> عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن.. رئيس ملتقى التصوف الإسلامي لـ”الثورة”:
>عدو فلسطين هو عدو اليمن والأمة بأكملها وما السعودية إلا أداة وممول
>قضية فلسطين عامل توحيد للأمة العربية وستظل كذلك حتى تتحرر الأرض المقدسة
لقاء/ حسن شرف الدين
منذ عدة أعوام والعالم الإسلامي يحيي آخر جمعة من شهر رمضان كل عام “باستدعاء قضية القدس “.. لماذا يوم القدس العالمي؟
– يوم القدس العالمي هو يوم ينتصر فيه المستضعفون، هو يوم تتذكر فيه الشعوب قضيتها الفلسطينية، فلسطين هي معشوقة الشعوب العربية والإسلامية في جميع أرجاء العالم.. الأنظمة العربية هي التي مهدت للكيان الصهيوني لأن يضع قدمه في الأراضي المقدسة ويستولي عليها، ولولا التمهيد والمساعدة من الأنظمة العربية الخائنة لما تمكن هذا العدو.. ويعتبر يوم القدس العالمي يوماً استثنائياً ، وقد دعا إليه الإمام الخميني لما رأى أن فلسطين مغيبة، ولم يعول على الأنظمة العربية العميلة، لكنه عول على الشعوب، فيوم القدس هو يوم يتذكر فيه المسلمون قضيتهم الأولى، القضية المحورية والمركزية.. وما دامت فلسطين محتلة فإن الشعوب العربية فلسطينية، فإذا ما تحررت فلسطين تحرر العالم العربي والإسلامي، فلسطين هي قضية التحدي..
– ونجد في هذا اليوم (يوم القدس العالمي) أن الملايين من الناس يخرجون في جميع بقاع العالم ويرفعون اليافطات المنددة بالكيان الصهيوني وبأن إسرائيل عدوة الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية، يخرجون ليعبروا عّما يختلج في صدورهم، وهذا يعد انتصارا، لأن الصهاينة وأسيادهم الأمريكان يغتاظون من احتشاد الناس في هذا اليوم.. وخروج الناس في هذا اليوم مما يرضي الله سبحانه وتعالى، يقول تعالى “ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين”.. يعني خروج هؤلاء وعطشهم وسط حر الشمس وإصابتهم بالحر والشمس هذا مما يرضي الله سبحانه وتعالى، ويعتبر نوعاً من أنواع الجهاد.
فلسطين توحدنا
ارتبطت القضية الفلسطينية بالقضايا العربية.. كيف يمكن أن يجتمع ما شتته السياسة الصهيونية الأمريكية؟
– الشعوب تتطلع إلى قيادة حكيمة، تلم الشمل وتجمع الصف وتوحد الكلمة، ألا ترى أن الخميني عندما نهض ودعا إلى إحياء يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان التف الناس وخرجوا، الشعوب تتطلع إلى قيادة حكيمة.. كذلك ظهور القائد حسن نصر الله، هناك محبة من قبل الشعوب لهذا القائد.. كذلك ظهور السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، الذي اهتم بهذه القضية اهتماما كبيرا جدا، وقبله السيد حسين بدر الدين الحوثي، نجد أن ملازمه لا تكاد تخلو عن القضية الفلسطينية، بل أن محاضرته في المشروع القرآني التي بدأ بها المشروع القرآني في 27 رمضان عام 1427هـ الموافق 12/ 12 / 2002م تكلم فيها عن يوم القدس العالمي.. المنظومة الثقافية للمشروع القرآني بدأ بيوم القدس العالمي..
– وهنا تتطلع الشعوب لقيادة حكيمة، لأن هذه القضية توحد الأمة والشعوب، لأن خروج الناس في كل مكان وفي كل دولة يعمل عملية وحدة، إضافة إلى أنهم يضعون جميع الاختلافات والخلافات جانبا، فقضية فلسطين قضية توحد المسلمين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، وبالتالي إحياء هذا اليوم والاستمرار في إحيائه كل عام يؤدي إلى الوحدة وإلى التكاتف وإلى ظهور قيادات حكيمة.. القيادة الحكيمة الإسلامية التي تنتهج المسيرة القرآنية وتسير على دربه ونهجه هي التي ستحرر القدس..
إذا كان الشعب اليمني خرج في مسيرته وثورة 21 سبتمبر رفضا للوصاية السعودية والهيمنة الأمريكية وقضية فلسطين كانت الأولى في هذه الثورة.. لذلك لما وجد الاستكبار العالمي الخطر محدقا به، خصوصا والشعب اليمني مهتم بهذه القضية عمد إلى ضربه، وهذه الحرب الظالمة والغاشمة والتي بدأت منذ أكثر من عام ومازالت مستمرة إلى الآن إلا أن الشعب اليمني له رؤية مستقبلية وهو يسير على المسيرة القرآنية التي ستقضي على قوى الاستكبار.
تحدي الوعي
ألا ترى أن ثقافة المقاومة للكيان الصهيوني التي زرعت في نفوس الشعب اليمني ساهمت في الحد من المشروع الصهيوني الأمريكي على اليمن؟
– المشروع الصهيوني الأمريكي على اليمن حاول عدة محاولات حيث بدأ في مشروعه الجديد بالفوضى الخلاقة وأثار الفتن والمحن، لا سيما الفتن الطائفية في مدن الجمهورية اليمنية، إلا أنه فشل، حاول عدة محاولات لإثارة الخلافات والنعرات والحروب الطائفية، لكنه باء بالفشل.. لأن الشعب اليمني خاصة منذ بدء المسيرة القرآنية حصلت له توعية شيئا فشيئا وما زال يستوعب هذه التوعية، خصوصا في هذا العام، نرى أن المسيرة القرآنية انتشرت بشكل غير عادي في أكثر من محافظة، وبدأ الناس يستوعبون التوعية بفضل هذه المسيرة.. والدليل على فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافهم ضد الشعب اليمن هو صبر الشعب اليمني، الصبر الأسطوري ضد قوات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وأمريكا.. لقد تشبع الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية بالثقافة القرآنية حتى أن مواقع العدو تتساقط الواحد تلو الآخر حتى وصلوا إلى العمق السعودي.
