170 قتيلا و 1400 جريح وآلاف المعتقلين في صفوف الجيش
الثورة/ وكالات
عاشت تركيا أمس ساعات دراماتيكية بعد محاولة انقلاب فاشلة قادها ضباط ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان, لم تدم سوى لساعات قليلة بعد خروج المواطنين الأتراك إلى الشوارع رفضا لهذا الانقلاب, إثر دعوة وجهها اردوغان لمناصريه عبر التلفون “الجوال” بعد ان كان الانقلابيون قد سيطروا على مبنى التلفزيون ومطار انقرة – حيث تراجع الجيش التركي أمام الحشود الكبيرة للمواطنين التي خرجت الى الشوارع رفضا لهذا الانقلاب الذي يعد الخامس في تركيا منذ العام 1960م نجحت أربعة منها.
وخلفت تداعيات هذه المحاولة مقتل أكثر من 160 شخصا وجرح 1242 آخرين في المواجهات بين الجيش والأمن والمواطنين فيما تم اعتقال أكثر من 2800 من الضباط والجنود الذين شاركوا في الانقلاب الفاشل ، كما تم اعتقال قرابة الفين من القضاة..
وأثار هذا الانقلاب الذي جاء خارج السياق الطبيعي في تركيا منذ تسلم حزب العدالة والتنمية للحكم في 2003م ردود أفعال دولية نددت بهذا الانقلاب الفاشل, داعية اردوغان إلى التعامل مع هذه الأحداث بعقلانية وضبط النفس من أجل الحفاظ على السلم الاجتماعي التركي .
حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث مع وزير خارجيته جون كيري واتفقا على ضرورة أن تؤيد كل الأطراف في تركيا الحكومة “المنتخبة ديمقراطيا”.
ودعا أوباما وكيري كل الأطراف إلى “إبداء ضبط النفس وتجنب العنف وإراقة الدماء”.
وقال كيري إنه تحدث إلى رئيس الوزراء التركي الذي أكد له “دعم واشنطن المطلق للحكومة المدنية المنتخبة ديمقراطيا وللمؤسسات الديمقراطية.”
كما أجرى كيري، الذي يزور العاصمة الروسية موسكو حاليا، محادثات حول الوضع في تركيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وأعرب كيري عن أمله في أن تحل تركيا، وهي حليف استراتيجي رئيسي لواشنطن في التحالف الذي يحارب ما يسمى “داعش”، أزمتها وتحافظ على السلام والاستقرار واحترام “الاستمرارية”.
ومن جانبه، دعا لافروف إلى تجنب “إراقة الدماء”، قائلا “إنه يجب حل المشكلات في تركيا وفقا للدستور.”
وأعرب متحدث باسم الكرملين عن “قلق موسكو العميق” إزاء الأنباء الواردة من تركيا، قائلا إن أولوية روسيا هي ضمان أمن المؤسسات الروسية والمواطنين الروس في تركيا. وقال:” موسكو تأمل أنه مهما كانت التطورات في تركيا، فانه سيتم ضمان أمن المواطنين الروس.”
وقال:” تركيا قوة إقليمية مهمة. وبالطبع يؤثر الاستقرار والموقف هناك على المنطقة برمتها لذلك نريد جميعا أن ينتهي ما يحدث في تركيا بأسرع ما يمكن وبطريقة مشروعة وبأن يعود البلد إلى طريق الاستقرار.”
ودعا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى الهدوء. وذلك بحسب متحدث باسم المنظمة الدولية.
وقال المتحدث:” إن الأمين العام يتابع عن كثب تطورات الأوضاع في تركيا. وهو ملم بأنباء محاولة الانقلاب في البلاد وتسعى الأمم المتحدة لاستيضاح الموقف على الأرض وتناشد من أجل الهدوء.”
وأعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن قلق بلاده إزاء تطور الوضع في تركيا. وغرد على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:” استقرار وديمقراطية وأمان الشعب التركي أمر أساسي، والوحدة والتعقل أمر واجب.”
