجمالي العمليات الجراحية التي أجريت في الهيئة وصلت نحو 2316 عملية جراحية كبرى وصغرى ومتوسطة.
الكادر الأجنبي
ونحن نواصل زيارتنا لأقسام الهيئة وجدنا شيئا لم يعد باقياً في مستشفيات الجمهورية بعموم المحافظات, لا سيما المشافي الحكومية, والمتمثل في الكادر الطبي الأجنبي الذي غادر كل الهيئات والمستشفيات الطبية في اليمن, حتى من العاصمة صنعاء, غادروا قبل وأثناء وبعد إعلان العدوان السعودي, إلا أنه بقي وما زال يعمل في هيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة.
الطبيب الفلسطيني خالد دبول غادر اليمن في مهمة زيارة قبل أشهر إلى إحدى الدول العربية وعاد قبل أسبوعين للعمل في الهيئة ىغم معاناة السفر أثناء العودة ومروره بثلاث دول.. يقول دبول معلقا على الأطباء الذين غادروا اليمن ” أغلبية من غادروا كانوا يعملون في مناطق طالها الحرب, كـتعز وغيرها من المحافظات, ولو كنت أنا في تلك المدن, لغادرت, إلا أن وضع الحديدة الآمن والإجراءات والتسهيلات التي وفرتها هيئة المستشفى وحاجة اليمن إلينا في الظروف الراهنة استدعت بقاءنا لممارسة واجبنا الإنساني بالإضافة إلى أن اليمنيين بالنسبة لنا إخوة وأصدقاء.. هناك نواقص كثيرة تحتاجها الهيئة ويجب توفيرها كي تستمر في تقديم خدماتها العلاجية للمرضى”.
قصور واحتياج
محافظ الحديدة اللواء حسن الهيج في حوار أجرته “الثورة” معه, نشر سابقاً, حدد ثلاث مشاكل أساسية تعاني منها المحافظة تمثلت في ” الأمن, الصحة, النازحين” إلا أن الجانب الصحي, بحسب المحافظ, يشوبه الكثير من القصور والاحتياجات الضرورية التي لا بد من توفيرها لتسحين هذا الجانب المتعلق بصحة وحياة المواطن.. مشيداً بقيادة هيئة مستشفى الثورة العام على جهودهم التي ساهمت في انتشال الهيئة وتسحين خدماتها العلاجية.
العدد القادم
ولمعرفة أبرز الصعوبات والمعوقات التي تقف أمام الهيئة في مواصلة مهامها الإنساني المتمثل في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى المتوافدين عليها بشكل يومي, وكذا التوسعات التي حدثت في الهيئة والمنظمات المتعاونة معها وعن دور وزارة الصحة والمجلس المحلي, وغير ذلك من الجوانب الهامة ناقشناها في حوار خاص مع رئيس الهيئة الدكتور خالد أحمد سهيل.. وسينشر الأسبوع القادم على صفحات “قضايا وناس”.