عدو واحد
رغم استمرار العدوان بقيادة السعودية وأمريكا على اليمن، إلا أن الشعب اليمني يحيي يوم القدس العالمي.. ما هي الرسالة؟
– خروج الشعب اليمني بجميع فئاته وأطيافه، وأنا أعتقد أنه أكبر حشد، لأن عدو فلسطين وعدو اليمن واحد هو الكيان الصهيوني، والسعودية ما هي إلا أداة وممول، فالذي مول وجعل إسرائيل تستوطن وتستمر هو المال السعودي، والمال السعودي هو الذي يضرب الشعب اليمني اليوم، فعدو فلسطين هو عدو اليمن.. والشعب اليمني معروف منذ سنوات ماضية بحبه للشعب الفلسطيني حتى أن الكثير من الشباب والرجال ذهبوا للقتال مع الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني.. وهذه دلالة على أن الشعب اليمني رغم ما يعانيه من آلام وظروف قاسية وحرب دامية إلا أنه يحيي يوم القدس العالمي ويصرخ ضد هذا الكيان المحتل والغاصب.. وسوف يبين للعالم أجمع أن قضية اليمن هي قضية فلسطين وقضية فلسطين هي قضية اليمن.
التحرر من العمالة
أكثر من 60 عاما والقضية الفلسطينية ما زالت مؤرجحة بين السلم والعدوان على الشعب الفلسطيني.. لماذا تخاذل القادة العرب والمسلمون تجاه الشعب الفلسطيني؟
– الكل يعلم أن قادة الدول العربية ضعاف، ووضعتهم قوى الاستكبار فهي التي عينتهم إضافة إلى المال والإغراءات، فالبعض خائف على منصبه وخائف من أمريكا وإسرائيل، والبعض عميل من الدرجة الأولى.. ولذلك كلما تحركت الشعوب إلى فعل شيء، قاموا بتكميم أفواههم ومحاربتهم، وأتذكر قول الإمام الخميني عندما قال إن الانانية والاستسلام لقوى الاستكبار هو الذي جعل هذه الأنظمة تخضع له، ولو تركوا الشعوب لحرروا فلسطين.. كذلك الحل الوحيد لتحرير فلسطين –في رأيي- أن تثور الشعوب ضد أنظمتها العميلة، لأن فلسطين لن تتحرر إلا إذا تمت إزالة هذه الأنظمة العميلة، كذلك تحرير الحرمين من عبدة الصنمين “إسرائيل وأمريكا”.. يعني نريد نحرر فلسطين!.. نحرر أولاً الحرمين، نحرر الوطن العربي من العملاء.. هؤلاء هم الذين يعملو غطاء للكيان الصهيوني، هم الذين يمهدون ويسهلون له.. هم الذين عملوا له كل شيء للوصول إلى فلسطين واغتصابه للأرض.
صناعة غربية
هناك من يرى أن ظهور الكيان الصهيوني بالتزامن مع ظهور الكيان السعودي شاهد على أن هدفهما واحد من قوى الاستكبار؟
– ظهور الكيان الصهيوني ليس بالصدفة، وإنما تم تسليم فلسطين لهذا الكيان، بالتزامن مع ظهور دولة بني سعود، التي قامت بتربيتها بريطانيا فهي دولة عبرية إلا أنها تنطق بالعربية “السعودية” تتزين بالزي الإسلامي، إلا أنها بعيدة عن الإسلام، وإنما لديها إسلام مصنع صنعته القوى الغربية وأتت به إلى المنطقة العربية، تبنته بريطانيا ثم أمريكا.. فوجود السعودية عامل مساعد لبقاء الكيان الصهيوني.. وإذا قرأت كتاباً لـ”ناصر السعيد” الذي أثبت أن أسرة آل سعود تعود إلى أصول يهودية بدليل أنهم قاموا بنسف جميع آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم باستثناء آثار اليهود، يهود خيبر، والتي ما زالت ماثلة إلى اليوم.. ولذلك لن تنتهي إسرائيل إلا بانتهاء هؤلاء.. وإذا ما قرأت التاريخ السعودي فقد قامت المملكة على جرائم تندى لها الإنسانية.
انحسار الحياء
الموقف العربي الشعبي هو موقف عداء منذ ظهور الكيان الصهيوني.. إلا أنه في السنوات الأخيرة ظهرت علاقات إيجابية بين هذا الكيان وبعض الدول العربية والإسلامية ومنها قطر والأردن ومصر والإمارات وأخيرا تركيا.. لماذا هذا العلاقات؟
– العلاقات بين الأنظمة والكيان الصهيوني كانت سرية من تحت الطاولة، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت العمالة فوق الطاولة، وأصبحت علنا، كان من قبل يوجد حياء، أما الآن فقد انتهى الحياء وأصبحت علاقات بعض هذا الأنظمة مع الكيان الصهيوني علنا من دون قيود.
قراءتك المستقبلية للوجود الصهيوني والسعودي؟
– الكيان السعودي مرتبط بالكيان الصهيوني، والكيان الصهيوني مرتبط بأسرة آل سعود ويرتبط بهما النظام الأمريكي.. يقول الله تعالى “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود”.. العداوة ستستمر.. ومهما قدموا لنا من خدمات أو أظهروا لنا من محبة لا يمكن أن نصدقهم أبدا.