حوار مع مسك

 - في برنامج "ساعة زمن" الذي بثته قناة اليمن اليوم الشهر الماضي¡ أجرت المتألقة الإعلامية رحمة حجيرة حوارا◌ٍ جريئا◌ٍ مع المعلمة " مسك سعيد" حول قضية المهمشين اليمنيين أو ما يطلق عليهم اجتماعيا◌ٍ فئة " الأخدام"
أحمد الشاوش –
في برنامج “ساعة زمن” الذي بثته قناة اليمن اليوم الشهر الماضي¡ أجرت المتألقة الإعلامية رحمة حجيرة حوارا◌ٍ جريئا◌ٍ مع المعلمة ” مسك سعيد” حول قضية المهمشين اليمنيين أو ما يطلق عليهم اجتماعيا◌ٍ فئة ” الأخدام” وما سرني ولفت انتباهي هو مدى الإرادة الصلبة والثقة الفائقة لهذه المرأة الحديدية السمراء التي تمثل شريحة اجتماعية كبيرة تصل إلى نسبة 100% تقريبا◌ٍ من المجتمع اليمني.. مسك عملت بنصيحة والديها بمواصلة التعليم للخروج من النفق المظلم والمعيشة الضنكة للدفاع عن حقوق هذه الشريحة المهمشة ومحاولة إيجاد حياة كريمة تليق بإنسانية الإنسان وتنادي مع زملائها بتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق التي صارت مجرد شعار للهدف الأول من الثورة.. مسك أصبحت معلمة ومثقفة وناشطة لها مشاعر فياضة ومتدفقة بالحب والعطاء لوطنها وأبناء جلدتها¡ وتؤمن بلغة التسامح إلى أبعد حدود من منطلق قوة لا ضعف حتى غدت تجسد بيت الشعر العربي…
واثق الخطوة يمشي ملكا◌ٍ
ومن خلال حديثها تختزل في ذاكرتها منذ نعومة أظافرها وحتى الآن الكثير من المآسي والأحزان والأحداث المؤلمة التي وصلت حد الروع والفزع ومعاناتها وبني جلدتها من سكن لا يليق حتى بالحيوانات¡ مع الأسف الشديد¡ وجوع وعطش وافتقار إلى ملابس تقيهم برد الشتاء والأمطار نتيجة الظلم المجحف الأسير للموروث الثقافي المشين الذي كرس ثقافة التعالي والعنصرية وإفراز الطبقات وتقسيم الناس إلى عبيد وأحرار ومشائخ وأسياد نتيجة السياسات العقيمة منذ الأزال البعيد كل البعد عن مبادئ وأخلاق وقيم الإسلام والتعاليم السمحة للقرآن والسنة النبوية التي جاءت لتحرر البشر من العبودية والارتقاء بالإنسان الذي كرمه الله من سابع سماء ونادت بالمساواة والعدالة الاجتماعية بغض النظر عن الجنس واللون واللغة.. مسك وأخواتها وإخوانها المهمشون هم بارقة الأمل وكلهم طموح للنضال من أجل قضية إنسانية جوهرية تمثل قمة الظلم وتجعلنا كبارا◌ٍ وصغارا◌ٍ وسياسيين ومثقفين وعلماء وأحزاب في قمة الخجل نتيجة السلبية والإدعاء بالدولة المدنية الحديثة في كافة المنابر كديكور¡ وبعيدا◌ٍ عن الدجل والتظليل فإن هذه الفئة مظلومة عبر التاريخ الإنساني ولا بد أن تسارع الدولة والأحزاب السياسية والعلماء ومنظمات المجتمع المدني والمثقفون وغيرهم إلى اجتثاث الموروث الثقافي السيئ وثقافة الكراهية عبر كافة المنابر وتحقيق العدالة والمساواة وإدماجهم مع كافة شرائح المجتمع وإعطاء الأولوية لهم في كافة جوانب الحياة حتى يلمسوا الإنصاف وأن المستقبل واعد وإطواء فترة مظلمة وفتح صفحة جديدة بإدماجهم في المجتمع بعيدا◌ٍ عن العزلة والاحتقار لذوي القلوب البيضاء طالما تشدقنا ونتباهى بالدولة المدنية الحديثة…. أملنا كبير

قد يعجبك ايضا