وغرد متحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا إنه يجب احترام النظام الديمقراطي في تركيا كما يجب حماية الأرواح بكل الوسائل.
وقال وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون إنه “قلق للغاية” من تطور الأحداث في تركيا، فيما نصحت السفارة البريطانية مواطنيها في البلاد بتجنب الأماكن العامة و”التزام اليقظة والحذر”.
ودعت فيدريكا موغيريني المسؤولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى “ضبط النفس” في تركيا بعد محاولة الانقلاب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان. وغردت مطالبة :” باحترام المؤسسات الديمقراطية في تركيا”.
إلى ذلك عبرت الصين عن أملها في عودة الهدوء والاستقرار إلى تركيا في أقرب وقت.
وفي ذات السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا تستحق إدانة شديدة.
فقد قال إيرولت إن ” تركيا تعرضت لمحاولة انقلاب عسكري ضد النظام الدستوري والديموقراطي، الأمر الذي يستحق إدانة شديدة من قبل فرنسا”.
وذكر الوزير الفرنسي أن “الشعب التركي أبدى جرأة في الدفاع عن مؤسسات الدولة، ودفع ثمنا غاليا على ذلك”.
وأعرب إيرولت عن أمله في أن “الديموقراطية التركية، بعد اجتياز هذه المحنة، ستصبح أقوى مما كانت عليها من قبل، وأن الحريات الأساسية سيتم احترامها في المستقبل”.
من جهته أعرب وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني في حديث هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو عن ارتياحه من قدرات السلطات التركية على الدفاع عن مؤسساتها الشرعية بفضل التعبئة الشعبية.
وكانت السلطات التركية قد أعلنت فجر أمس فشل محاولة الانقلاب.. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم – في مؤتمر صحفي – إنه تم اعتقال 2839 شخصا للاشتباه في علاقتهم بالانقلاب.
وأكد يلدريم أن الوضع تحت سيطرة الحكومة، واصفا محاولة الانقلاب بأنها “بقعة سوداء في تاريخ الديمقراطية التركية.
وقال إن 161 شخصا قتلوا وأصيب 1400 دفاعا عن استقلال وحرية بلدهم.
وظهر رئيس أركان الجيش خلوصي أكار ووزير الدفاع فكري إيشيك ووزير الداخلية أفكان آلا إلى جانب يلدريم في المؤتمر الصحفي.
وكان قائد الجيش الأول أوميت دوندار، الذي عين قائما بأعمال رئيس الأركان عقب احتجاز خلوصي لساعات من قبل القائمين على محاولة الانقلاب، قد أعلن في وقت سابق مقتل 104 ممن خططوا له.
وتحاول السلطات إعادة الحياة إلى طبيعتها في مختلف أنحاء البلاد من خلال استئناف العمل في مطارات وعلى طرق وجسور.
كما عقد نواب في البرلمان جلسة طارئة على الرغم من أضرار كبيرة لحقت بمقره جراء قصف من إحدى الدبابات.
وتوجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان جوا إلى اسطنبول بعد محاولة الانقلاب قبل أن يظهر محاطا بأنصاره، وقال في خطاب تلفزيوني على الهواء إن “التحرك العسكري خيانة”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول انفجارات وإطلاق نار خلال ساعات الليل.
ونزلت حشود كبيرة إلى شوارع تركيا بعدما حث الرئيس رجب طيب اردوغان الشعب على الدفاع عن الديمقراطية.
وتظهر صور عشرات الجنود يسيرون بعيدا عن دبابتهم رافعين أيديهم عند أحد جسور البسفور في اسطنبول، ولك بعد أن أغلق الجسر طوال ساعات الليل.
وكان الرئيس التركي قد قال لسي إن إن التركية في وقت سابق عبر الهاتف المحمول إن هذا الفعل من جانب “الكيان الموازي” سيلقى الرد اللازم. واستخدم أردوغان هذا الوصف في السابق في إشارة لفتح الله غولن، رجل الدين الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، الذي يتهمه أردوغان بإثارة القلاقل.