بعد عام على قصفها من قبل العدوان
الثورة / عبدالباسط النوعة
لا زال العدوان على بلادنا مستمراً ومتواصلاً رغم مرور ما يزيد عن عام وشهرين ، وطوال هذه المدة لم ينس اليمنيون تلك المآسي التي خلفها ولازال يخلفها هذا العدوان الغاشم في شتى المجالات والنواحي، وهنا لا زال الكثير من اليمنيين يتذكرون تلك المأساة التي خلفها العدوان في الحادي عشر من يونيو العام الماضي عندما استهدف واحدة من اعرق المدن التاريخية الإنسانية وهي مدينة صنعاء القديمة التي قصف العدوان إحدى أجمل واجهاتها الحضارية في حارة القاسمي .
عام مر على هذه الجريمة القذرة التي خلفت الكثير من الدمار وتسببت في استشهاد عدد من المواطنين المدنيين ولكن تفاصيل هذه الجريمة لازالت عالقة في الأذهان لاسيما لدى سكان صنعاء القديمة الذين كان هذا اليوم من العام الماضي من أسوأ الأيام التي مرت عليهم ، عشرات المنازل دُمّرت وتضررت، وبحسب إحصائيات الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية فقد دُمّرت (8) منازل تاريخية تدميرا كاملا وتضرر ما يزيد عن (113) منزلا تاريخيا أضرارها متفاوتة ما بين تشققات وتصدعات وتهدم أسطح وتكسر نوافذ وقمريات وغيرها .
جريمة لا تنسى
أحد أفراد أسرة عبدالقادر والذي سقط عدد من أسرته شهداء في هذا القصف الظالم أوضح أن هذا اليوم لا يمكن نسيانه، جريمة بشعة ومناظر الشهداء أثناء انتشالهم من تحت الأنقاض لا يمكن أن تنمحي تفاصيلها الأليمة .
وقال : تلك الأطلال لمنزلنا في حارة القاسمي ألم نعيشه باستمرار حيث أحرص على زيارة المكان الذي كان يشمخ فيه منزلنا الذي شهد طفولتنا وقد حوله العدوان إلى أطلال احتضن بين اكوامه أناسا أعزاء على قلوبنا وحولهم إلى جثث هامدة بعد أن مزق أجسادهم .
ساعتها صمت لتتحدث عيناه ما عجز لسانه عن أن يبوح به، دموعه المنهمرة، آهاته المكبوتة التي انطلقت بعد عام من هذه المأساة وكأنها للتو حدثت تدل دلالة واضحة على أن جرائم العدوان حفرت في ذاكرة ووجدان كل يمني .
مشروع إنقاذي
عقب هذه الجريمة أطلقت الهيئة العامة للمحافظة على المدن الناريخية مشروعا عاجلا يتكون من عدة مراحل انتهى العمل في المرحلة الأولى قبل فترة قصيرة والتي تركزت على فرز المواد التقليدية وبناء أساسات المنازل المهدمة وتدعيم عدد من المنازل الآيلة للسقوط وبناء على ما قاله المهندس عقيل نصاري مشرف المشروع فإنه من المتوقع أن تبدأ خلال الأيام القادمة المرحلة الثانية من هذا المشروع الذي ستتكفل بتمويله السلطة المحلية (المجلس المحلي لصنعاء القديمة ) إشراف وتنفيذ الهيئة ، حيث كانت المرحلة الأولى بتمويل وتنفيذ من قبل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية.