في استقبال الشهر الفضيل
أحمد الأكوع
أخي القارئ لقد أظلكم شهر الصيام والقيام، شهر تلاوة القرآن، وإطعام الطعام، وهو شهر المواساة للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، وعليكم جميعاً أن تكونوا عند حسن هذا الشهر الفضيل، والاستعداد الكامل للجوع والعطش لكي تنظروا إلى حال الفقراء والبؤساء، ففي هذا الشهر خير دروس لأنه بالإمساك عن الطعام والشراب، وفضول الكلام تتهذب النفوس، وفائدة الصيام المطابق لأمر الشارع أمر ظاهر محسوس، فيه تطهر الأرواح من درن الذنوب، وبعد مرور أسبوع واحد من شهر رمضان نجد أن النفوس قد استعدت لصومه وقيامه، ولم يعد هناك ما يقلق النفوس والتهيب لشهر رمضان، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس بالخير والإنفاق في سبيل الله من الريح، وكان أجود ما يكون في رمضان، شهر المتجر الربيح، وعلى الإنسان الصائم أن يشغل قلبه ولسانه بحمد الله وشكره، ولعل هذا هو الشهر الثاني من رمضان يأتينا والعدوان السعودي الأمريكي لا يزال يقتل أبناء اليمن، ويدمر منشآته وعماراته وشجره وحجره، ولعل الدعاء في هذا الشهر هو المخرج من كل المظالم الدعاء بنية خالصة وقلب صابر وضمير حي، وأن يتحلى كل واحد بالحب والصفاء، وعدم أكل المال الحرام حتى يستجيب الله دعوة الداعي، وينتقم من الظلمة والظالمين، وإلى جانب أن الله شرع للمسلمين في رمضان صلاة وزكاة وصياماً، وأيضاً جهاداً، وأكرمهم فيه بليلة القدر هي خير من ثلاثة وثمانين عاماً، وما على أبناء اليمن إلا أن يكونوا في موقف الجهاد والدفاع عن أراضيهم، فرمضان هو شهر عمل وجهاد، وليس شهر النوم والكسل والخمول، فبالصوم تزكو النفوس، وتصحو الأجسام، والإنسان وسط بين الملائكة المقربين والبهائم التي يطعمونها للحمل عليها أو التسمين، وعلى قدر عبادته يكون التحاقه بالروحانيين لا هم له بعد ذلك إلا رضى الله ومرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وكلما اعتنى ببطنه وخرجه واتبع نفسه هواها تحكمت فيه الشياطين، وصار بهيماً لا يصلح إلا طعمة للآكلين ومتاعاً للمقوين، فاختر لنفسك يا ابن آدم أي الحالتين شئت، فإما لهذه الدنيا الفانية ومتاعها، وإما لعظيم الجزاء يوم الدين (ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا بأحسن ما كانوا يعملون).
الوحدة الداخلية
كثير منا يسمع هذا العنوان والقليل منا من يطبقه، فأكثر شيء قد يكسر أي عدوان بعدته وعتاده هي الوحدة الداخلية للمعتدى عليه، فمنذ اليوم الأول للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن ووحشيته وإجرامه ضد الأطفال والنساء والعجزة، ودور المعاقين كان يقف الشعب اليمني بأكمله في صمود وشموخ بوحدة صف داخلية صامدة ومرابطة بكافة المكونات والشرائح ما عدا شريحة المرتزقة الذين باعوا أنفسهم للعدوان وتخلوا عن الوطن، جاءت كلمة الشاب القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اليوم الأول من رمضان لتؤكد على الوحدة الداخلية بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وباقي المكونات السياسية، ولتقف في وجه أي لاعب على وتر شق الصف من أصحاب شبكة التواصل الاجتماعي بحكمة يمانية تقهر الأعداء اللاعقلانيين، وعلينا كإعلاميين أن نتبنى موضوع وحدة الصف الداخلية في كل منابرنا لأنها أهم سلاح قد نهزم عدونا به.
شعر
جئتنا بالهدى وبالقرآن
خير شهر تفيض بالإيمان
جئتنا رمضان بالسعد ترنو
تحمل البشر والهنا والأمان
تحمل النور للعباد وتمحو
ذنب من صام مخلص الإيمان
والذي رام أن يخل بأمن
فهو عما يروح في ذاك فاني
سوف يلقى مصيره بدمار
من جنود النضال بالنيران
أيها الشاردون ماذا جنيتم
غير ذل ومحنة وهوان
فلتعودوا عن غيكم نحو سلم
ولتضموا الصفوف للطغيان
وإذا لم فأنتم لجحيم
يسحق الشعب غيكم في ثوان
من قصيدة للكاتب عام88م