ضرورة يفرضها الواقع.. وتأجيله هروب من المسؤولية


استطلاع / ساري نصر –
انتهت صلاحية مجلس نقابة الصحافيين وأصبح انعقاد المؤتمر الخامس ضرورة حيث صرحت النقابة بسعيها لعقد المؤتمر وفي ظل تخوف بعض الصحافيين من تأخر عقد المؤتمر أجرت دنيا الإعلام هذا الاستطلاع مع بعض الصحفيين عن أهمية انعقاد هذا المؤتمر والدواعي لانعقاده .
” بدء التحضير “
نبيل الأسيدي رئيس لجنة التدريب والتأهيل بنقابة الصحفيين اليمنيين: أولا ليس انعقاد المؤتمر الخامس للنقابة ضرورة ملحة بل حق واجب للجمعية العمومية التي انتخبت المجلس الحالي لمدة أربع سنوات فقط ولذلك فلا حق لنا في المجلس الحالي بالبقاء أكثر من المدة التي منحتها لنا الجمعية العمومية, ومجلس النقابة ليس لديه النية مطلقاٍ في تأجيل انعقاد المؤتمر وقد كلف لجنة من المجلس بالبدء بالتحضير لعقد المؤتمر والبحث عن التمويل الكافي له, وقد أبدت بعض الجهات استعدادها لتحمل جزء من تكاليف انعقاد المؤتمر لكنها لا تفي بالغرض ومع ذلك فالمجلس وعلى رأسهم الأستاذ النقيب القدير ياسين المسعودي الذي يبذل جهودا يشكر عليها من أجل استيفاء كافة تكاليف انعقاد المؤتمر ومعه العزيزان مروان دماج وأحمد الجبر.
” تكريس للغياب “
ومن جهته يرى عبدالعزيز المجيدي رئيس تحرير صحيفة الشاهد أن انعقاد المؤتمر هو استحقاق مرتبط بنهاية الفترة المحددة لقيادة النقابة الحالية والمجلس ولدي وجهة نظر بخصوص انتفاء شرعية القيادة الحالية منذ عامين على الأقل بحسب النظام الأساسي للنقابة, وهناك ما لا يقل عن نصف أعضاء المجلس الحالي لم يحضروا اجتماعا واحدا منذ عامين على الأقل والنظام ينص على أن من يتغيب عن 6 اجتماعات لمجلس النقابة المفترض أنه ينعقد مرة واحدة على الأقل كل شهر تعتبر عضويته لاغية, كانت مسؤولية قيادة النقابة: النقيب الوكيل الأمين العام تقتضي إبلاغ الجمعية العمومية بذلك لكن بعضهم عمل على تكريس هذا الغياب الذي شل أداء النقابة بصورة كبيرة وهذا الوضع سمح لعدد محدود منهم السيطرة على النقابة وإدارتها بالصورة التي شاهدناها حيث لا تحضر النقابة إلا في بيان نعي أو بيان إدانة وهناك نشاط محدود تركز في لجنتين أو ثلاث, لكن النقابة كمؤسسة مفترضة لم تكن حاضرة بالصورة المطلوبة خصوصا أن وضع الصحافة في اليمن ما يزال سيئا على كل المستويات الانتهاكات مستمرة بعض الصحف المستقلة تضررت من الأحداث التي شهدتها البلاد وبعضها أغلق بينما الوضع المعيشي للصحفيين يزداد سوءا وتنحدر أخلاقيات المهنة بصورة مريعة مع هيمنة مراكز النفوذ ذاتها على الإعلام .
التمديد
ويردف المجيدي: وضع كهذا يحتاج إلى نقابة أو نقابات تعمل بطاقة إضافية فكيف سيكون الحال إذا كانت معطلة أصلا, أعتقد أن قيادة النقابة تتحمل المسؤولية الكاملة في حال لم ينعقد المؤتمر وكان عليها أن تبدأ التحضير للمؤتمر قبل 6 أشهر من نهاية الفترة وفقا للنظام الأساسي, هناك تلاعب واضح بهذا الخصوص وهم يحاولون الآن التمديد بمبرر هو أصلا ناجم عن فشل هذه القيادة وعدم استشعارها للمسؤولية وبين هؤلاء من لا يزال يعمل بطريقة فيها استخفاف بالصحفيين فبدلا من الاستقالة كان أحدهم يعلن تعليق عضويته في المجلس احتجاجا على عدم البدء بالتحضير للمؤتمر وكان هذا الموقف تحتاجه النقابة بالفعل قبل عامين عندما كان البعض يشارك في تعطيل النقابة وشل فعاليتها, وأعتقد أنه ليس أمام قيادة النقابة سوى حل نفسها وعلى الصحفيين التشاور لتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر ليكون مؤتمر محاسبة عن كامل الفترة الماضية, ولا أعتقد أن الصحفيين سيصمتون حيال هذا التلاعب المكشوف وعليهم أن لا يقبلوا بأي مبرر لأن هذا سيعني أن لعبة التمديد ستطال نقابات أخرى والواجب علينا أن نعيد للعمل النقابي اعتباره بعد تحويله إلى شكل مفرغ من مضمونه كما هو حاصل اليوم, يجب أن تحدث انتقالة ثورية في ممارسة العمل النقابي تساعد في تشكل مجتمع مدني حقيقي على الأرض وليس ظاهرة صوتية.

” مخالفات أساسية “
محمد صادق العديني أمين عام جائزة الصحافة والإعلام اليمني: الموضوع ليس له صلة بالضرورة والدواعي, لكن له صلة أساسية ورئيسية بالشرعية النقابية المستمدة من المؤتمرات الانتخابية وحق الجمعية العمومية في اختيار من يمثلها وحقها في مراقبة أداء مجلس النقابة ومساءلته, المجلس النقابي الحالي لم يعد يمتلك الشرعية منذ مارس الماضي الموعد المحدد لانعقاد مؤتمره العام الخامس فضلا عن المخالفات الأساسية التي ظل مجلس النقابة طوال السنوات الأربع الماضية يكرر ارتكابها عن عمد وقصد سنويا والمتمثلة بعدم التقيد بنص أصيل وواضح في النظام الداخلي للنقابة حيث تنص المادة (8) من الفصل ( 4 ) على إلزامية أن ” تنعقد الجمعية العمومية سنوياٍ في دورة انعقاد عادية في أول يوم أحد من شهر يونيو لمناقشة تقرير النشاط واعتماد الموازنة المالية للنقابة للسنة الماضية وإقرار الموازنة التقديرية للسنة الجديدة “, كما تنص المادة (9) على أن “تنعقد الجمعية العمومية كل أربع سنوات لانتخاب النقيب وأعضاء مجلس النقابة”.

” إعادة بناء “
ويضيف العديني : لكن ما الذي حدث ويحدث لا شيء من تلك الالتزامات تنفذ أو عمل بها, فاجتماعات الجمعية العمومية السنوية لم تنعقد, والمؤتمر العام للنقابة هاهو موعد انعقاده قد مر وليس هناك حتى مجرد خبر عن عقده بمعنى واضح أن مجلس النقابة القائم الآن لم يعد مجلسا شرعيا وباختصار اختتم قائلا: إن نقابة الصحفيين اليمنيين أصبحت اليوم بأمس الحاجة إلى ثورة إعادة بناء مؤسسي وتصحيح مسار مجلسها النقابي وتفعيل أداء لجانها وفروعها وتنقية جداول الأعضاء..  إنها بحاجة إلى ربيع إعلامي يعيد لوظيفتها الاعتبار ويحفظ كرامة المهنة كرسالة اجتماعية سامية ونبيلة.

” انفلات “
غمدان اليوسفي مراسل موقع إيلاف الإلكتروني: مؤتمر النقابة تأخر الآن عن موعد انعقاده وأصبح عقد المؤتمر ضرورة لإنقاذ النقابة من الانفلات الحاصل فيها, فالنقابة لم يعد يوجد فيها سوى أربعة من أعضاء المجلس والبقية إما مشغولين أو في محافظاتهم لا يعرفون مقر النقابة ومنهم من لم يزرها منذ الانتخابات, والدفاع عن حقوق الصحفيين لا يكفي بوجود الأستاذ مروان دماج, وتدريبهم لا يكفي بوجود الزميل نبيل الأسيدي بينما البقية يتفرجون على زملائهم, يجب على الصحفيين الآن أن يلتموا ويضغطوا لعقد مؤتمر النقابة في أقرب وقت بعد أن اقترب الموعد المحدد دون أي استعداد لانعقاده.

” قضايا معلقة “
بينما يعتقد يحيى نشوان –صحفي- أن السؤال يوجه أولا لمن يحركون المياه الراكدة بهذا الشأن وأنا لم أعلم من قبل أن هناك توجهاٍ مسبقاٍ لعمل المؤتمر العام الخامس لنقابة الصحفيين اليمنيين التي لازالت تغيب الكثير من الصحفيين وكثير منهم بحجة كشف الراتب حيث تختلف وجهة النظر معهم حيث أن كشف الراتب الحقيقي للصحفي هو رصيده الوطني ومشاركته في خدمة وطنه وأمته أينما كان وحيث ما يكون دون قيد أو شرط من خلال قدراته ومهنيته ولذا فالقائمون على العمل النقابي في نقابة الصحفيين هم المخولون أولا بالإجابة على السؤال هذا إذا كان الأمر يتجه من ناحية مهنية وشخصية أيضا إذا تم اعتراف النقابة بمن تعمل أو عملت على تهميشهم ومنحتهم حقهم النقابي “بطاقة العضوية “لكن من ناحية سياسية أرى أن الأمر يتطلب ذلك من أجل مناقشة مساءلة ميثاق الشرف الصحفي ومتطلبات الحوار الوطني ومقتضيات المرحلة ودور الإعلاميين في الحوار وهو حالة من التفاعل مع كل المتغيرات وإيجاد صيغة جديدة أو قراءة جديدة للواقع بكل أبعاده والمؤتمر مهم لمعالجة كثير من القضايا الشائكة حيث يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل أن نفسية الصحفي هي البوصلة التي تحدد اتجاهه ولذا بات من المهم معالجة قضايا الصحفيين بصورة عامه على المستوى الشخصي والحياتي بصورة دقيقة.

” ظروف معقدة “
ويسترسل يحيى: أوضاع الصحفيين الحياتية أو المعيشية باتت سيئة مما اوجد ردود فعل سلبية لدى الصحفيين تؤثر وتنعكس سلبا أيضا على المجتمع إلى أن مؤتمر النقابة يأتي في عهد الرئيس هادي وهذا من المستجدات حيث لا يمكن أن تمر فترة الرئيس هادي دون أن يكون هناك حضور لكل المكونات وأهمها السلطة الرابعة أعتقد أن المؤتمر الخامس بات انعقاده مهماٍ لاعتبارات كثيرة منها ما ذكرنا ومنها ما لم نتطرق لذكره ولو تابعنا الندوة التي أقيمت الأيام الماضية بشأن تهيئة الإعلام لمواكبة مؤتمر الحوار للمست أن الصحفيين في وضع لا يحسدون عليه في ظروف معقده فيها ظواهر كثيرة منها مستجدات إعلامية تبرز في ملكية وسائل الإعلام لقوى جديدة فيما كانت في السابق حكرا على ملكية الوسيلة على الحكومة .

قد يعجبك ايضا