الإعلام العربي وتمييع القضية الفلسطينية ؟!
عامر محمد الضبياني
يعتبر الإعلام ووسائله أحد أهم أسباب وعوامل التنشئة الاجتماعية الحديثة لدوره وأثره الكبير في ترسيخ الاتجاهات والقيم لدى الفرد والجماعة بالإضافة إلى تعديلها وتشكيلها حسب ما تقتضيه مصلحة تلك القوى المسيطرة على مؤسساته في كل مكان وزمان.
وبالتدقيق حول المصطلحات التي يتبناها او يتناولها (إذا أحسنا الظن) إعلامنا العربي، عند تغطيته للقضية الفلسطينية، نجدها تصب جميعها في مصلحة العدو، بل وتعمل على زرعه في أوساطنا وتخليده في قلوبنا وقلوب الأجيال القادمة من بعدنا.
فأصبحت تصف “الكيان الصهيوني” بالجيش الإسرائيلي و”الاعتداء على الفلسطينيين” بالمواجهات و”الشهداء” بالقتلى و”العلميات الاستشهادية” بالانتحارية وكأنهم إخوتنا في الدين والعقيدة ولهم حق الحياة والعيش في أرضنا والدفاع عن أنفسهم وقتلنا.
لا أدري ما الذي يجعل تلك القنوات الإخبارية العملاقة ذات الرأس المال العربي الخالص تخضع لسياسة غربية مقيتة؟ هدفها الأول والأخير تمزيق الأمة العربية والإسلامية، ولماذا السكوت على ذلك الإعلام الزائف؟ الذي يرسخ تلك ولمصطلحات والمفاهيم في عقولنا وعقول أطفالنا.
قد نعي نحن حقيقة تلك القنوات ولا نعير مصطلحاتها أي اهتمام، ولكن ما الذي يضمن لنا فهم وإدراك الأجيال القادمة لحقيقة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وضرورة الجهاد المقدس لتطهير بيت المقدس والمسجد الأقصى من اليهود الأنجاس.
من حقي أتساءل في يوم القدس العالمي.. لماذا لم تعد القضية الفلسطينية تحضى باهتمام وسائل الإعلام العربي؟ ولمصلحة من تمييع القضية؟ والى متى يجب السكوت على تجهيلنا؟ وتنشئتنا التنشئة التي لا تصب في مصلحتنا نحن العرب والمسلمين.
واخيرا مهما عمل اليهود وخطط وساعدهم في ذلك العملاء من العرب، فلن يستفردوا بفلسطين وسيظل نزاعنا معهم عليها حتى قيام الساعة، وصح لسان الشاعرة الفلسطينية أماني بسيسو حين قالت:
صارت حجارة أرضنا أسيافنا
والسيف اصدق في الوغى إنباء
ما حيلة الكلمات لو تغدو لنا
هدفا أتسمع أمة صماء
مزق مواثيق السلام على الملأ
وارفع الى المولى العلي دعاء
رباه انت حسيبنا وحبيبنا
فامتنا يا رب الورى شهداء