الثورة نت
أكد علماء الإسلام أهمية الزكاة وفوائدها الإيمانية والاجتماعية ودورها في توحيد الأمة وتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع وحمايته من الهزات الاقتصادية والاجتماعية ونشر روح المحبة والإخاء بين الناس .
وأوضح عدد من العلماء والخطباء في أحاديث متفرقة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الآثار السلبية والمخاطر الاقتصادية والاجتماعية على المجتمع وصاحب المال في حال الامتناع عن أداء الزكاة.
واتفق العلماء على أن للزكاة أثر عميق في تربية المسلم فاقتطاع جزء من أمواله إرضاءً لله تعالى يعوّده على طاعة الله ورسوله و الامتثال لأوامره فهي عبادة مالية تقرب المسلم من الله الذي اختص بالأموال فئة دون أخرى ، الأمر الذي يتوجب على هذه الفئة شكر الله تعالى على نعمه بإيتاء الفقراء حقهم في مال الله نيابة عنه.
واعتبر العلماء الزكاة تدريب نفسي للمزكي فهي تطهره من البخل و الحب الزائد للمال وتعوده على العطاء والبذل في سبيل الله أولاً وفي سبيل الآخرين ثانياً ، وتشعر الفقير باهتمام المجتمع به ومساندته له وتعمل على تلاشي شعور الحقد والحسد والغل ليحل محله الإيمان والرحمة والحب والإخاء.
وأشار العلماء والخطباء إلى ثمار الزكاة الإيمانية المتمثلة بحفظ المال وتنميته لقوله صلى الله عليه وسلم “ما نقص مال من صدقة بل تزد بل تزد بل تزد ” و لقوله تعالى ” قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها “وكذا قوله تعالى ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم “.
وأوضحوا أن الإسلام اعتبر مانع الزكاة مشركاً بالله لقوله تعالى ” الذين لا يؤتون الزكاة من المشركين ” ، كما توعد الله عز و جل مانع الزكاة بالعذاب الشديد حيث قال ” والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم “، وقوله صلى الله عليه وسلم ” من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه, ثم يأخذ بهزمتيه ، يعني شدقيه, ثم يقول أنا مالك أنا كنزك “.
وأكد العلماء أن دفع الزكاة لمصارفها وإلى الدولة المخولة شرعاً سيساهم في إعانة الدولة على تنفيذ مشاريعها وتخفيف الفقر وتوزيعها للضمان الاجتماعي.
واستعرض العلماء والخطباء فوائد الزكاة الاجتماعية مستشهدين بما أرشد به النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل عندما أرسله إلى أهل اليمن وأمره أن يخبرهم بأن الله عز و جل افترض عليهم زكاة في أموالهم، تأخذ من الأغنياء و ترد للفقراء كونها أحد الأركان الهامة في الإسلام وهذا أمر كتبه الله عز و جل على البشرية جمعاء ..
وبيّن فضيلة العلماء والخطاء أن الغني يطهر أمواله بالزكاة لقوله تعالى” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم ” فهي مطهرة للنفس وحصن للمال، وأن الفقير لا يشعر بالحرمان عندما يجد أن الغني يعطي من ماله الحق الذي فرضه الله عليه للفقير فيحس بالاطمئنان ، وزرع الرحمة في نفوس الفقراء ، ويسود المجتمع التوافق والتكافل الاجتماعي والتعاضد، والتراحم والتلاحم.
ونبهوا إلى أنه إذا استأثر الغني ولم يعط هذا الواجب فإن الفقير ينظر إليه نظرة حقد، الأمر الذي يزرع الحقد والكراهية والبغضاء في أوساط المجتمع وينتج عنه آثار وسلبيات كثيرة ، فضلا عن أنها تمنع الجرائم والسرقات؛ لأن الفقراء إذا لم يجدوا ما يأتيهم و يسد حاجتهم, فسوف يتجهون إلى أي طريق لكي يسدوا حاجتهم.
موضحين أن الإسلام استطاع بالزكاة أن يقضي على ظاهرة طغيان الأغنياء وعدم إعطائهم للفقراء شيء ، فالزكاة ليست منّة يمنّ بها الغني على الخلق، بل هذا واجب عليه أن يخرجها من ماله.
وقال العلماء والخطباء ” إن الزكاة تمنع من حر النار يوم القيامة كما في الحديث ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة) ” مبينين مصارف الزكاة التي حددها الله سبحانه و تعالى بقوله ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ” هذا التقسيم الثماني الذي قسمه الله عز وجل يضمن للإسلام أن ينشر الخير والسعادة ويسود الأمن والاستقرار والرخاء في أرجاء البلدان إذا صرفت الزكاة في مواردها ومصارفها الشرعية المحددة.
وأشار فضيلة العلماء والخطباء إلى أن الزكاة فرضت أيضاً لترسيخ وحدة الأمة ، وتراحمها وتعاطفها ولزرع الأخوة والتآلف والمحبة وإشاعة روح التسامح في أوساط المجتمع لقوله صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” ولقوله تعالى ( إنما المؤمنون أخوة ).
ولفت العلماء والخطباء إلى أن الإنسان مستخلف في مال الله عز وجل والخلق يتفاوتون في الأرزاق فمنهم الغني القادر، ومنهم الفقير المعدم وذي الحاجة ، والزكاة تغرس في نفوس أصحابها المودة والتآلف والرحمة مع الآخرين ..
موضحين أن الزكاة تنمي خُلق السخاء والكرم والعطاء بين أفراد المجتمع، وذلك عندما يحس الغني بمعاناة غيره من الفقراء والمعسرين والمحتاجين وذوي الدخل المحدود، وعندما يعيش الغني مأساة إخوانه ومعاناتهم يعرف ويفهم الغاية من فرض الزكاة، ولماذا فرض الله الزكاة وذلك حتى لا تنفك عرى المجتمع وينفرط عقد الإخوة، وحتى لا تمتلئ قلوب الأغنياء قسوة وقلوب الضعفاء والمساكين حقداً وحسدا ويحاولون الانتقام من الآخر.
وحث الخطباء والعلماء المؤسسات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني على التوعية بأهمية الزكاة ودفعها لولي الأمر امتثالاً لقوله تعالى ” وأطيعوا الله وأطيعوا أولو الأمر منكم ” من اجل أن تتحمل الدولة مسؤوليتها تجاه الأزمات الاقتصادية.