الحاجة الى السلام

عبدالله الأحمدي

كم نحن محتاجون الى الأمن، وكم نحن محتاجون الى السلام، وكم نحن محتاجون الى لملمة شظايا نفوسنا التي مزقتها الحروب. الكثيرون في هذا البلد لا مصلحة لهم بالحرب، الكل متضرر، بشكل أو بآخر، حتى المنتفعون من الحرب هم أيضا متضررون، ان لم يكن ماديا، هم متضررون نفسيا. هناك قوى مندحرة اجتماعيا لا تعيش الا بالحروب، قوى منتهية الصلاحية، تحاول فرض بقائها بالحروب، وكلما لاحت فرصة للخروب من جحيم الحرب كسرت اللحظة، وأشعلت النار، واججت السعير، وحركت البيادق. حين بدأت جماعة انصار طرق باب السلام والحوار مع الجيران من أجل لحظة سلام، كان هناك من يتربصون باللحظة، لا يريدون سلاما، تولئك الذين تعودوا على العيش في الدماء، كان على نفسياتهم المريضة أن تشكك بالخطوة الجريئة التي بدأها الأنصار والجوار. ذهب هؤلاء القتلة الى التأجيج، أعطوا احداثيات لقتل المواطنين في سوق مستبأ في حجة ليفشلوا الحوار الذي بدأ. إعطاء الإحداثيات ليس فقط في حجة، بل في مناطق أخرى. حركوا المعارك في اكثر من جبهة، الناس يطالبون بإنهاء الحرب وهؤلاء يطالبون بمزيد من السلاح والمال، القضية لم تعد مطالبة بعودة شرعيتهم، بل أصبحت تجارة حروب وطريقة للحصول على المال والسلاح. يا هؤلاء الحروب هي من أجل صناعة السلاح، وليس حروب من أجل الحروب. المسألة تبدو واضحة لمن له قلب، إنكم لا تريدون سلاما، ولا تريدون دولة، لقد استمرأتم الفوضى، وتحبذون استمرارها. انتهت كل مفاعيل البلد، دمار وخراب وقتل، وافقار، ربما وصل من يديرون الحرب الى نهاية ما يريدون، لكن بقي لهم شيء واحد يريدون تثبيته على الأرض هو التشظي واستمرار الحروب الداخلية بأي شكل.

قد يعجبك ايضا